تكررت في الآونة الأخيرة حالات رفض التصريحات لوسائل الإعلام المختلفة التي تغطي منافسات مسابقاتنا الكروية، وتكررت معها عبارات الاستغراب من قبل وسائل الإعلام المعنية، ولكن كما يقول المثل إذا عرف السبب بطل العجب!

فالمتعارف عليه في عصرنا الحديث أن هناك قوانين تنظم عملية تعاطي الإعلام داخل الملاعب الرياضية تنظيماً حضارياً يضمن لوسائل الإعلام استطلاع الآراء والتصريحات التي تسبق وتعقب المباريات بطريقة مهنية بعيدة عن العشوائية وعن الملاحقات الاستفزازية!

إذاً المسألة مسألة نظامية وتنظيمية يسأل عنها الاتحاد المعني باللعبة، وهذا ما نشاهده على أرض الواقع في جل المسابقات الكروية العالمية والإقليمية بما فيها مسابقات الدول المجاورة الشقيقة، ولا أعتقد بأن اتحاد كرة القدم البحريني بمعزل عن هذا النظام باعتباره أحد اقدم الاتحادات في المنطقة وواحد من الاتحادات المشهود لها بالالتزام والانضباط مع كل ما يستجد من قوانين وأنظمة دولية بما فيها نظام التعامل مع وسائل الإعلام المختلفة.

لذلك نرى أن هناك ثمة خلل تنظيمي يحتاج للمراجعة والتفعيل الفوري في هذا الجانب حتى نضمن لكل ذي حق حقه طالما أننا نؤمن بأن الإعلام شريك أساسي في العملية التطويرية إن لم يكن هو الشريك الأقوى في هذه المنظومة.

عملية إصلاح الخلل لا تحتاج إلى عقول عبقرية لفك رموزها إنما تحتاج إلى قرار جريء يلزم جميع الأندية بالتعاون مع وسائل الإعلام وفق شروط يلتزم بها كل إعلامي موكل إليه القيام بهذه المهمة على أن يتبع ذلك عقوبات في حق كل من يخالف هذه الأنظمة والشروط.

هنا نضمن حصول الإداريين والمدربين واللاعبين على حقهم في التعبير عن آرائهم الشخصية كما ونضمن حصول وسائل الإعلام على حقها هي الأخرى من استكمال تغطيتها للحدث من دون المساس بمشاعر أي طرف من الطرفين.

أما إذا استمر الوضع على ما هو عليه وترك الحبل على الغارب فسوف تزداد «الفوضى» الإعلامية ومعها ستتزايد حالات التوتر بين الأندية والإعلام الرياضي وسنجد أنفسنا نسير في اتجاهين مختلفين لا يلتقيان أبداً وستذهب الشراكة أدراج الرياح!

أتمنى أن يسارع اتحاد كرة القدم بتفعيل شروط التغطية الإعلامية داخل الملاعب تفعيلاً جاداً وحازماً على كلا الطرفين، كما وأتمنى من جميع القائمين على الشأن الكروي في الأندية وبالأخص أولئك المتواجدون في الميدان أن يقدروا الجهود الإعلامية المكملة لجهودهم، وأخيراً أتمنى من جميع الزملاء الإعلاميين في مختلف الوسائل الإعلامية المناط بها تغطية هذه المسابقات أن يكونوا على قدر كبير من المسؤولية والمهنية وأشدد هنا على المهنية لأننا وللأسف الشديد بدأنا نشاهد بعض التصرفات التي تسيء إلى الإعلام الرياضي بحجة البحث عن الإثارة التي يريدها المتلقي كالملاحقات الاستفزازية للإداريين والمدربين واللاعبين وبالأخص المهزومون منهم ومطاردتهم حتى في غرف تبديل الملابس وهذه في واقع الأمر ليست بإثارة موضوعية بقدر ما هي «فوضى» إعلامية لا تخدم أهداف الشراكة الحقيقية وهذه أحد أبرز أسباب ما يحدث هذه الأيام من فجوة بين الأندية ووسائل الإعلام الرياضي فإذا عرف السبب بطل العجب!!