أحياناً نسمع أموراً ربما لا نعرف ماذا يمكن أن تفيدنا بشكل مباشر، ولكن نحن نهدئ أنفسنا بأنه من الجميل أن نوسع الدائرة الثقافية والفكرية لدينا، والزمن كفيل بأن يظهر لنا صحة أو خلل تفكيرنا.

في عام 2010 كان لي شرف تمثيل مملكة البحرين في برنامج الزائر الدولي IVLP والذي تنظمه وزارة الخارجية الأمريكية، حيث إن الوضع الراهن أخذني بالذاكرة إلى محاضرة من أحد المكلفين العاملين في وزارة الخارجية الأمريكية حضرتها في نهاية اليوْم الأول من البرنامج، كانت تتعلق بتاريخ الولايات المتحدة الأمريكية السياسي، المتحدث كان يتكلم اللغة العربية باللهجة اللبنانية الأمر الذي جعل من اليسير أن تعلق برأسي جملة، اليوْم عرفت قيمتها. إن الشعب الأمريكي لا يتدخل بالثالوث الأمريكي المكون من: «السياسة الدولية، وسعر صرف الدولار، والقوات المسلحة»، حيث إن هذه الأمور هي سيادية بحتة ومسؤول عنها رأس الدولة والسلطة السياسية، باعتبارهما المخولين بالبت في مصير هذا الثالوث الاستراتيجي.

أعتقد أن رسالتي واضحة من مقدمتي الطويلة هذه لمن يريد أن يفهم ويستوعب. فنحن كشعب يجب أن نؤمن إيماناً عميقاً بأن حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى عند اتخاذ أية خطوة هامة يكون الهم الوحيد لجلالته، مصلحة البحرين وشعبها في المقام الأول، لذا فالواجب عدم المساومة على ذلك البتة باعتبار جلالته هو من أرسى دعائم دولة القانون والمؤسسات.

جلالة الملك المفدى هو الضامن الأساسي لجميع ما يتخذ من قرارات مصيرية في مصلحة الوطن والمواطنين على حد سواء، ولديه رؤية ثاقبة وحنكة سياسية وقراءة واعية ودقيقة للمستقبل السياسي وما يجري على الساحة الدولية، لذا من الواجب الكف عن الاعتراض من أجل الاستعراض على وسائل التواصل الاجتماعي. وذلك من أجل مصلحة الوطن وحفاظاً على التماسك المجتمعي والمحافظة على ترابط نسيجه الوطني بين مختلف الأعراق والديانات.

ولقد كان لمعالي وزير الداخلية القول الفصل في كلمات اختصرت الكثير حينما قال «إذا كانت فلسطين قضيتنا العربية فإن البحرين قضيتنا المصيرية»، هذه العبارة المختصرة جاءت واسعة المضمون ووصل صداها لكل مكان. وهنا لا بد من أن نذكر بالمواقف المشرفة لمملكة البحرين وقيادتها تجاه القضية الفلسطينية منذ سنوات طويلة، وكذلك فهي استضافة المؤتمر السنوي لسفراء دولة فلسطين في الخارج على أرض البحرين لعدة سنوات، وبحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وهناك الكثير من المواقف الداعمة للقضية الفلسطينية لا يسع المجال لذكرها الآن. لذا فعليك أن تثق عزيزي المواطن الغيور على وطنه أن قيادة البلاد تسعى دوماً إلى حماية وتأمين مصيرنا ومصير أجيالنا من بعدنا بعدل وسلام.