بقلوب منكسرة رحل عنا والد الجميع الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رحمه الله، في أجواء حزينة عصفت بالقريب والبعيد، وأعادت لنا كثيراً من الذكريات التي عشناها في كنف قيادته للحكومة بعقلية فذة تقدمت فيها البحرين مصاف الدول، كان العون والسند وصاحب الرأي والمشورة لقيادات البلد منذ عهد والده صاحب العظمة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، طيب الله ثراه، حتى يوم رحيله.
تعيدني الذكريات إلى أول لقاء لي بسموه رحمه الله عندما كان في زيارة لسوق المنامة فكنت أحاول تخطي الصفوف وهو في بداية جولته بالقرب من متجر الشيخ وهو يتبادل الحديث مع العم الراحل قاسم الشيخ «بوحافظ» بشأن احتياجات السوق وتجاره، لم أكن مدركاً ما يدور من حوار لصغر سني، ولكني كنت أحاول الوصول إلى سموه للسلام عليه فقط، لاحظ أحد مرافقيه استماتتي في محاولة الدخول لحلقة الحوار ومنعي من الشرطة في كل محاولة، حتى أقبل إلي وأمسك بيدي وفتح لي مجالاً بين الحضور وأوقفني بصف فيه عدد من صغار السن حتى بدأ سموه بالسلام علينا، وما إن وصل إلي حتى سألني سؤاله المعتاد «من ولده أنت؟» وبمجرد سماعه اسم العائلة حتى ابتسم وسرد لي اسم جدي وأعمامي الكبار وفريج الفاضل، مع ابتسامة العم «بوحافظ» دفعني مرافقه وسط ابتسامتي التي لم تمسح عن وجنتي في ذاك اليوم ومازلت أذكره وكأنه البارحة، ذهبت لمحلات أسامة التي يملكها عم والدتي عبدالحميد الخاجة وأخبرته بما حدث، ولم أبقَ يومها في المحل كعادتي في الإجازة الصيفية، بل عدت مبكراً إلى المنزل لأخبر أمي وأبي بما حدث، بذكاء اجتماعي حاد وفطنة قيادية استطاع الأمير خليفة رحمه الله، أن يحفر في ذاكرتي هذا الموقف الذي نعرف من خلاله مدى ارتباط العائلة الحاكمة بأهل هذه الأرض ومدى معرفتهم بأهلها الذين نهضوا بها معهم.
إن رحيل الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رحمه الله، للقاء ربه، مصاب جلل ألم بنا، ولكل فرد منا ذكرى ولقاء ولو كان عابراً فإنه سيبقى محفوراً بذاكرتنا لأحد صناع هذه النهضة التي نعيشها، فلولا خيارات الأمير خليفة لأولئك الأساطير كيوسف الشيراوي وأحمد العمران والدكتور علي فخرو لحكومته لما شهدنا كل هذا التقدم في مختلف الميادين.
يخبرني الدكتور علي فخرو في لقاء معه أنه لا يذكر في يوم أن الأمير خليفة سأله لماذا فعلت هذا أو عاتبه لعدم استشارته في أي قرار اتخذه، بل كان دائم التشجيع والإشادة في كل ما يخدم الوطن والمواطن.
عظم الله أجر قيادتنا الرشيدة وعائلة آل خليفة الكرام وكل شعب البحرين والخليج في مصابنا الجلل بوفاة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رحمه الله، سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان وأن يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
تعيدني الذكريات إلى أول لقاء لي بسموه رحمه الله عندما كان في زيارة لسوق المنامة فكنت أحاول تخطي الصفوف وهو في بداية جولته بالقرب من متجر الشيخ وهو يتبادل الحديث مع العم الراحل قاسم الشيخ «بوحافظ» بشأن احتياجات السوق وتجاره، لم أكن مدركاً ما يدور من حوار لصغر سني، ولكني كنت أحاول الوصول إلى سموه للسلام عليه فقط، لاحظ أحد مرافقيه استماتتي في محاولة الدخول لحلقة الحوار ومنعي من الشرطة في كل محاولة، حتى أقبل إلي وأمسك بيدي وفتح لي مجالاً بين الحضور وأوقفني بصف فيه عدد من صغار السن حتى بدأ سموه بالسلام علينا، وما إن وصل إلي حتى سألني سؤاله المعتاد «من ولده أنت؟» وبمجرد سماعه اسم العائلة حتى ابتسم وسرد لي اسم جدي وأعمامي الكبار وفريج الفاضل، مع ابتسامة العم «بوحافظ» دفعني مرافقه وسط ابتسامتي التي لم تمسح عن وجنتي في ذاك اليوم ومازلت أذكره وكأنه البارحة، ذهبت لمحلات أسامة التي يملكها عم والدتي عبدالحميد الخاجة وأخبرته بما حدث، ولم أبقَ يومها في المحل كعادتي في الإجازة الصيفية، بل عدت مبكراً إلى المنزل لأخبر أمي وأبي بما حدث، بذكاء اجتماعي حاد وفطنة قيادية استطاع الأمير خليفة رحمه الله، أن يحفر في ذاكرتي هذا الموقف الذي نعرف من خلاله مدى ارتباط العائلة الحاكمة بأهل هذه الأرض ومدى معرفتهم بأهلها الذين نهضوا بها معهم.
إن رحيل الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رحمه الله، للقاء ربه، مصاب جلل ألم بنا، ولكل فرد منا ذكرى ولقاء ولو كان عابراً فإنه سيبقى محفوراً بذاكرتنا لأحد صناع هذه النهضة التي نعيشها، فلولا خيارات الأمير خليفة لأولئك الأساطير كيوسف الشيراوي وأحمد العمران والدكتور علي فخرو لحكومته لما شهدنا كل هذا التقدم في مختلف الميادين.
يخبرني الدكتور علي فخرو في لقاء معه أنه لا يذكر في يوم أن الأمير خليفة سأله لماذا فعلت هذا أو عاتبه لعدم استشارته في أي قرار اتخذه، بل كان دائم التشجيع والإشادة في كل ما يخدم الوطن والمواطن.
عظم الله أجر قيادتنا الرشيدة وعائلة آل خليفة الكرام وكل شعب البحرين والخليج في مصابنا الجلل بوفاة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رحمه الله، سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان وأن يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته، إنه ولي ذلك والقادر عليه.