قام العاهل السعودي الراحل، الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمة الله عليه، بالتهديد بقطع إمدادات النفط للدول الغربية في حرب أكتوبر عام 1973 وردد جملته «الدم العربي أم النفط العربي؟»، هكذا استقبل وزير خارجية أمريكا هنري كسنجر في مخيم خارج الرياض في إشارة له بأن المملكة العربية السعودية قادرة بالعودة للعيش بالخيم ويكون الطعام هو التمر والماشية وقال في ذلك الوقت «عشنا وعاش أجدادنا على التمر واللبن وسنعود لهما»، هذا الموقف لا يمكن للإدارات الأمريكية أن يختفي من آذهانهم.
وبالتالي طرح التساؤل بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي سيكون على أعقاب توقيع اتفاق نووي جديد مع إيران، هل استفاد من درس كسنجر؟، حقيقة يجب أن نعلمها أن دول الخليج العربي وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية عازمة وشامخة بأن تقول نفس هذا الكلام لكل رئيس أمريكي قادم، وأنها في عزتها سترفض أي اتفاق لا يرضي المنطقة أو يعود بها للوراء وأن الإدارة الأمريكية عندما كانت برئاسة باراك أوباما التابع للحزب الديمقراطي فإنها تجاوزت الحد ولم تستفد من درس كسنجر، وكررت نفس هذا المشهد وبصورة مختلفة في أحداث مملكة البحرين عام 2011، عندما اتصلت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون للأمير الراحل سعود الفيصل وقالت «اخرجوا قوات درع الجزيرة من البحرين»، ليأتي رد الفيصل بإغلاق الهاتف في وجه هيلاري.
الدروس كثيرة لبايدن يجب أن يدركها قبل الدخول لأي مفاوضات تتعلق بمصالح دول الخليج العربي، فالمملكة العربية السعودية لن ترضى بعبث أي إدارة أمريكية قادمة بأمن واستقرار العمق العربي والإسلامي، فعملية التفاوضات مع إيران بعد أن قامت الإدارة السابقة بقيادة دونالد ترامب بقطع الإمدادات المالية واللوجستية عن طهران وتصفية القيادات الإيرانية التي تدير الفوضى بالشرق الأوسط ستصبح أكثر أهمية، ولعلها هي أصعب مهمة ستواجه إدارة بايدن في الملفات الخارجية، لأنها مبنية على تراكمات وتقاطع مصالح غربية وشرقية وأي تحرك غير مدروس قد يكلف الكثير من الدماء، وأن دول الخليج العربي في كل ذلك تهدف لحفظ أمنها واستقرارها وأي محاولة أمريكية في إغفال دول المنطقة للدخول في مفاوضات فردية سيكون الرد الخليجي حينها جاهزاً لتلك الإدارة كالإدارات السابقة.
المغزى من كل هذه الدروس، أن النظرة المستقبلية للمنطقة هي تتمحور في الجانب الاقتصادي، حيث إن دول الخليج العربي متأهبة من كل الجوانب لأي سيناريو قادم مع إيران، وأن المحور الاقتصادي يحتاج إلى توفير أعلى معدلات الأمن والاستقرار، وأن الأحداث المضطربة ستجعل ذلك المحور التي تعمل عليه الدول في تهديد مستمر وبالتالي ستعطل أي رؤية مستقبلية، ومن هنا الإدراك يجب أن يتم استيعابه من قبل الإدارة الأمريكية بقيادة جو بايدن أن الملف الأول والأخير للدول المجاورة لإيران هو الأمن وحفظ وحماية الممرات البحرية من العبث الإيراني.
وخلاصة الموضوع، أن بايدن يعلم جيداً درس كسنجر والخطأ الذي وقع فيه حزبه الديمقراطي مع هيلاري، وإن كان له زيارة خارجية عليه أن يبدأها من الرياض، لأنها هي المحور الأساسي قبل أي مفاوضات قادمة بالمنطقة.
وبالتالي طرح التساؤل بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي سيكون على أعقاب توقيع اتفاق نووي جديد مع إيران، هل استفاد من درس كسنجر؟، حقيقة يجب أن نعلمها أن دول الخليج العربي وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية عازمة وشامخة بأن تقول نفس هذا الكلام لكل رئيس أمريكي قادم، وأنها في عزتها سترفض أي اتفاق لا يرضي المنطقة أو يعود بها للوراء وأن الإدارة الأمريكية عندما كانت برئاسة باراك أوباما التابع للحزب الديمقراطي فإنها تجاوزت الحد ولم تستفد من درس كسنجر، وكررت نفس هذا المشهد وبصورة مختلفة في أحداث مملكة البحرين عام 2011، عندما اتصلت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون للأمير الراحل سعود الفيصل وقالت «اخرجوا قوات درع الجزيرة من البحرين»، ليأتي رد الفيصل بإغلاق الهاتف في وجه هيلاري.
الدروس كثيرة لبايدن يجب أن يدركها قبل الدخول لأي مفاوضات تتعلق بمصالح دول الخليج العربي، فالمملكة العربية السعودية لن ترضى بعبث أي إدارة أمريكية قادمة بأمن واستقرار العمق العربي والإسلامي، فعملية التفاوضات مع إيران بعد أن قامت الإدارة السابقة بقيادة دونالد ترامب بقطع الإمدادات المالية واللوجستية عن طهران وتصفية القيادات الإيرانية التي تدير الفوضى بالشرق الأوسط ستصبح أكثر أهمية، ولعلها هي أصعب مهمة ستواجه إدارة بايدن في الملفات الخارجية، لأنها مبنية على تراكمات وتقاطع مصالح غربية وشرقية وأي تحرك غير مدروس قد يكلف الكثير من الدماء، وأن دول الخليج العربي في كل ذلك تهدف لحفظ أمنها واستقرارها وأي محاولة أمريكية في إغفال دول المنطقة للدخول في مفاوضات فردية سيكون الرد الخليجي حينها جاهزاً لتلك الإدارة كالإدارات السابقة.
المغزى من كل هذه الدروس، أن النظرة المستقبلية للمنطقة هي تتمحور في الجانب الاقتصادي، حيث إن دول الخليج العربي متأهبة من كل الجوانب لأي سيناريو قادم مع إيران، وأن المحور الاقتصادي يحتاج إلى توفير أعلى معدلات الأمن والاستقرار، وأن الأحداث المضطربة ستجعل ذلك المحور التي تعمل عليه الدول في تهديد مستمر وبالتالي ستعطل أي رؤية مستقبلية، ومن هنا الإدراك يجب أن يتم استيعابه من قبل الإدارة الأمريكية بقيادة جو بايدن أن الملف الأول والأخير للدول المجاورة لإيران هو الأمن وحفظ وحماية الممرات البحرية من العبث الإيراني.
وخلاصة الموضوع، أن بايدن يعلم جيداً درس كسنجر والخطأ الذي وقع فيه حزبه الديمقراطي مع هيلاري، وإن كان له زيارة خارجية عليه أن يبدأها من الرياض، لأنها هي المحور الأساسي قبل أي مفاوضات قادمة بالمنطقة.