إنه حقاً سيناريو استثنائي لموسم كروي استثنائي لدوري ناصر بن حمد الممتاز لكرة القدم، ذلك الذي نعيش جولاته الحاسمة التي ستكشف لنا هوية البطل وهوية الباقين والمودعين.

ثلاث جولات تفصلنا عن المشهد الختامي، وما تزال هوية البطل تتأرجح بين ثلاثة أندية هي المحرق والحد والرفاع، ونفس السيناريو تمر به هوية الفرق الساعية للبقاء وهي أندية الشباب والحالة والبسيتين!!

هذه السيناريوهات تزيد من حدة التوتر والإثارة المرتقبة في الجولات الثلاث المقبلة وفي مقدمتها لقاء القمة التقليدي بين المحرق المتصدر والرفاع صاحب المركز الثالث والتي تفصلهما ثلاث نقاط لصالح المحرق.. بينما يظل فارق النقطة الواحدة يتأرجح بين ثلاثي المؤخرة -قبل مباريات الأمس-.

إثارة وترقب ينقصهما الحضور الجماهيري المحجوب احترازياً بسبب جائحة كورونا (كوفيد19) التي ما زالت تلازمنا وتفرض علينا قيودها المقلقة، ولكنها لم تمنع عشاق المستديرة من تفريغ حماسهم في ظل النقل التلفزيوني المباشر عبر قنوات البحرين الرياضية، وبعض المواقع الإلكترونية.

القراءة الفنية للجولات الأربع الماضية كشفت عن تفوق الرفاع الذي حقق العلامة الكاملة «12 نقطة» من أربعة انتصارات جديرة بفضل استقراره الفني وانضباطه التكتيكي نظير ما يتمتع به من تكامل في خطوطه الثلاثة، وما يتميز به لاعبوه من ثقة بالنفس وما يمتلكونه من قدرات فنية وبدنية وذهنية متميزة، وهذه كلها نتاج التعاقدات المثالية التي ينتهجها مجلس إدارة النادي وفق متطلبات الجهاز الفني بقيادة المدرب الوطني علي عاشور صاحب ثلاثية الموسم الماضي، والذي يجيد قراءة منافسيه بشكل مثالي.

المحرق المتصدر يبدو غير مستقر فنياً وهو الأمر الذي كشفته نتائجه في الجولات الأربع الماضية بالرغم من الزخم الكبير في تعاقداته بما فيها تعاقده مع المدرب «العالمي» البرازيلي «باكيتا» الذي لم نلمس بصماته الفنية والخططية على الفريق في الجولات الماضية.

أما الفرقة الحداوية التي تسيدت سباق الصدارة في أغلب مراحل الجولات الماضية، فيبدو أنها بحاجة إلى جرعة تنشيطية جديدة في الجوانب الفنية والمعنوية لمجابهة الجولات الثلاث الحاسمة بعد أن كشفت مواجهتهم الأخيرة أمام الرفاع نواقص عدة في الجانين الفني والخططي وهو ما أثر على معنويات الفريق وعرضه لخسارة كبيرة لم يكن أشد المتشائمين يتوقعها!

من هنا تبدو قراءات المدربين الثلاثة «باكيتا» ومحمد الشملان وعلي عاشور هي التي ستلعب دورها في الجولات القادمة، التي نأمل أن نشاهد من خلالها عروضاً تليق بحجم هذه المسابقة الغالية.