الكذب داء والصدق شفاء أو هكذا يقال وفي كل مجتمع توجد فئة تحب نشر «الداء» وتتفنن في الكذب وترويج الشائعات وغالباً ما يكون هدفها تضليل الناس أو إثارة الفتنة والبلبلة. وهذه الأيام ومع انتشار وباء فيروس كورونا سمعنا قصصاً كثيرة من صنع الخيال لا تمت للواقع بصلة.

مثلاً، تم ربط تزايد حالات الإصابة بـ«كورونا» بعودة المدرسين العرب للبحرين وانتشرت هذه الأكذوبة على نطاق واسع ورددها الكثيرون، لكن سرعان ما اتضح أن لا دخل للمدرسين العرب العائدين إطلاقاً بالحالات الجديدة. بكل بساطة كان الأمر شائعة رخيصة هدفها الكذب والتضليل وإبعاد التركيز عن السبب الرئيس لارتفاع عدد الحالات.

وحالياً، تنتشر شائعة جديدة هدفها التشكيك في محتوى الإبرة التي تعطى لكبار المسؤولين والذين رأينا صوراً لهم في وسائل الإعلام وهم يتطوعون لأخذ اللقاح التجريبي. ومن غير المستبعد أن من قاموا بنشر الشائعة الجديدة هم أنفسهم من قاموا بتأليف ونشر الشائعة الأولى.

التصدي للشائعات أمر متعب بلا شك، فما أن تختفي شائعة حتى يتم تأليف غيرها خاصة من قبل المتربصين والمشككين والكارهين، وأحياناً التغاضي عنها هو الحل الأبسط. لكن في ظل هذه الأزمة الصحية يصبح من الضروري الإسراع في كشف الكذب والكذابين كي لا يستولوا على مساحة من «الفضاء العام» والذي يتشكل من خلاله رأي الجماهير فتصبح لديهم - أي الكذابين - اليد العليا في التأثير.

لذلك، يفترض على الصحف المحلية والأجهزة الإعلامية الإسراع في مقابلة المسؤولين الذين جربوا اللقاح للتحدث معهم حول تجربتهم والأعراض التي أحسوا بها بعد الإبرة كي يتم سد باب جديد من الكذب والتضليل والتجني.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومن أجل أن يثبت للعالم أن اللقاح الروسي ناجح وفعال دفع بابنته لأخذ جرعة منه. ولم يتوقف عند هذا الحد بل خرج للناس بعد ذلك وشرح لهم الأعراض التي مرت بها ابنته بعد الإبرة مما أضاف مصداقية كبيرة لكلامه.