أنا شخصياً، فؤجئت بخسارة الرئيس دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية، ليس لأنني من مؤيدي سياساته، بل لأنني متابعة لتنامي اليمين المتطرف والاتجاه الشعبوي في كل من أمريكا وأوروبا، الذي يمثله «ترامب» خير تمثيل، وتمكن من خلال تلك الأفكار أن يكسب جماعات غفيرة من المؤيدين. لذلك حصل الرئيس ترامب على أكثر من سبعين مليون صوتاً. وهو رقم قياسي في تاريخ أمريكا، وبنسبة 47% من أصوات الناخبين. أي أن الرئيس الجديد جو بايدن لم يحقق فوزاً ساحقاً على ترامب. وهو ما دفع بالكاتب توماس فريدمان، الذي يعارض سياسات ترامب، إلى القول في مقاله الأخير بعد إعلان نتائج الانتخابات في صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إن الأصوات التي خرجت لتقول لترامب «كفى» لم تكن «كافية».
كشفت الانتخابات الأمريكية عن حالة من الانقسام المجتمعي لم تشهدها أمريكا منذ مائة عام. استقطابات حادة جعلت البعض يرجح قيام حرب أهلية بين أنصار ترامب ومعارضيه. من هم أنصار الرئيس ترامب؟ إنهم أفراد الطبقة الوسطى والدنيا. إنهم من طبقة العمال ومتوسطي التعليم. ومن الأمريكيين البيض. علينا أن نذكر أيضاً أن من أنصار ترامب المحافظين المتدينين، الذين يعارضون تشريع الإجهاض وزواج المثليين. أولئك الذين يشعرون أن أمريكا مختطفة من النخبة «المختلطة» والمتحررة التي تسيطر على مؤسسات الدولة وعلى أجهزة الإعلام. ويشعرون اليوم أن فوز ترامب قد اختطف هو أيضاً.
من هم الذين صوتوا ضد ترامب؟ هذا هو التعبير الدقيق. فأغلب تلك الفئة تعبر عن أنها صوتت لإخراج ترامب من الرئاسة وليس اقتناعاً بشخص بايدن أو ببرنامج الديمقراطيين. إنهم من «النخب» عالية التعليم والتأهيل. لذلك كان أداء وسائل الإعلام الديمقراطية «الليبرالية» عالياً جداً في التحريض ضد ترامب. وهم كذلك الأمريكيون من أصول متعددة، الأفريقية واللاتينية والإسلامية، وقد شكلوا نسبة كبيرة يدرك الجميع، وخصوصا تيار ترامب، أنهم في خلال عشرين عاماً سيقلبون الهرم السكاني وسيصيرون الأغلبية الكبيرة في الشعب الأمريكي. لذلك كان التحشيد من قبل هذه الفئات الأمريكية المنوعة شرساً. خصوصاً بعد أن منع ترامب مواطني العراق وسوريا واليمن والصومال وليبيا من دخول أمريكا. وبعد أن حرض على المكسيك وأمر ببناء جدار عازل على حدودها. وبعد أن لم يبدِ تعاطفاً مع السود في حادثة مقتل «جورج فلويد» تحت قدم شرطي أبيض. عبرت هذه الفئات في وسائل الإعلام الأمريكية عن أن التخلص من الرئيس ترامب، بالنسبة لهم، مسألة «خلاص» مصيري.
في تحليل نشره موقع الـ «BBC» بين أن ترامب فاز في عام 2016، لأنه قادم من خارج المؤسسات الحاكمة. ولأنه الوحيد القادر على قول ما لا يستطيع أحد قوله. وفي والوقت نفسه خسر انتخابات 2020 لأنه قادم من خارج المؤسسات الحاكمة، ولأنه قال ما لم يقله أحد قبله. فترامب لم يتدرج في المؤسسات السياسية مثل جو بايدن، لذلك دخل غير مرة في صراع مع تلك المؤسسات. كما أنه عبر عن فظاظة وبذاءة لم تعتد عليها الدبلوماسية الأمريكية في تاريخها.
وبعد أن كشفت الانتخابات الرئاسية عن خسارة الرئيس ترامب وفوز «الترامبية» وترسخها في المجتمع الأمريكي، هل يستطيع بايدن علاج هذا الانقسام الخطير؟ وهل بإمكانه أن يستقطب «الترامبيين» ويقنعهم بأنه رئيس لجميع الأمريكيين الذين صوتوا له، والذين صوتوا ضده؟
كشفت الانتخابات الأمريكية عن حالة من الانقسام المجتمعي لم تشهدها أمريكا منذ مائة عام. استقطابات حادة جعلت البعض يرجح قيام حرب أهلية بين أنصار ترامب ومعارضيه. من هم أنصار الرئيس ترامب؟ إنهم أفراد الطبقة الوسطى والدنيا. إنهم من طبقة العمال ومتوسطي التعليم. ومن الأمريكيين البيض. علينا أن نذكر أيضاً أن من أنصار ترامب المحافظين المتدينين، الذين يعارضون تشريع الإجهاض وزواج المثليين. أولئك الذين يشعرون أن أمريكا مختطفة من النخبة «المختلطة» والمتحررة التي تسيطر على مؤسسات الدولة وعلى أجهزة الإعلام. ويشعرون اليوم أن فوز ترامب قد اختطف هو أيضاً.
من هم الذين صوتوا ضد ترامب؟ هذا هو التعبير الدقيق. فأغلب تلك الفئة تعبر عن أنها صوتت لإخراج ترامب من الرئاسة وليس اقتناعاً بشخص بايدن أو ببرنامج الديمقراطيين. إنهم من «النخب» عالية التعليم والتأهيل. لذلك كان أداء وسائل الإعلام الديمقراطية «الليبرالية» عالياً جداً في التحريض ضد ترامب. وهم كذلك الأمريكيون من أصول متعددة، الأفريقية واللاتينية والإسلامية، وقد شكلوا نسبة كبيرة يدرك الجميع، وخصوصا تيار ترامب، أنهم في خلال عشرين عاماً سيقلبون الهرم السكاني وسيصيرون الأغلبية الكبيرة في الشعب الأمريكي. لذلك كان التحشيد من قبل هذه الفئات الأمريكية المنوعة شرساً. خصوصاً بعد أن منع ترامب مواطني العراق وسوريا واليمن والصومال وليبيا من دخول أمريكا. وبعد أن حرض على المكسيك وأمر ببناء جدار عازل على حدودها. وبعد أن لم يبدِ تعاطفاً مع السود في حادثة مقتل «جورج فلويد» تحت قدم شرطي أبيض. عبرت هذه الفئات في وسائل الإعلام الأمريكية عن أن التخلص من الرئيس ترامب، بالنسبة لهم، مسألة «خلاص» مصيري.
في تحليل نشره موقع الـ «BBC» بين أن ترامب فاز في عام 2016، لأنه قادم من خارج المؤسسات الحاكمة. ولأنه الوحيد القادر على قول ما لا يستطيع أحد قوله. وفي والوقت نفسه خسر انتخابات 2020 لأنه قادم من خارج المؤسسات الحاكمة، ولأنه قال ما لم يقله أحد قبله. فترامب لم يتدرج في المؤسسات السياسية مثل جو بايدن، لذلك دخل غير مرة في صراع مع تلك المؤسسات. كما أنه عبر عن فظاظة وبذاءة لم تعتد عليها الدبلوماسية الأمريكية في تاريخها.
وبعد أن كشفت الانتخابات الرئاسية عن خسارة الرئيس ترامب وفوز «الترامبية» وترسخها في المجتمع الأمريكي، هل يستطيع بايدن علاج هذا الانقسام الخطير؟ وهل بإمكانه أن يستقطب «الترامبيين» ويقنعهم بأنه رئيس لجميع الأمريكيين الذين صوتوا له، والذين صوتوا ضده؟