سيظل يوم السادس عشر من ديسمبر من كل عام يوماً تاريخياً عزيزاً على كل مواطن بحريني يستذكر فيه نعمة الاستقلال والتحرر من كل القيود والوصاية والانطلاق إلى المستقبل المشرق بإرادة القيادة الحكيمة والشعب الوفي والتحول إلى دولة المؤسسات ذات السيادة المستقلة والمنفتحة على العالم الخارجي في شتى المجالات ومن بينها المجال الشبابي والرياضي الذي شهد طفرة كبيرة وحقق قفزات واسعة خلال الخمسين سنة الماضية.

عهد الاستقلال شهد تأسيس الاتحادات الرياضية لمختلف الالعاب الرياضية، كما شهد تأسيس الأندية النموذجية التي سبقها تأسيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة كأول هيئة تشريعية تشرف على النشاطين الشبابي والرياضي متبوعة بتأسيس اللجنة الأولمبية البحرينية كهيئة رياضية مستقلة تنضوي تحت مظلتها جميع الاتحادات الرياضية ذات الصفة الأولمبية، وبعدها تم استحداث أول هيئة حكومية تنفيذية لتسيير النشاط الشبابي والرياضي تحت مسمى المؤسسة العامة للشباب والرياضة، تحولت فيما بعد إلى وزارة لشؤون الشباب والرياضة لها حضورها الرسمي داخل مجلس الوزراء.

ليس هذا فحسب، بل إن البحرين في عهد الاستقلال نالت ثقة القيادات الرياضية الإقليمية والقارية فاختيرت لتكون موطن تأسيس المجلس الأولمبي الآسيوي -أكبر منظمة رياضية آسيوية- لتتواصل بعد ذلك الانطلاقة الرياضية البحرينية على صعيد الكفاءات الوطنية التي نجحت باقتدار في تبوُّء العديد من المناصب القارية والدولية ويكفينا فخراً أننا اليوم نقف على قمة الاتحادين الآسيوي والدولي لكرة القدم وقمة الاتحاد العربي للكرة الطائرة، بعد أن كنا قبل ذلك في مواقع صناعة القرار في الاتحادات الدولية والقارية للكرة الطائرة وكرة اليد، بالإضافة إلى العديد من المقاعد الإقليمية والقارية والدولية في مختلف المنظمات الرياضية.

سقف طموحات الرياضة البحرينية في عهد الاستقلال المجيد ارتفع إلى مراتب عليا حين أقدمت البحرين على خوض تحديات لم يسبقها إليها أحد في منطقة الشرق الأوسط باحتضان جولة سنوية من جولات سباق «الفورمولا واحد» العالمية فأنشأت واحدة من أميز الحلبات لتكون الحلبة الصحراوية الأولى في العالم لتحقق من خلالها نجاحات تنظيمية متميزة نالت عليها شهادات عالمية أثبتت مدى الكفاءة التنظيمية التي يتميز بها الشباب البحريني.

نجاحات وإنجازات الرياضة البحرينية في عهد الاستقلال لم تقتصر على «الفورمولا واحد» بل امتدت لتشمل العديد من الفعاليات الرياضية الفردية والجماعية مثل الفروسية وسباقات القدرة والالعاب القتالية وألعاب القوى والترايثلون بالإضافة إلى إنجازات كرة اليد وبلوغها العالمية والتأهل التاريخي لنهائيات الألعاب الأولمبية وما حققه منتخب كرة القدم من إنجاز خليجي تاريخي نشر الفرحة في كل بيت بحريني.

لم تتوقف الرياضة البحرينية عند هذا الحد، بل ما تزال ماضية في تحدياتها وطموحاتها بدعم من القيادة الرشيدة وعزيمة الشباب الأوفياء الذين يتطلعون إلى استمرارية الصعود على منصات الشرف رافعين راية الوطن عالياً ومعززين مكانة البحرين الرفيعة في عهد الاستقلال والنهضة الشاملة.

حفظ الله البحرين من كل سوء وأدام عليها نعمة الأمن والأمان إنه قريب سميع مجيب الدعاء رب العالمين.

وكل عام والوطن الغالي بخير.