كنا نتطلع إلى وحدة خليجية حقيقية بين دول مجلس التعاون الخليجي العربي، الذي أسسه قادتنا يوم وقوفه على أقدامه بكل ثبات وصدق نية، وفي نفس الوقت، كنا يبارك بعضنا لبعض بهذا الإنجاز الفريد في تكوينه بين دول في إقليم واحد، ولغة واحدة، ودين واحد، تربطنا جميعاً أواصر قربى ومنشأ واحد ومصير مشترك عربي واحد، له أبعاد إنسانية.

وكانت قطوفه في متناول اليد، بهمة القادة الكرام المؤسسين، الذين آمنوا بأن الوحدة قوة سياسية واقتصادية وعسكرية، وتربية وتثقيف الأجيال مسلحين بالعلم والمعرفة، أهلٌ لتنفيذ المبتغى والمأمول للحاضر والمستقبل.

وهكذا سارت سفينة الكرامة والعزة، وقهرت كل التحديات والعوائق التي صادفتها في بحر لجي وعواصف عاتية.

هل تتركنا دول قريبة وبعيدة وشأننا؟ لا وألف كلا، لأنها لا تريد لنا أن تقوم لنا قائمة بإرادتنا ولا تتمنى لنا خيراً في الحاضر والمستقبل.

فأخذت تحيك لنا دوائر السوء والشقاق والتشرذم، والسبب أن نظل سوقاً عامرة لمصانعهم وإنتاجهم الزراعي، ولكي نبقى عالة، بل نعتمد عليهم، حتى وصلوا بالدسيسة بيننا إلى شيءٍ من ذلك، وظنوا أنهم حققوا نصراً؟؟

إن القمة الخليجية التي عقدت في المملكة العربية السعودية الشقيقة الكبرى في مدينة العُلا بتاريخ 6-1-2021، فجرت في وجه الأعداء قنبلة من النوع الثقيل، ألجمت تلك الأفواه، وأسمعت من به صمم، وبينت لهم أن العرب إذا اشتدت الأزمات من حولهم هزموها بكلمة واحدة من زعيم واحد منهم، وكأن شيئاً لم يكن؟!.

إن تصريح صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء الموقر حفظه الله تعالى ورعاه، في الاجتماع المشار إليه ممثلاً لصاحب الجلالة ملكينا المفدى حفظه الله تعالى ورعاه «نتطلع لتكون مخرجات قمة العُلا إنطلاقة عودة اللحمة الخليجية، وتعزيز الحوار الخليجي، والحرص على وحدة الصف ولمّ الشمل»، ذلك التصريح أثلج صدورنا، وأزال عن قلوبنا كابوس التوجس والخوف من انفراط العقد الثمين والمتين الذي يربطنا بحبل الله الذي لا ينفصم، أيضاً تصريحه الواضح «الأولوية لتحقيق أمن واستقرار دولنا لصالح مواطني دول المجلس، واستهلال صفحة مشرقة في العلاقات الأخوية تقويه مسيرة المجلس»، وختاماً أقول لقادتنا حفظهم الله ورعاهم سيروا ونحن سند لكم وعون دائماً، وسعيكم مشكور.