شهدت منطقة الشرق الأوسط حراكاً قوياً في عام 2011، تمخض عنه سقوط أنظمة وتغيرات جذرية في عقلية الدول العربية، حيث اخترقت بعض البلدان ميليشيات إرهابية حتى وصلت إلى حكم الدول، واتخذت قرارات حزبية فردية خدمت بها دولاً فاشلة.

إن الدرس المهم الذي يجب أن نعي إليه هو أن عام 2011 شهد متغيرات بشراكة أمريكية إيرانية، وكان الاعتماد على منظومة الدول في وقف هذه المخططات، فالدول التي تملك الحكمة في مجابهة هذه المخططات قد انتصرت، في المقابل بعد فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في انتخابات 2016 لمسنا التغيير الواضح في المنطقة فقد تم عزل الدول الفاشلة والمؤزمة ورصد جميع الكيانات الإرهابية وتصنيفها، كما يمكن القول مرحلة تنظيف مخلفات 2011.

وفي هذه الأثناء، كان لا بد من العمل بصورة مختلفة عن السابق، وبمنهجية ينصدم منها أعداء المنطقة التي تهدد الشعوب بشكل مباشر، فكان الخيار الحتمي بأن أسطوانة فلسطين التي تستغلها الأنظمة الفاشلة كإيران وتركيا لاستعطاف الشارع العربي بات مكشوفاً، فعلاقة الأولى بإسرائيل حققت مكاسب لها منذ عام 1979، والأخرى تبادلات تجارية ومصانع أسلحة مشتركة ومصالح لا تنتهي.

إذاً، بات على المنطقة أن تعمل بأسلوب جديد، وخاصة أن الانتخابات الأمريكية قد تنتهي بفوز رئيس ديمقراطي، وأن عملية السلام تتطلب قرار شجاع وجريء، وما كان إلا أن يتخذ وبصورة سريعة، لأن اقامة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل بمجرد الإعلان عنها لخبطت أوراق خامنئي وأردوغان، وجعلهما يستنفران ويتخبطان ويهددان من دون أي وعي لأنه حليفهم الخفي وجد أن العلاقات الرسمية الواضحة أفضل من العمل بالخفاء كونها تحقق مكاسب أفضل ليس على المستوى الاقتصادي بل حتى على المستوى السياسي.

إن عملية السلام بالمنطقة وما شهدناه من توقيع معاهدات سلام، هي نتائج ما مرت به المنطقة من تجربة مريرة في 2011، والتي أعطت لنا الضوء الأخضر في أن نمضي في قرارات جريئة ستغير مجرى الأمور في المنطقة، وهذا لا يعني بأن الدول التي وقعت معاهدة سلام مع إسرائيل قد تغير موقفها من القضية الفلسطينية بل على العكس ستبقى قضيتنا العربية الأولى ولكن حماية الأمن القومي هي القضية المصيرية.