وفاة فقيد الوطن الحبيب على كل نفس، والساكن في سويداء قلوب جميع المواطنين والخليجيين وجميع ملوك وأمراء ورؤساء الدول والشعوب المحبة للسلام، ونبأ وفاته رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته، أصابنا نحن البحرينيين بفجيعة زلزلت الأرض من تحت أقدامنا، وأول وأكبر من حزن على فراقه سيدنا ومليكنا حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المفدى، الذي يكني الفقيد بالعم العزيز، كيف لا، والراحل عاصر عهد حكم والده صاحب العظمة الشيخ سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة، وعاصر عهد حكم شقيقه سمو الأمير عيسى بن سلمان آل خليفة، رحمهما الله تعالى، وطيب الله ثراهما، وأنزلهما فسيح جناته، وامتد به العمر حتى عاصر عهد مليكنا المفدى صاحب المشروع الإصلاحي والتحديثي، وخدم البلاد بكل تفانٍ وأمانة، إخلاصاً للوطن والمواطنين، واستحق أعلى الأوسمة الدولية في المجال الإداري والإنساني، ونال أرفع الشهادات الأممية، إذ كان رحمه الله تعالى، مثلاً يحتذى به في ماهية مهمة رئيس الوزراء الحقيقي، في كيفية أن يكون صديقاً للوزراء، لصيقاً بالمواطنين بزياراته التفقدية الميدانية للمدن والقرى، والمجالس الأهلية في كل المناسبات، خاصة في شهر رمضان المبارك.

وكنتم أنتم يا صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد، نائب القائد الأعلى، والنائب الأول لرئيس الوزراء، قبل وفاة الأمير الراحل، حيث كنتم مثل ظله، تتبعاً لخطواته ومسيرته في كيفية إدارة مجلس الوزراء أثناء غيابه، واكتسبتم سموكم بمرافقتكم له دروساً في فن إدارة السلطة التنفيذية بحكمة وحنكة، فسمو الراحل الكريم جامعة تخرج فيها الكثير من رجال الدولة، وسموكم أولهم.

إن قرار ملك البلاد المفدى بتعينكم رئيساً لمجلس الوزراء خلفاً للراحل العظيم، قرار صائب، وسموكم جديرون به وأهلاً له.

أهنئكم بهذه الإرادة الملكية السامية رئيساً للوزراء، وقد لمسنا وشاهدنا عطاءكم الوافي والوفير، إخلاصاً لجلالة الملك المفدى وللوطن والمواطنين جميعاً، وفقكم الله تعالى لما يحب ويرضى، وأمدكم الله بعونٍ من عنده تعالى، وأن يعينكم على حمل هذه المسؤولية الجسيمة.

سيروا ونحن عوناً لسموكم الكريم، تغمد الله الفقيد الراحل بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته.