انتقلت الكثير من الأعمال في شتى القطاعات الخاصة والحكومية لعملية العمل عن بعد، وأثبتت فعاليتها وكفاءتها، في مواجهة فيروس كورونا، (كوفيد19)، والحرص على استمرارية العمل دون التعثر والبحث عن المشاكل دون الحلول، فحتى تلك الجهات التي لم تكن لديها خطة للطوارئ تداركت الوضع وعملت على وضع خطة لضمان استمرارية عملها بشكل طبيعي والالتزام بمواصلة تحقيق أهدافها السنوية دون التعذر بفيروس كورونا وعدم القدرة على الإنجاز.

أصاب الفيروس الكثير من القطاعات بالشلل لفترات مؤقتة ومع قدرة الإنسان على التغير والتكيف استطاع الأغلبية مواصلة المسير وإيجاد الحلول، ولكن ما لم يفعله (كوفيد19)، هو إصابة بعض العقول الإدارية التي لم يستطع الفيروس الذي شل أركان العالم بتغيرها أو حتى جعلها تحاول النظر للأمور بشكل مختلف ولمرة في حياتهم.

فبالرغم من التعليمات والتوجيهات بخصوص العمل عن بعد والعمل من المنزل ما زال بعض المدراء يعاني من متلازمة الحضور والانصراف والعمل من الساعة 7 صباحاً والحرص على وجودك في متناوله حتى انتهاء وقت الدوام الرسمي، فهو يكرس جل طاقته خلال تواجده في المنزل في مراقبة من استيقظ من موظفيه ومن لم يستيقظ، ضارباً عرض الحائط كمية الإنجاز التي حققها الموظف خلال يومه بشكل كامل، فالعمل بالنسبة له هو تواجد الموظف أمام عينيه وكأنه طالب مدرسة يحاسب على حضور الحصص وليس على اجتياز الاختبارات.

يخبرني أحدهم عن مديره الذي يتصل به في تمام الثامنة إذا لم يتحول لون معرفه في برنامج التيمز إلى الأخضر علماً بأنه كان قد أرسل كل العمل المطلوب منه وأنهاه بعد الفجر، ولكن لم يلتفت المدير لسرعة إنجاز العمل بل التفت لعدم تواجده «online» لمحاسبته.

العالم بعد كورونا ليس كالعالم قبله، فلذلك يجب على جميع القيادات العليا في شتى القطاعات الالتفات لعقليات المدراء وتقييم التغيير الذي حصل لهم خلال الجائحة، فإذا تعذر وجود أي تغيير لدى هذا المدير من نواحي إدارية أو شخصية فالتقاعد المبكر سيكون هو الحل لهذا الشخص الجامد الذي أصبح تغييره عصياً حتى على جائحة شلت أركان العالم.