تُلقي الأزمة الصحية الراهنة التي تسببت بها جائحة فيروس كورونا (كوفيد19) بعبء كبير على الأنظمة الصحية حتى في أكثر دول العالم تقدماً. فلا تزال جائحة فيروس كورونا تفاجىء الأطباء والباحثين بالعديد من الأعراض غير المألوفة، ومن هذه الأعراض ما يسمى بـ "نقص الأكسجين الصامت لدى مرضى فيروس كورونا".
فقد أكد الأطباء من مستشفى مانشستر الملكي في بريطانيا أنه خلال الأشهر الأخيرة قد لوحظ أن بعض مرضى فيروس (كوفيد19)، يحدث لديهم نقص في نسبة الأكسجين في الدم دون أن يكون لديهم أي أعراض. ومستوى الأكسجين في الدم هو كمية الأكسجين الذي تحمله كريات الدم الحمراء من الرئتين إلى باقي الجسم والتي يمكن مراقبتها عن طريق فحص نسبة غازات الدم الشرياني أو اختبار ABG.
كما لاحظ أطباء في المستشفى الجامعي لمدينة إنسبروك في أستراليا، وأطباء آخرون في أحد مستشفيات مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية حدوث تغييرات تدعو إلى القلق لدى مرضى فيروس كورونا والتي كانت أعمارهم لا تتعدى الأربعين عاماً وليس لديهم أمراض مزمنة حيث كانوا يعانون في البداية من أعراض خفيفة لم تستوجب علاجهم بالمستشفى، إلا أن حالتهم تدهورت فجأة ووجدوا أن مستويات الأكسجين في الدم لديهم منخفضة جداً قد تصل إلى 50٪، وأن صور الأشعة السينية تؤكد تعرض الرئة لأضرار كبيرة نتيجة التهاب رئوي حاد رغم أنهم لم يكونوا يعانون من أي ضيق بالتنفس أو أي تأثر في مستوى الوعي وأن عدداً منهم كان يمارس رياضة الغوص!
ويفسر الباحثون وأطباء في جمعية الرئة الأمريكية أن تلك الحالة تعود إلى كون تطور الالتهاب الرئوي لديهم لم يتضح بشكل فوري، حيث يبدأ جهاز التنفس بمواجهة نقص الأكسجين التدريجي من خلال تسريع التنفس للتعويض عنه ودون أن يشعر هؤلاء المرضى أن تنفسهم قد ازداد وبالتالي لن يطلبوا المساعدة، لكن الأكسجين في الدم يواصل الانخفاض لديهم، وفي هذه الأثناء يتلاءم الجسم ببطء مع مستويات الأكسجين المنخفضة في حين أن ثاني أكسيد الكربون يتم طرحه بشكل طبيعي ولم يتأثر مستواه في الدم. فاستجابة الدماغ لنقص الأكسجين في الدم محدودة مقارنة لاستجابته لزيادة ثاني أكسيد الكربون. ومع مرور الوقت، يصل هؤلاء المرضى إلى المستشفى بمستويات أكسجين منخفضة جداً ورئتين تعانيان من مشاكل كبيرة. ولا يقتصر الأمر على تضرر الرئتين فقط، بل قد يكون نقص الأكسجين وصل لأعضاء أخرى، مثل: القلب، والكلى، والدماغ مما يسبب عجزاً في أجهزة الجسم.
وربما تفسر حالة نقص الأكسجين الصامت الذي يتطور بسرعة لعجز في أجهزة الجسم، سبب الوفاة المفاجئ لبعض من مرضى (كوفيد19) الأصغر سناً والذين لا يعانون من أي مشاكل صحية. ومن الممكن أن يكون لفيروس (كوفيد19) تاثيراً على كيفية استشعار الجسم إلى المستويات المنخفضة من الأكسجين أو التأثير على قابلية كريات الدم الحمراء لنقل الأكسجين ومن المحتمل أيضاً أن يكون مرتبطاً بفقدان حاسة الشم والذي يعاني منه نسبة كبيرة من مرضى (كوفيد19). وكل هذه الاحتمالات تستوجب دراسات معّمقة وجهود كبيرة من العلماء لحل لغز من الغاز هذا الجائحة.
لذلك ينصح الباحثون والأطباء أن يخضع جميع المرضى الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس لمراقبة قياس نسبة الأكسجين لمدة أسبوعين، وهي الفترة التي يتطور خلالها الالتهاب الرئوي المصاحبة للفيروس. كما ويجب أيضاً أن يخضع جميع الأشخاص الذين يعانون من السعال والحمى والإرهاق خلال هذه الفترة من الجائحة لمراقبة مستوى الأكسجين حتى وإن كان اختبار المسحة الخاص بهم سلبياً، لأن هذه الاختبارات دقيقة بنسبة 70٪ فقط .
كما ويمكن القيام ببعض الإجراءات التي تمكن أي شخص من معرفة وجود أي خلل في الجهازه التنفسي وذلك بحساب معدل التنفس في دقيقة واحدة والتي يجب أن لا تتعدى 20 نفساً بالدقيقة للإنسان البالغ والذي يجلس بحالة استرخاء . كما يمكن استخدام جهاز لقياس مستوى تشبع الدم بالأكسجين وهو مقياس التأكسج النبضي "pulse oxımeter"، وهو جهاز صغير يمكن تثبيته على إصبع الشخص أو أذنه لقياس نسبة الأكسجين في الدم والذي يجب ان يكون مستواه بين 95-100 ٪.
ولقد أكد الباحثون إمكانية اللجوء إلى استخدام استراجية أثبتت فائدتها بشكل كبير لمرضى (كوفيد19) وهي جعل المرضى مستلقين على وجوههم وجوانبهم في فترات متعاقبة، وذلك لمساعدة أجزاء الرئتين السفلية والخلفية الأكثر تضرراً من الالتهاب الرئوي المصاحب لفيروس (كوفيد19). حيث تنفع هذه الاستراتيجية المرضى في التنفس بشكل أسهل كما وأنها تمنع تطور المرض في كثير من الحالات حسب الدرسات الأولية التي أجريت بهذا الخصوص.
* أخصائية طب المجتمع وعلم الوبائيات
فقد أكد الأطباء من مستشفى مانشستر الملكي في بريطانيا أنه خلال الأشهر الأخيرة قد لوحظ أن بعض مرضى فيروس (كوفيد19)، يحدث لديهم نقص في نسبة الأكسجين في الدم دون أن يكون لديهم أي أعراض. ومستوى الأكسجين في الدم هو كمية الأكسجين الذي تحمله كريات الدم الحمراء من الرئتين إلى باقي الجسم والتي يمكن مراقبتها عن طريق فحص نسبة غازات الدم الشرياني أو اختبار ABG.
كما لاحظ أطباء في المستشفى الجامعي لمدينة إنسبروك في أستراليا، وأطباء آخرون في أحد مستشفيات مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية حدوث تغييرات تدعو إلى القلق لدى مرضى فيروس كورونا والتي كانت أعمارهم لا تتعدى الأربعين عاماً وليس لديهم أمراض مزمنة حيث كانوا يعانون في البداية من أعراض خفيفة لم تستوجب علاجهم بالمستشفى، إلا أن حالتهم تدهورت فجأة ووجدوا أن مستويات الأكسجين في الدم لديهم منخفضة جداً قد تصل إلى 50٪، وأن صور الأشعة السينية تؤكد تعرض الرئة لأضرار كبيرة نتيجة التهاب رئوي حاد رغم أنهم لم يكونوا يعانون من أي ضيق بالتنفس أو أي تأثر في مستوى الوعي وأن عدداً منهم كان يمارس رياضة الغوص!
ويفسر الباحثون وأطباء في جمعية الرئة الأمريكية أن تلك الحالة تعود إلى كون تطور الالتهاب الرئوي لديهم لم يتضح بشكل فوري، حيث يبدأ جهاز التنفس بمواجهة نقص الأكسجين التدريجي من خلال تسريع التنفس للتعويض عنه ودون أن يشعر هؤلاء المرضى أن تنفسهم قد ازداد وبالتالي لن يطلبوا المساعدة، لكن الأكسجين في الدم يواصل الانخفاض لديهم، وفي هذه الأثناء يتلاءم الجسم ببطء مع مستويات الأكسجين المنخفضة في حين أن ثاني أكسيد الكربون يتم طرحه بشكل طبيعي ولم يتأثر مستواه في الدم. فاستجابة الدماغ لنقص الأكسجين في الدم محدودة مقارنة لاستجابته لزيادة ثاني أكسيد الكربون. ومع مرور الوقت، يصل هؤلاء المرضى إلى المستشفى بمستويات أكسجين منخفضة جداً ورئتين تعانيان من مشاكل كبيرة. ولا يقتصر الأمر على تضرر الرئتين فقط، بل قد يكون نقص الأكسجين وصل لأعضاء أخرى، مثل: القلب، والكلى، والدماغ مما يسبب عجزاً في أجهزة الجسم.
وربما تفسر حالة نقص الأكسجين الصامت الذي يتطور بسرعة لعجز في أجهزة الجسم، سبب الوفاة المفاجئ لبعض من مرضى (كوفيد19) الأصغر سناً والذين لا يعانون من أي مشاكل صحية. ومن الممكن أن يكون لفيروس (كوفيد19) تاثيراً على كيفية استشعار الجسم إلى المستويات المنخفضة من الأكسجين أو التأثير على قابلية كريات الدم الحمراء لنقل الأكسجين ومن المحتمل أيضاً أن يكون مرتبطاً بفقدان حاسة الشم والذي يعاني منه نسبة كبيرة من مرضى (كوفيد19). وكل هذه الاحتمالات تستوجب دراسات معّمقة وجهود كبيرة من العلماء لحل لغز من الغاز هذا الجائحة.
لذلك ينصح الباحثون والأطباء أن يخضع جميع المرضى الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس لمراقبة قياس نسبة الأكسجين لمدة أسبوعين، وهي الفترة التي يتطور خلالها الالتهاب الرئوي المصاحبة للفيروس. كما ويجب أيضاً أن يخضع جميع الأشخاص الذين يعانون من السعال والحمى والإرهاق خلال هذه الفترة من الجائحة لمراقبة مستوى الأكسجين حتى وإن كان اختبار المسحة الخاص بهم سلبياً، لأن هذه الاختبارات دقيقة بنسبة 70٪ فقط .
كما ويمكن القيام ببعض الإجراءات التي تمكن أي شخص من معرفة وجود أي خلل في الجهازه التنفسي وذلك بحساب معدل التنفس في دقيقة واحدة والتي يجب أن لا تتعدى 20 نفساً بالدقيقة للإنسان البالغ والذي يجلس بحالة استرخاء . كما يمكن استخدام جهاز لقياس مستوى تشبع الدم بالأكسجين وهو مقياس التأكسج النبضي "pulse oxımeter"، وهو جهاز صغير يمكن تثبيته على إصبع الشخص أو أذنه لقياس نسبة الأكسجين في الدم والذي يجب ان يكون مستواه بين 95-100 ٪.
ولقد أكد الباحثون إمكانية اللجوء إلى استخدام استراجية أثبتت فائدتها بشكل كبير لمرضى (كوفيد19) وهي جعل المرضى مستلقين على وجوههم وجوانبهم في فترات متعاقبة، وذلك لمساعدة أجزاء الرئتين السفلية والخلفية الأكثر تضرراً من الالتهاب الرئوي المصاحب لفيروس (كوفيد19). حيث تنفع هذه الاستراتيجية المرضى في التنفس بشكل أسهل كما وأنها تمنع تطور المرض في كثير من الحالات حسب الدرسات الأولية التي أجريت بهذا الخصوص.
* أخصائية طب المجتمع وعلم الوبائيات