مختصر ما يجري حالياً في العراق هو أنه يتحرر من ربقة سيطرة الفرس وتحكمهم في العديد من مفاصل هذا البلد العربي، الشعب العراقي وبعدما عانى كثيراً من تمكن النظام الإيراني من بلاده وسيطرته على جزء من قراره غضب وقرر الوقوف في وجه هذا النظام المتعجرف، والحكومة العراقية الجديدة برئاسة مصطفى الكاظمي صارت تعبر عن تلك المعاناة وتسعى لتخليص الشعب منها بالانفتاح على الدول العربية وخصوصاً السعودية ومصر لما لهما من ثقل ومكانة، فلا ظهر للعراق غير العرب ولا منجى للعرب غير تكاملهم ووقوفهم معاً في وجه كل من يريد بهم السوء وخصوصاً النظام الإيراني الذي يريد جعل العراق ساحة يحارب فيها كل من يريد محاربته ويعمل على نهب ثرواته.

لعل المثال الأقرب على توجه العراق الجديد هو الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وبروتوكولات التعاون الـ 15 التي تم توقيعها أخيراً بين العراق ومصر والتي هي حصيلة أولية لاجتماعات اللجنة العليا برئاسة رئيسي وزراء البلدين وتأتي حسب تصريح لرئيس وزراء مصر مصطفى مدبولي «في توقيت بالغ الأهمية، تشهد فيه المنطقة تطورات متلاحقة، تلقي بانعكاساتها على دول المنطقة كافة، الأمر الذي يستدعي تعاون مصر والعراق وتضافر جهودهما على جميع المستويات لمواجهة هذه التحديات والمخاطر المشتركة وذلك من خلال إقامة شراكة استراتيجية مبنية على الإيمان بوحدة المصير والمصالح المشتركة وعمق العلاقات بين الشعبين الضاربة في جذور التاريخ» وهو تصريح لايصعب على المتابع لتطورات المنطقة فهمه والقول بأنه يعبر عن قرار تاريخي مفاده اتخاذ العرب قراراً بالوقوف في وجه الهيمنة الفارسية خصوصاً قول مدبولي إن «ثوابت السياسة المصرية تجاه العراق ترتكز على ضرورة الحفاظ على وحدة العراق وسيادته ورفض جميع أشكال التدخلات الخارجية في شؤونه».

معلوماتي أن العراق اتخذ أخيراً قرارات تمنع اتخاذ الآخرين هذا البلد ساحة لتصفية الحسابات وإنشاء الميليشيات، وهو ما سيتبينه قريباً كل من يسعى للحصول على تأشيرة لدخول العراق.