ولّدت اعتداءات 11 سبتمبر 2001م الإرهابية، أجواء من التوتر بين ما يسمى العالم الإسلامي والعالم الغربي. ومن تلك اللحظة كلما وقع حادث إرهابي نفذه أحد المنتسبين إلى العالم الإسلامي، قامت القيامة وجرى بسرعة كبيرة استحضار مفهوم صراع الحضارات ضمن الأفق الذي كتب فيه المفكر الأمريكي صامويل هنتنغتون، منظر صراع الحضارات، فبدأت «الأصوليات» تطلق صيحات الحرب، مستحضرة الذاكرات السوداء، التي وجدت صداها في الشرق والغرب معاً، وها هي تتجدد، نتيجة فعل فردي من هنا، وكلمة من هنا، لتتسبب في انهيار جهود كبيرة بذلت على مدار العقود الماضية لبناء جسور للتفاهم والتعاون، بما يستدعي اليوم العمل على إعادة بنائها ضمن أفق إنساني يستلزم على الأقل:
- إعادة دراسة ما يسميه الدكتور محمد أركون «تاريخ الأوهام» الذي كتبه الصراع الأيديولوجي بين الطرفين، ومخلفات الاستعمار وردود الأفعال المتبادلة، والتي ساهمت في تغذية مشاعر الكراهية والأحقاد والإقصاء المتبادل، على قاعدة المعطيات الثيولوجية الإسلامية والمسيحية واليهودية، والتي عملت منذ القرون الوسطى كأنظمة ثقافية وتشريعية للإقصاء المتبادل. حيث نحتاج اليوم إلى مواجهة تاريخنا المشترك، بعيداً عن الأيديولوجيا الأصولية لدى كافة الأطراف، والنظر إليه ضمن منطق تاريخي سيسيولوجي، ولكن مثل هذه المقاربة لابد أن يضطلع بها المفكرون والباحثون وليس «الغوغائيون».
- الحاجة إلى إعادة بناء تفاهمات بين المجال «الإسلامي» وبين المجال «الغربي»، خاصة أن مثل هذه التفاهمات كانت دائماً موجودة وتم التعبير عنها بوضوح في النصوص والممارسات واتفاقيات التعاون، ويمكن تعزيزها والبناء عليها مجدداً من أجل مستقبل مشترك أفضل.
- ضرورة تجاوز دول الاتحاد الأوروبي مرحلة التبادل غير المتكافئ مع الدول العربية، ومعاودة التفاوض من أجل بناء علاقات أكثر عدلاً وتوازناً، لتكون ذات طابع تضامني بين شعوب الضفتين، لتجنب تجدد المواجهات. فهذا التاريخ التضامني الذي يفترض أن تجري حوله التفاهمات بين الدول والشعوب والمثقفين، سوف يساعد على تدشين مرحلة جديدة من الديبلوماسية الوقائية، خارج أوقات الأزمات الحادة «كالتي نعيشها اليوم»، من أجل تأسيس رؤية مشتركة لبناء أسس السلام والحوار والتضامن والتسامح، وتجاوز المشكلات التي قسمت منذ قرون الوعي لدى الطرفين، والذي كرسته المقاربات المنحازة «الميثولوجية-الأيديولوجية» للتاريخ، والتي يجري توظيفها في كل أوان ضد «العدو» الذي تم تشكيله منذ زمن بعيد.
إن ما يشهده العالم اليوم من توترات وهرج ومرج أيديولوجي، لا يمكن تجاوزه إلا من خلال المباشرة من قبل القوى الحية في الجانبين، ببناء تاريخ تضامني بين الشعوب ضمن أفق إنساني للخروج من حصار السياج الدوغمائي الذي جرى تضخيمه عبر مخيال الاحتماء بالملاذات والمرجعيات وتاريخ الأوهام.
* همس:
أمضي في الشارع وحيداً،
مستنجداً بحواسي مجتمعة،
كي أرى الطريق، فلا أرى
سوى بقايا أوراق الخريف الذاوية...
{{ article.visit_count }}
- إعادة دراسة ما يسميه الدكتور محمد أركون «تاريخ الأوهام» الذي كتبه الصراع الأيديولوجي بين الطرفين، ومخلفات الاستعمار وردود الأفعال المتبادلة، والتي ساهمت في تغذية مشاعر الكراهية والأحقاد والإقصاء المتبادل، على قاعدة المعطيات الثيولوجية الإسلامية والمسيحية واليهودية، والتي عملت منذ القرون الوسطى كأنظمة ثقافية وتشريعية للإقصاء المتبادل. حيث نحتاج اليوم إلى مواجهة تاريخنا المشترك، بعيداً عن الأيديولوجيا الأصولية لدى كافة الأطراف، والنظر إليه ضمن منطق تاريخي سيسيولوجي، ولكن مثل هذه المقاربة لابد أن يضطلع بها المفكرون والباحثون وليس «الغوغائيون».
- الحاجة إلى إعادة بناء تفاهمات بين المجال «الإسلامي» وبين المجال «الغربي»، خاصة أن مثل هذه التفاهمات كانت دائماً موجودة وتم التعبير عنها بوضوح في النصوص والممارسات واتفاقيات التعاون، ويمكن تعزيزها والبناء عليها مجدداً من أجل مستقبل مشترك أفضل.
- ضرورة تجاوز دول الاتحاد الأوروبي مرحلة التبادل غير المتكافئ مع الدول العربية، ومعاودة التفاوض من أجل بناء علاقات أكثر عدلاً وتوازناً، لتكون ذات طابع تضامني بين شعوب الضفتين، لتجنب تجدد المواجهات. فهذا التاريخ التضامني الذي يفترض أن تجري حوله التفاهمات بين الدول والشعوب والمثقفين، سوف يساعد على تدشين مرحلة جديدة من الديبلوماسية الوقائية، خارج أوقات الأزمات الحادة «كالتي نعيشها اليوم»، من أجل تأسيس رؤية مشتركة لبناء أسس السلام والحوار والتضامن والتسامح، وتجاوز المشكلات التي قسمت منذ قرون الوعي لدى الطرفين، والذي كرسته المقاربات المنحازة «الميثولوجية-الأيديولوجية» للتاريخ، والتي يجري توظيفها في كل أوان ضد «العدو» الذي تم تشكيله منذ زمن بعيد.
إن ما يشهده العالم اليوم من توترات وهرج ومرج أيديولوجي، لا يمكن تجاوزه إلا من خلال المباشرة من قبل القوى الحية في الجانبين، ببناء تاريخ تضامني بين الشعوب ضمن أفق إنساني للخروج من حصار السياج الدوغمائي الذي جرى تضخيمه عبر مخيال الاحتماء بالملاذات والمرجعيات وتاريخ الأوهام.
* همس:
أمضي في الشارع وحيداً،
مستنجداً بحواسي مجتمعة،
كي أرى الطريق، فلا أرى
سوى بقايا أوراق الخريف الذاوية...