أتذكر عندما قرأت عن تفشي فيروس «كورونا» (كوفيد19)، الذي حدث في ووهان، كنت قلقاً، ولكن ذلك كان على بعد أميال من بلدنا الجميل، ولا يمكن أن يحدث لنا، ذلك ما اعتقدت. نظام الرعاية الصحية لدينا نظام جيد، وبحلول الوقت الذي ينتشر فيه شيء من هذا القبيل، من المرجح أن يعرف الطب الحديث كيفية إيقافه والتعامل معه.
كانت المحاضرة الأولى التي ألقتها الدكتورة جميلة السلمان للموظفين عندما بدأت الأمور تصبح جدية. كانت الحقائق ترد غالباً بشكل غير كامل ومليئة بالتناقضات، لن يكون أسلوب التعامل مع أنفلونزا الطيور مناسباً، فالأشخاص الذين لا يعانون من الحمى أو أي أعراض يعلمون بوجودها يمكن أن ينشر المرض.
ظلت المعلومات الطبية تناقض نفسها على الإنترنت. أقسم الناس في ثانية واحدة أن الهيدروكسيكوينون يمكن أن يعالجها بعد شهور ثبت أنه عديم الفائدة.
(كوفيد19) فيروس مخادع وشرير، ينتشر بسهولة عبر الهواء والأسطح ليصيب الناس دون علمهم، ويعود إلى المنزل ويدرك لاحقاً أن هذا الخاطف الشرير قد سافر معهم إلى المنزل لقتل الأم أو الأب أو الزوجة أو الأطفال المحبوبين، بعد أيام قليلة.
تحركت وزارة الصحة التي أعمل فيها بسرعة، حيث أقيمت مراكز بين عشية وضحاها للتعامل مع العبء المتوقع، وما يعنيه ذلك بالنسبة إلي أن أكون مسؤولاً عن اختيار ودعم زملائي الأطباء من مجمع السلمانية الطبي لقسم العيون للمساعدة في رعاية المصابين في مراكز العلاج المقامة في جميع أنحاء المملكة.
كانت هذه واحدة من أصعب المهمات في حياتي، وما كان علي فعله هو اختيار الشباب الجيدين الذين أمضوا سنوات في التدريب والمعرفة والاهتمام، وإرسالهم للتعامل مع مرض شديد العدوى قد يقتلهم أو يقتل عائلاتهم. كانت أسوأ مهمة في حياتي، لكنني تعاملت معها بأقل قدر ممكن من العاطفة، تحدثت إلى كل منهم على حدة وحاولت قصارى جهدي لتشجيعهم على خدمة الوطن.
أحد أفراد المجموعة، وهو شاب لامع مقيم مع عائلته الصغيرة، تطوع الدكتور علي مبارك بمرح ونكران الذات منذ البداية، مباشرة بعد أن أعلنت على مجموعة whatsapp الخاصة بنا أنه كان علي اختيار الأشخاص للخدمة. ليس ذلك فحسب، فقد بقي باختياره ثلاث «جولات عمل» لمدة 3 أشهر على خط المواجهة.
في النهاية حدث الأمر الذي لا مفر منه خلال إحدى مكالماتي الهاتفية المنتظمة للدعم مع الأطباء، قال الدكتور علي إنه كانت نتيجة اختباره إيجابية، كان بالكاد يستطيع التحدث وأخذنا نتواصل عبر رسائل الواتساب. كان كل ما يمكنني فعله تشجيعه وإعطاؤه الشجاعة والقوة، لكنني غير قادر على التواجد بالفعل دون مخاطرة.
لقد اجتاز المرض وتأكدت من وصول الفيتامينات والمقويات إلى منزله في أثناء تعافيه. خدم الوطن جيداً واستحق أن أخدمه بالمثل، ولا أعرف كيف ستكون ردة فعلي لو خسرته ولكن الله رؤوف. كمستشار، تقوم بتدريب الشباب الأذكياء وتقترب منهم كأسرة، وكأخوة وأخوات أصغر سناً.
خلال هذا الوباء كنت من أوائل من تطوعوا للتسجيل في تجربة لقاح «Sinopharm Covid19»، نحن نعلم الآن أنه يمكن القول إنه واحد من الأفضل والأكثر أماناً، لكنه كان في ذلك الوقت «تجريبياً» وفي «التجارب السريرية».
لم يعرف أحد ما الذي قد يحدث كأثر جانبي، وبصفتي طبيباً أعرف كثيراً عن الآثار الجانبية. قال باسم الله، لقد أخذت نفساً للتو، والتقطت الصورة، وتأكدت من أنني قمت بتجربتي على Instagram ليراها الآخرون. كنت قد قرأت كل ما أستطيع عن اللقاحات في تلك المرحلة واكتشفت أن احتياجات الكثيرين تفوق احتياجاتي.
اكتشفت لاحقاً «بعد أن قاموا بفحص الدم» أنني تلقيت على الأرجح علاجاً وهمياً، ولذلك استفدت من الهدية السخية لسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء حفظه الله ورعاه، فأخذت اللقاح الحقيقي لخطر الإصابة بـ(كوفيد 19) بالنسبة إلي، وبالتالي كانت لعائلتي حقيقية بالتأكيد.
نمت جيداً في تلك الليلة ولم أشعر بأي وجع تقريباً. الآن أنا فقط أحسب الأيام للحصول على الجرعة الثانية لتحقيق حماية تفوق 95%. حتى ذلك الحين يجب أن أستمر في ارتداء القناع لحماية الآخرين.
أود فقط أن أضيف أنه في بداية الوباء، ألغيت عيادتي الخاصة لسلامة عامة الناس، لكنني واصلت رؤية المرضى في مجمع السلمانية الطبي لأن هذه خدمتي للمجتمع وواجبي المقدس.
لقد كنا تحت ضغوط كبيرة، وقد تبين أن لدينا قيادة عظيمة ومحبوبة حقاً.
بارك الله فينا جميعاً.
* استشاري طب وجراحة العيون
-FRSC Canada- مجمع السلمانية الطبي
{{ article.visit_count }}
كانت المحاضرة الأولى التي ألقتها الدكتورة جميلة السلمان للموظفين عندما بدأت الأمور تصبح جدية. كانت الحقائق ترد غالباً بشكل غير كامل ومليئة بالتناقضات، لن يكون أسلوب التعامل مع أنفلونزا الطيور مناسباً، فالأشخاص الذين لا يعانون من الحمى أو أي أعراض يعلمون بوجودها يمكن أن ينشر المرض.
ظلت المعلومات الطبية تناقض نفسها على الإنترنت. أقسم الناس في ثانية واحدة أن الهيدروكسيكوينون يمكن أن يعالجها بعد شهور ثبت أنه عديم الفائدة.
(كوفيد19) فيروس مخادع وشرير، ينتشر بسهولة عبر الهواء والأسطح ليصيب الناس دون علمهم، ويعود إلى المنزل ويدرك لاحقاً أن هذا الخاطف الشرير قد سافر معهم إلى المنزل لقتل الأم أو الأب أو الزوجة أو الأطفال المحبوبين، بعد أيام قليلة.
تحركت وزارة الصحة التي أعمل فيها بسرعة، حيث أقيمت مراكز بين عشية وضحاها للتعامل مع العبء المتوقع، وما يعنيه ذلك بالنسبة إلي أن أكون مسؤولاً عن اختيار ودعم زملائي الأطباء من مجمع السلمانية الطبي لقسم العيون للمساعدة في رعاية المصابين في مراكز العلاج المقامة في جميع أنحاء المملكة.
كانت هذه واحدة من أصعب المهمات في حياتي، وما كان علي فعله هو اختيار الشباب الجيدين الذين أمضوا سنوات في التدريب والمعرفة والاهتمام، وإرسالهم للتعامل مع مرض شديد العدوى قد يقتلهم أو يقتل عائلاتهم. كانت أسوأ مهمة في حياتي، لكنني تعاملت معها بأقل قدر ممكن من العاطفة، تحدثت إلى كل منهم على حدة وحاولت قصارى جهدي لتشجيعهم على خدمة الوطن.
أحد أفراد المجموعة، وهو شاب لامع مقيم مع عائلته الصغيرة، تطوع الدكتور علي مبارك بمرح ونكران الذات منذ البداية، مباشرة بعد أن أعلنت على مجموعة whatsapp الخاصة بنا أنه كان علي اختيار الأشخاص للخدمة. ليس ذلك فحسب، فقد بقي باختياره ثلاث «جولات عمل» لمدة 3 أشهر على خط المواجهة.
في النهاية حدث الأمر الذي لا مفر منه خلال إحدى مكالماتي الهاتفية المنتظمة للدعم مع الأطباء، قال الدكتور علي إنه كانت نتيجة اختباره إيجابية، كان بالكاد يستطيع التحدث وأخذنا نتواصل عبر رسائل الواتساب. كان كل ما يمكنني فعله تشجيعه وإعطاؤه الشجاعة والقوة، لكنني غير قادر على التواجد بالفعل دون مخاطرة.
لقد اجتاز المرض وتأكدت من وصول الفيتامينات والمقويات إلى منزله في أثناء تعافيه. خدم الوطن جيداً واستحق أن أخدمه بالمثل، ولا أعرف كيف ستكون ردة فعلي لو خسرته ولكن الله رؤوف. كمستشار، تقوم بتدريب الشباب الأذكياء وتقترب منهم كأسرة، وكأخوة وأخوات أصغر سناً.
خلال هذا الوباء كنت من أوائل من تطوعوا للتسجيل في تجربة لقاح «Sinopharm Covid19»، نحن نعلم الآن أنه يمكن القول إنه واحد من الأفضل والأكثر أماناً، لكنه كان في ذلك الوقت «تجريبياً» وفي «التجارب السريرية».
لم يعرف أحد ما الذي قد يحدث كأثر جانبي، وبصفتي طبيباً أعرف كثيراً عن الآثار الجانبية. قال باسم الله، لقد أخذت نفساً للتو، والتقطت الصورة، وتأكدت من أنني قمت بتجربتي على Instagram ليراها الآخرون. كنت قد قرأت كل ما أستطيع عن اللقاحات في تلك المرحلة واكتشفت أن احتياجات الكثيرين تفوق احتياجاتي.
اكتشفت لاحقاً «بعد أن قاموا بفحص الدم» أنني تلقيت على الأرجح علاجاً وهمياً، ولذلك استفدت من الهدية السخية لسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء حفظه الله ورعاه، فأخذت اللقاح الحقيقي لخطر الإصابة بـ(كوفيد 19) بالنسبة إلي، وبالتالي كانت لعائلتي حقيقية بالتأكيد.
نمت جيداً في تلك الليلة ولم أشعر بأي وجع تقريباً. الآن أنا فقط أحسب الأيام للحصول على الجرعة الثانية لتحقيق حماية تفوق 95%. حتى ذلك الحين يجب أن أستمر في ارتداء القناع لحماية الآخرين.
أود فقط أن أضيف أنه في بداية الوباء، ألغيت عيادتي الخاصة لسلامة عامة الناس، لكنني واصلت رؤية المرضى في مجمع السلمانية الطبي لأن هذه خدمتي للمجتمع وواجبي المقدس.
لقد كنا تحت ضغوط كبيرة، وقد تبين أن لدينا قيادة عظيمة ومحبوبة حقاً.
بارك الله فينا جميعاً.
* استشاري طب وجراحة العيون
-FRSC Canada- مجمع السلمانية الطبي