تبدأ المنامة رحلة جديدة في علاقات دبلوماسية مبنية على أسسها ومبادئها التي رسمت من خلال تراثها وتاريخها وحضارتها التي ورثتها على مر الأزمان، هامة مبنية على التعايش والتآخي والتسامح بين الأديان.

المنامة تنطلق برؤية معاصرة نحو آفاق السلام المنشود الذي يحفظ حقوق الجميع بلا استثناء، فهي مهبط الأمن والاستقرار، ومهبط التلاقي بين شعوب العالم، فهي بوابة تحتضن كافة شعوب العالم، عبر إرساء دعائم السلام في منطقة الشرق الأوسط ولتكون شريكة حقيقية في صنع ذلك.

المنامة العاصمة التي لطالما كان بها لقاء الأحبة وجمعت كل الطوائف في مساحة صغيرة، واليوم بها يتجدد العهد والمجد في تأسيس علاقات دبلوماسية مع تل أبيب، لتلتقي وتفتح الأبواب على الجميع، فهي تنظر نحو المستقبل المشرق المليء بالفرص التي تجعل المنامة عاصمة وحاضنة لها.

المنامة نبض الاقتصاد البحريني، فهي على موعد مع تل أبيب في رسم حكاية جديدة تخلق حراكاً اقتصادياً واستثمارياً يتسم بالسلام بين شعوب المنطقة، فالبحرين بعزم الرجال وبقيادة سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى أيده الله ورعاه بالقرار التاريخي عندما قرر توقيع إعلان تأييد السلام مع إسرائيل فتلك الخطوة لهي مفخرة لكل بحريني محب للسلام والتعايش، فبذلك القرار جاء بنظرة القائد واضعاً عنواناً بأن الحل لكل الصراعات هو السلام وليس سواه.

المنامة تستقبل صباحها اليوم بعنوان لا عداء مع أحد بل نختلف لكن نتفق نحو السلام والتنمية، فالمنامة تستقبل تل أبيب بطموح وشغف شبابها نحو تأسيس جيل له طموحه في الاستفادة من تقنيات كانت حكراً لسنوات طويلة بسبب نزاع ورثته الأجيال السابقة ليس للشباب يد فيه، فهم الآن موعودون بها بكل حرية في تعلم المعارف لخدمة وطنهم.

المنامة ستظل القلعة التي جمعت ولم تفرق بين أحد، فمقاهيها وأحيائها وأزقتها تنطق بالسلام، فها هي عاصمة البحرين تشرق صباحاً لتبدأ يوماً جديداً، مليئاً بالتحديات لتمسي هادئة تسمو في عروقها حياة جديدة تغير مجرى الأفكار لتكون في كون السلام لتحقق إنجازاً يسطره المؤرخون للحضارات القادمة.