البحرين هذه الدولة الصغيرة في رقعتها الجغرافية، والكبيرة بقيادتها وأهلها، وعطائهم وإسهاماتهم الثقافية والحضارية والعلمية، لم تكن في يوم من الأيام بعيدة عما يحدث في العالم من تطور علمي وتكنولوجي، ودخول مملكة البحرين إلى عالم الطيران، يؤرخ بنزول أول طائرة تطير في سماء دول خليجنا العربي، وذلك عام 1932، عندما حطت على أرض سباق الخيل القديم في العدلية، على أرض لم تكن معدة لتكون مدرجاً لهبوط الطائرات وإقلاعها، وقبل ذلك كان المطار البحري الواقع إلى الشرق من القضيبية منذ العشرينيات من القرن الماضي.

وبما أن بين مملكة البحرين وبريطانيا العظمى معاهدات حماية، وتطور النقل الجوي الحربي والمدني، أنشأت بريطانيا مطاراً للقوات الحربية الملكية في الطرف الغربي من مطارنا الحالي، والمعروف عندنا سابقاً باسم R.A.F، وأيضاً في نفس الوقت للطيران المدني، وكان مبنى المطار عبارة عن «برستج» مصنوع من جريد وسعف النخيل، وعند استدعاء المسافرين للتوجه إلى الطائرة المغادرة، هناك جرس كجرس المدارس النحاسي يقرع، وهدم ذلك المبنى وبُني من جديد بمواد البناء الحديث.

وفي أوائل الخمسينيات من القرن الماضي بنت الحكومة مطاراً حديثاً إلى الشرق من المطار السابق، يتماشى مع المطارات في كل القارات تديره الحكومة كمطار مدني.

ونظراً للتطور المتسارع لحركة الطيران، ارتأت الحكومة بناء مطار أكبر منه يفي بحركة الطيران ليلاً ونهاراً، أكثر حداثاً من سابقه، وتمت توسعته مرتين، إلا أنه لا زال لا يفي بالطموحات المبتغاة، لذلك شرعت القيادة بالتوسعة الثالثة، التي شملت كل المرافق، وتم افتتاحه في الأيام الأخيرة من شهر يناير 2021، والدليل على افتتاح المطار الجديد وأهميته، ما صرحت به «الاياتا» بقولها «مطار البحرين خطوة لتطوير قطاع الطيران بالمنطقة».

وهذه شهادة نفتخر بها، ونهنئ قيادتنا الرشيدة وعلى رأسها حضرة صاحب الجلالة مليكنا المفدى وصاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس الوزراء حفظهم الله تعالى وسدد خطاهم، وجميع العاملين، ويأتي وزير المواصلات والاتصالات بمقدمتهم، كما أهنئ شعب البحرين بهذا الإنجاز العظيم.

«المرجع: كتابي بعنوان من «عبق الماضي»، المرخص له تحت رقم الإيداع 3343-د.ع-2002».