أتاحت معظم المستشفيات والمراكز الصحية منذ بداية جائحة فيروس كورونا التطبيب عن بُعد كخيارٍ للوصول إلى الخدمة الطبية والتواصل مع الأطباء، وذلك تماشياً مع توجيهات منظمة الصحة العالمية وقرار الهيئات المعنية في مملكة البحرين الرامية إلى الحفاظ على سلامة المراجعين والأطقم الطبية ومنع تعطل الخدمات الطبية الحيوية وتوصيل الرعاية الصحية اللازمة لجميع الحالات، وللإجابة عن تساؤل يرد عن ماهية انطباعات الأطباء حول «التطبيب عن بعد» بعد خوض التجربة، تم التوصل إلى ما يأتي بعد إجراء مقابلات مع مجموعةٍ من الأطباء في تخصصاتٍ مختلفة، تحت مظلة مشروع بحثي مشترك يجمع مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات» وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي حول الآثار الاجتماعية والاقتصادية لجائحة «كوفيد 19» على مملكة البحرين:
يرى الأطباء أن خوض تجربة التطبيب عن بُعد قد حقق ما كان في السابق حلماً ومسألة صعبة التنفيذ حسب تصورهم، وما زالوا يأملون بذل المزيد من الجهود للتوسع في نطاق خدماته وجعله أكثر عزماً وقوة.
وأجمع الأطباء على أن الرعاية الصحية والعلاجية بحاجة إلى إدماج التطبيب عن بُعد كجزء مكمل في أساليبها الحالية بعد أن رأوا فاعليته في زيادة سرعة وسهولة تقديم الرعاية والخدمات الصحية وتخفيف الضغط على المستشفيات أثناء فترة الأزمة، من خلال استخدامهم لوسائل الاتصال المرئي والتطبيقات في إجراء الاستشارات والمتابعات الدورية، ومناقشة بيانات المريض وتقاريره كنتائج الفحوصات وصور الأشعة والقراءات المنزلية.
ويتفق الأطباء أن عياداتهم قد حققت ما عليه وفوائد أكبر بعد تطبيق التطبيب عن بُعد، حيث أفاد أحدهم أن هناك زيادة بنسبة 16% في العدد اليومي للمتابعات المقدمة من الأطباء في العيادة، وأرجعوا ذلك إلى سرعة إجراء المتابعات عن بُعد خاصة مع الحالات المزمنة والتي غالباً ما كانت تستغرق وقتاً أقل مقارنةً بلقاء الطبيب وجهاً لوجه، بسبب مَيل المراجعين للاختصار في الأسئلة، والتركيز على مستجدات الحالة الصحية أثناء مكالمات الفيديو، الأمر الذي سمح للأطباء بخدمة عددٍ أكبر من المراجعين يومياً وتوفير الوقت للقيام بمهام عملية أخرى كإجراء البحوث والتخطيط لتحسين الخدمات كما يعتقدون أن توفير الخدمات عن بُعد ومزجها بالرعاية الصحية التقليدية يمكن أن يخفض من تكلفتها المتصاعدة سنوياً وتحديداً المرتبطة بالأمراض المزمنة كمرض السكر وأمراض القلب والسرطان غيرها.
كذلك رأوا أن سهولة إجراء المتابعة الدورية مع الطبيب المعالج دون الحاجة للذهاب إلى المستشفى، إضافةً إلى إمكانية الوصول الفوري لقراءات المريض المنزلية «كمستوى السكر في الدم والضغط والوزن إلخ»، من خلال التطبيقات، قد حفزت المرضى على زيادة الالتزام بالرعاية والمواعيد المحددة لهم، حيث أفاد أحد الأطباء أن نسبة التغييب عن المواعيد أو إلغائها انخفض من نسبة 20% إلى 4% بعد إتاحة خدمات التطبيب عن بُعد في العيادة.
أما الأطباء والأخصائيون النفسيون فقد أجمعوا على أن التطبيب عن بُعد في خدمات الصحة النفسية أصبح أكثر ضرورةً وأهميةً من السابق، نظراً لازدياد الضغوط والاضطرابات النفسية كالقلق والتوتر والاكتئاب بسبب تأثير أزمة الوباء على الحياة اليومية والشخصية، الأمر الذي نتج عنه زيادةً ملحوظةً في عدد المراجعين ممن استخدموا التطبيب عن بُعد في عياداتهم النفسية، وبصفةٍ خاصةٍ الشباب في الفئة العمرية 18 – 36 سنة من كلا الجنسين.
وتوجهت الدراسة إلى معاينة بعض التحديات التي تواجه تطوير التطبيب عن بُعد ليتم استثمارها في تحسين التجربة وتحويلها إلى أحد الأدوات التي توضع في خدمة المواطن والمقيم في مملكة البحرين بصورة مستمرة، وتعتمد هذه المحاور على تعزيز جاهزية نظام التأمين الصحي، ورفع المهارات التكنولوجية للقائمين عليه، والبحث في استراتيجية لمتابعة صرف الأدوية النفسية الخاضعة للرقابة، وتطوير هيكلية نماذج الرعاية الصحية.
وتأسيساً على النجاح الذي جرى رصده في المرحلة السابقة والخبرات المكتسبة فإن تجربة التطبيب ستواصل عمليات التطوير والتحسين من خلال التخطيط والتعاون المشترك بين كافة أطراف القطاع الصحي، ضمن المنظومة التي شهدتها وسائل الخدمة العامة والقفزة الهائلة المتحققة خلال السنة الأخيرة نتيجة التحديات المرتبطة بوباء (كوفيد19) وتحفيزه لمختلف القطاعات على الإبداع والابتكار.
* باحث زميل في مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة
يرى الأطباء أن خوض تجربة التطبيب عن بُعد قد حقق ما كان في السابق حلماً ومسألة صعبة التنفيذ حسب تصورهم، وما زالوا يأملون بذل المزيد من الجهود للتوسع في نطاق خدماته وجعله أكثر عزماً وقوة.
وأجمع الأطباء على أن الرعاية الصحية والعلاجية بحاجة إلى إدماج التطبيب عن بُعد كجزء مكمل في أساليبها الحالية بعد أن رأوا فاعليته في زيادة سرعة وسهولة تقديم الرعاية والخدمات الصحية وتخفيف الضغط على المستشفيات أثناء فترة الأزمة، من خلال استخدامهم لوسائل الاتصال المرئي والتطبيقات في إجراء الاستشارات والمتابعات الدورية، ومناقشة بيانات المريض وتقاريره كنتائج الفحوصات وصور الأشعة والقراءات المنزلية.
ويتفق الأطباء أن عياداتهم قد حققت ما عليه وفوائد أكبر بعد تطبيق التطبيب عن بُعد، حيث أفاد أحدهم أن هناك زيادة بنسبة 16% في العدد اليومي للمتابعات المقدمة من الأطباء في العيادة، وأرجعوا ذلك إلى سرعة إجراء المتابعات عن بُعد خاصة مع الحالات المزمنة والتي غالباً ما كانت تستغرق وقتاً أقل مقارنةً بلقاء الطبيب وجهاً لوجه، بسبب مَيل المراجعين للاختصار في الأسئلة، والتركيز على مستجدات الحالة الصحية أثناء مكالمات الفيديو، الأمر الذي سمح للأطباء بخدمة عددٍ أكبر من المراجعين يومياً وتوفير الوقت للقيام بمهام عملية أخرى كإجراء البحوث والتخطيط لتحسين الخدمات كما يعتقدون أن توفير الخدمات عن بُعد ومزجها بالرعاية الصحية التقليدية يمكن أن يخفض من تكلفتها المتصاعدة سنوياً وتحديداً المرتبطة بالأمراض المزمنة كمرض السكر وأمراض القلب والسرطان غيرها.
كذلك رأوا أن سهولة إجراء المتابعة الدورية مع الطبيب المعالج دون الحاجة للذهاب إلى المستشفى، إضافةً إلى إمكانية الوصول الفوري لقراءات المريض المنزلية «كمستوى السكر في الدم والضغط والوزن إلخ»، من خلال التطبيقات، قد حفزت المرضى على زيادة الالتزام بالرعاية والمواعيد المحددة لهم، حيث أفاد أحد الأطباء أن نسبة التغييب عن المواعيد أو إلغائها انخفض من نسبة 20% إلى 4% بعد إتاحة خدمات التطبيب عن بُعد في العيادة.
أما الأطباء والأخصائيون النفسيون فقد أجمعوا على أن التطبيب عن بُعد في خدمات الصحة النفسية أصبح أكثر ضرورةً وأهميةً من السابق، نظراً لازدياد الضغوط والاضطرابات النفسية كالقلق والتوتر والاكتئاب بسبب تأثير أزمة الوباء على الحياة اليومية والشخصية، الأمر الذي نتج عنه زيادةً ملحوظةً في عدد المراجعين ممن استخدموا التطبيب عن بُعد في عياداتهم النفسية، وبصفةٍ خاصةٍ الشباب في الفئة العمرية 18 – 36 سنة من كلا الجنسين.
وتوجهت الدراسة إلى معاينة بعض التحديات التي تواجه تطوير التطبيب عن بُعد ليتم استثمارها في تحسين التجربة وتحويلها إلى أحد الأدوات التي توضع في خدمة المواطن والمقيم في مملكة البحرين بصورة مستمرة، وتعتمد هذه المحاور على تعزيز جاهزية نظام التأمين الصحي، ورفع المهارات التكنولوجية للقائمين عليه، والبحث في استراتيجية لمتابعة صرف الأدوية النفسية الخاضعة للرقابة، وتطوير هيكلية نماذج الرعاية الصحية.
وتأسيساً على النجاح الذي جرى رصده في المرحلة السابقة والخبرات المكتسبة فإن تجربة التطبيب ستواصل عمليات التطوير والتحسين من خلال التخطيط والتعاون المشترك بين كافة أطراف القطاع الصحي، ضمن المنظومة التي شهدتها وسائل الخدمة العامة والقفزة الهائلة المتحققة خلال السنة الأخيرة نتيجة التحديات المرتبطة بوباء (كوفيد19) وتحفيزه لمختلف القطاعات على الإبداع والابتكار.
* باحث زميل في مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة