قبل التدرج البشري من شعوب ثم قبائل ثم كيانات ثم دول لها حدود برية وبحرية وفضاء، مسؤولة عن الدفاع عنهم ضد كل من تسول له نفسه الانقضاض عليه، وسلب أمواله وممتلكاته وقتل شبابه وسبي بناته ونسائه، وقد تصل الحرب إلى ضم كل أراضي الوطن المهزوم أو أجزاء منه ووضعها تحت حكمها قهراً.

الرسالات السماوية من رب العالمين، هي التي هذبت الإنسان وأعادت إليه توازنه، وذكرته بأن جميع البشر من أب وأم أي أنهم أخوة وأبناء عمومة ومصاهرة، ووجهتهم إلى التوحد وعدم ظلم بعضهم بعضاً، وأن هناك عقاباً شديداً محسوباً بدقة لكل معتدٍ يوم القيامة، فالمؤمن بالله تعالى يخاف ويرقب ذلك اليوم، ويخشى عقابه، والكافر المكابر لا يحسب للآخرة حساب، فتراه كثير الكذب وكثير الاعتداء على غيره وعلى ماله والنيل من شرفه وعرضه، مثل أولئك، كن على حذر منهم وعلى كل دولة أن تحذر الدول الباغية.

وبعد التقدم الحضاري شيئاً فشيئاً كانت كل وحدات الدفاع عن الوطن تتبع نظام واحد وقائد واحد، لا تقسيمات كما في حاضرنا، شرطة وحرس وطني وجيش أو قوة دفاع، ولكل واحد منهم مهماته، وتحت يده القوة التي يستطيع بها ممارسة مسؤولياته في الأزمات الداخلية لحفظ الأمن والاستقرار والحفاظ على أرواح وممتلكات كل فرد في الوطن، وحرس وطني يستعان به لمساندة وزارة الداخلية إذا اشتدت الأزمات الداخلية ضدها، ثم يأتي دور قوة الدفاع أو الجيش، خاصةً إذا الأزمة كانت لها محرك ومعين من الخارج، له مآرب تمس الشعب برمته والوطن واستقلاله وسيادته ونظام حكمه.

إذن هذا التدرج ضرورة لها ما يبررها في التو واللحظة، ليتفرغ العامل والتاجر والصانع والزارع لبناء ونماء الوطن وتجديد حضارته، لينعم الجميع بالناتج العام، وإنهاء الفقر والجهل والعوز، ويسود السلام ربوع الوطن.

إن احتفالنا بالذكرى الـ 24 لتأسيس الحرس الوطني العزيز على قلوبنا، يقودنا إلى أن نجدد الولاء والبيعة لمليكنا المفدى حفظه الله تعالى ورعاه المؤسس الأول لقوة الدفاع البواسل، والحرس الوطني الشجعان، والمجدد لوزارة الداخلية ورجالها المخلصين، لتواكب كل القطاعات الثلاث مهامها بكل جاهزية وعتاد فاعل، حفظ الله تعالى البحرين ومليكها المفدى وولي عهده الأمين رئيس الوزراء وأدام على البحرين سبل الأمن والاستقرار.