لطالما كتبت تلك الكتب والمقالات في صفات القائد الناجح والمدير الفذ، وأقيمت كل تلك الدورات للتنمية البشرية ومهارات القيادة والتي يستشعر تأثيرها الموظفون على مديرهم في أول يوم فقط ومن ثم يعود لشخصه القديم الذي يعهدونه.

في الجانب الآخر كتب قليلون عن القائد السيئ وصفات القائد السيئ، حيث إن تأثير هذا المسؤول السيئ لا يقتصر على نفسه بل يمتد لمن حوله ولربما يتمادى تأثيره ليصل لمرحلة الخطر والقتل كما حدث في صفحات التاريخ كهتلر وموسيليني وغيرهما.

وعلى مر التاريخ وكل تلك الدراسات والتجارب وعلم النفس ومهارات الإدارة وتخصصاتها وكل تلك البحوث والمعاهد والتخصصات المهتمة بعلم الإدارة والقيادة إلا أن كثيرين من متبوئي أي منصب قيادي لا يتعظون بما حدث، ويعيدون ارتكاب كل تلك الأخطاء التي سمح لهم التاريخ برؤيتها ورؤية نتائجها إلا أنهم مازالوا يصرون على نفس الممارسة مع علمهم بالنتيجة التي لم تتغير لكل من سار بنفس الخطى.

فما زال المسؤول يمارس السيطرة المطلقة ويتمسك بعناده بل ويتمسك بأسلوب التخويف والترهيب لتسيير الموظفين وإدارة أعماله، كما أن هناك نوعاً من المديرين يمارس المحاباة بين الموظفين، والمضحك في موضوع المحاباة أن بعضهم ما زال يدس الجواسيس بين الموظفين ليأتوه بالأخبار ويكافئهم بالترقيات وحرمان أولئك الذين أخبروه جواسيسه بأنهم يكنون له الكره ولا يعملون حسب توجيهاته وهو يصدق كل ما ينقل إليه دون التحري ليظلم من يظلم مما ذكرني بأحد المتقاعدين الذي أخبرني بأنه بقي 20 سنة دون الحصول على درجة أو رتبة من مديره.

كذلك المسؤول الذي يتجنب الحسم ولا يتخذ قراراته بسرعة خشية ألا يرضي أعلى الهرم، فتجده متردداً بشكل دائم ولا يحسم قراراته فتبقى كل أموره متأرجحة قابلة للتأويل تشجع الجميع لوضع آرائهم واحتمالاتهم مما يؤدي لعدم الاستقرار بين الموظفين لكثرة القيل والقال وكثرة التسويف.

على المدير الناجح أن يتعظ من الذي قبله، ويدرس كل الذين سبقوه ليتعرف على أخطائهم ويحاول التغيير لكي لا يقع في نفس كل تلك الأخطاء ليضمن نجاحه ويتجنب الأخطاء ويغير من نفسه قبل أن يحاول التغيير في غيره.