حلم الوظيفة الحكومية أو القطاع العام في هذين القطاعين تحديداً، كان يتكرر على مسامعنا منذ أن كنا أطفالاً طيلة السنوات الـ30 الماضية إلى حين التخرج من الجامعة آنذاك، حيث من منا لا يعرف المقولة الدارجة الشهيرة بـ «من يتوظف بالحكومة ماراح يتفنش»..
وبسبب تلك المقولة بالفعل قبلت العمل في إحدى وزارات الدولة مقابل التنازل عن بعض الوظائف المصرفية ذات الرواتب العالية آنذاك مقارنة مع العمل الحكومي على الدرجة السابعة الاعتيادية براتب أقل على حسب ما أذكر من 360 دينار بحريني شاملاً العلاوات وذلك كله من أجل الأمن الوظيفي!!!
اليوم وبعد سنوات من الخبرات والأزمات الشخصية والاستثمارية، نرى أن مفهوم الأمن الوظيفي اختلف رأساً على عقب، حيث بات بالتأكيد لا ينطبق ولا يرتبط بأي وظيفة كانت في جميع مفاصل الدولة مهما بلغ مستوى شهادتك الأكاديمية أو مدى التزامك المهني واستقامتك، أو حتى اسم عائلتك المصونة - مع احترامنا للجميع - بسبب شدة المنافسة الشريفة وغير الشريفة وحدة القانون والثغرات الإدارية حتى لو تطور التشريع القانوني تطوراً بالغاً.
في المقابل انتشر مصطلح جديد وهو «البزنز» وأصبح ثقافة دارجة وهوس نفسي بالغ أكاد أصاب بالجنون حين أسال بشكل يومي ومتكرر من المتابعين، لذلك وجب علي أن أخصص مجموعه مقالات تثقيفية أساسية في هذا المجال لمن لديه هوس الاستثمار والتحول الوظيفي من أصحاب الوظائف النظامية إلى أصحاب البزنز والطبقة المخملية.
قد ألوم في هذا التحول الخطاب العام لوسائل الإعلام وبعض المسؤولين الذين جعلوا من نفسيات الناس بأن تصبح سيئة بسبب تكرار إفلاس وتقشف وغيره لمشاكل اقتصادية أوحت للناس أن من لا يملك «بزنز»، قد يكون ناقصاً أو فاشلاً أو حتى مهدداً وهو غير صحيح بتاتاً.
الحقيقة الشخصية والتي لا أستحي أن أطرحها، أني شخصياً وضعت في زاوية سيئة جداً لأرى نفسي خارج الوظيفة الحكومية ولم أر سبيلاً للتعايش والعيش الكريم إلا بعملي الخاص والنجاح ولم أملك خياراً سوى ذلك، حيث أن أسست لي سنوات الوظيفة الحكومية استقراراً مالياً واستثماراً عقارياً حديثاً منذ أول عامين من الوظيفة بدون أي إرث عائلي بالإضافة إلى ترتيب أولوياتي والتزاماتي العائلية والعيش بكرامة بالغة.
فمن غير الصحيح بتاتا أننا يجب جميعاً أن نجعل لنا وظائف ثانية أو محلات تجارية نعمل فيها دوامات أخرى، حيث إن بعض المعادلات التجارية فاشلة جداً وقد تستنزف مدخرات الفرد من الوظيفة الحكومية وتحوله من فرد كريم إلى شخص يتجرع الخسارات المالية الفادحة بسبب هوس انتشار حلم «البزنز» على لسان وألسنة العامة ومحاولة إثارة الإعجاب وهو ما أعتبره قمه العاطفية وبالخطة غير الصحيحة نهائياً.
من قال إن التدرج الفئوي لطبقات المجتمع ينعكس على مستواهم المالي وخططهم؟! حيث إن هناك أثرياء اكتفوا بمستويات ثرائهم وبحياة كريمة معقولة خالية من «البزنز» مصدرها الوظيفة الحكومية فقط!!
* سيدة أعمال ومحللة اقتصادية
وبسبب تلك المقولة بالفعل قبلت العمل في إحدى وزارات الدولة مقابل التنازل عن بعض الوظائف المصرفية ذات الرواتب العالية آنذاك مقارنة مع العمل الحكومي على الدرجة السابعة الاعتيادية براتب أقل على حسب ما أذكر من 360 دينار بحريني شاملاً العلاوات وذلك كله من أجل الأمن الوظيفي!!!
اليوم وبعد سنوات من الخبرات والأزمات الشخصية والاستثمارية، نرى أن مفهوم الأمن الوظيفي اختلف رأساً على عقب، حيث بات بالتأكيد لا ينطبق ولا يرتبط بأي وظيفة كانت في جميع مفاصل الدولة مهما بلغ مستوى شهادتك الأكاديمية أو مدى التزامك المهني واستقامتك، أو حتى اسم عائلتك المصونة - مع احترامنا للجميع - بسبب شدة المنافسة الشريفة وغير الشريفة وحدة القانون والثغرات الإدارية حتى لو تطور التشريع القانوني تطوراً بالغاً.
في المقابل انتشر مصطلح جديد وهو «البزنز» وأصبح ثقافة دارجة وهوس نفسي بالغ أكاد أصاب بالجنون حين أسال بشكل يومي ومتكرر من المتابعين، لذلك وجب علي أن أخصص مجموعه مقالات تثقيفية أساسية في هذا المجال لمن لديه هوس الاستثمار والتحول الوظيفي من أصحاب الوظائف النظامية إلى أصحاب البزنز والطبقة المخملية.
قد ألوم في هذا التحول الخطاب العام لوسائل الإعلام وبعض المسؤولين الذين جعلوا من نفسيات الناس بأن تصبح سيئة بسبب تكرار إفلاس وتقشف وغيره لمشاكل اقتصادية أوحت للناس أن من لا يملك «بزنز»، قد يكون ناقصاً أو فاشلاً أو حتى مهدداً وهو غير صحيح بتاتاً.
الحقيقة الشخصية والتي لا أستحي أن أطرحها، أني شخصياً وضعت في زاوية سيئة جداً لأرى نفسي خارج الوظيفة الحكومية ولم أر سبيلاً للتعايش والعيش الكريم إلا بعملي الخاص والنجاح ولم أملك خياراً سوى ذلك، حيث أن أسست لي سنوات الوظيفة الحكومية استقراراً مالياً واستثماراً عقارياً حديثاً منذ أول عامين من الوظيفة بدون أي إرث عائلي بالإضافة إلى ترتيب أولوياتي والتزاماتي العائلية والعيش بكرامة بالغة.
فمن غير الصحيح بتاتا أننا يجب جميعاً أن نجعل لنا وظائف ثانية أو محلات تجارية نعمل فيها دوامات أخرى، حيث إن بعض المعادلات التجارية فاشلة جداً وقد تستنزف مدخرات الفرد من الوظيفة الحكومية وتحوله من فرد كريم إلى شخص يتجرع الخسارات المالية الفادحة بسبب هوس انتشار حلم «البزنز» على لسان وألسنة العامة ومحاولة إثارة الإعجاب وهو ما أعتبره قمه العاطفية وبالخطة غير الصحيحة نهائياً.
من قال إن التدرج الفئوي لطبقات المجتمع ينعكس على مستواهم المالي وخططهم؟! حيث إن هناك أثرياء اكتفوا بمستويات ثرائهم وبحياة كريمة معقولة خالية من «البزنز» مصدرها الوظيفة الحكومية فقط!!
* سيدة أعمال ومحللة اقتصادية