ودعت البحرين صبيحة يوم الجمعة الماضي صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رحمه الله، إلى مثواه الأخير وسط مراسم تشييع خاصة فرضتها الإجراءات الاحترازية لمكافحة فيروس كورونا (كوفيد19)، والتي حرمت مئات الآلاف من المواطنين والمقيمين الذين كانوا يتمنون المشاركة في حمل جثمانه الطاهر إلى مثواه الأخير.

رحل مجد الوطن وصانع نهضته الحديثة لكنه سيظل حياً في وجداننا وذاكرتنا من خلال مناقبه التي لا تعد ولا تحصى، فلسموه رحمه الله بصمة إيجابية في كل شبر من تراب البحرين الغالية التي أفنى جل حياته من أجلها وأجل شعبها الوفي.

كيف لنا أن ننسى خليفة بن سلمان الإنسان الذي يشهد مجلسه الأسبوعى العامر بمدى علاقته الوطيدة بأبناء شعبه وتحسسه لكل قضاياهم ودعمه المستمر لنصرة هذه القضايا ونصرة المواطن البحريني على وجه الخصوص.

كيف لنا أن ننسى خليفة بن سلمان صانع نهضتنا السياسية والاقتصادية والعلمية والصحية والإسكانية والأدبية والشبابية والرياضية.

كيف لنا أن ننسى خليفة بن سلمان الذي زرع فينا حب الوطن والحرص على اللحمة الوطنية وقاد بنجاح منقطع النظير حملة الاستطلاع الدولي التي أجهضت كل الادعاءات الإيرانية الباطلة والمشككة في عروبة البحرين في مطلع سبعينيات القرن الماضي.

كيف لنا أن ننسى القائد الحكيم والمحنك الذي استطاع أن يضع البحرين على الخارطة العالمية بإنجازاتها المتميزة في العديد من المجالات واستحق أن ينال العديد من الجوائز العالمية والشهادات الأكاديمية الشرفية نظير هذه الإنجازات التاريخية التي ستظل وسام فخر واعتزاز على صدر كل مواطن.

حتى في مجال الشباب والرياضة كان لسموه رحمه الله العديد من الوقفات الداعمة لهذا القطاع الحيوي بدءاً من إسهاماته التأسيسية لنادي الرفاع الغربي في مطلع خمسينيات القرن الماضي وصولاً إلى دعمه اللامحدود للمشاريع الرياضية والشبابية الحديثة ومؤازرته الدائمة للأندية والمنتخبات الوطنية في مشاركاتها الداخلية والخارجية.

مناقب الأمير الراحل خليفة بن سلمان أكبر وأكثر بكثير من أن نحصيها في هذا الحيز المتواضع ويكفي أن نجد في كل جانب من جوانب حياتنا بصمة من بصماته التي ستجعله حياً في وجداننا..

رحم الله الوالد القائد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه والوطن بأكمله الصبر والسلوان، وجعل صاحبَ السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، حفظه الله، خير خلف لخير سلف، وأعانه على مواصلة مسيرة الخير لمملكتنا الغالية في ظل هذا العهد الزاهر الذي يقوده بامتياز حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، وأمد الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية ذخراً وسنداً لهذا الوطن الغالي وشعبه الوفي، إنه قريب سميع مجيب الدعاء.