أخونا وزميلنا الأستاذ الدكتور فيصل الملا أصدر حديثاً كتاباً بعنوان «مدخل إلى البحث العلمي في علوم التربية البدنية والرياضية»، تناول فيه دور العلم في تطوير المنظومة الرياضية من حيث المفهوم العلمي والخطط العلمية والمناهج العلمية والبحوث العلمية وكل ما يتعلق بالإحصائيات العلمية في المجال الرياضي.

مثل هذا الإصدار القيم وما سبقه من أصدارات وغير ذلك من الدورات والندوات والدراسات العلمية والأكاديمية المختصة بالشان الرياضي جديرة بالاهتمام والتطبيق على ارض الواقع وهو ما تنتهجه الدول المتقدمة التي تتخذ من البحوث العلمية منطلقاً للارتقاء بمكانتها في شتى المجالات بما في ذلك المجال الرياضي.

أما نحن فالحال عندنا مختلف حيث تظل مثل هذه البحوث والدراسات حبيسة الأدراج لا يلتفت إليها إلا من رحم ربي ولذلك تتكرر وتتراكم قضايانا الرياضية وتسيطر الاجتهادات والأهواء الشخصية على قراراتنا الجوهرية ونظل ندور في حلقة مفرغة حائرين في كيفية الخروج منها حتى في كيفية نظام مسابقاتنا الرياضية المحلية يتواصل التخبط من موسم إلى آخر بينما مثل هذه الأنظمة في الدول المتقدمة تنعم بالاستقرار منذ اكثر من قرن من الزمن!

السؤال الذي يفرض نفسه في هذا المقام هو أين مخرجاتنا العلمية الرياضية من واقعنا الرياضي؟!

أين خريجو الدورات والدراسات الرياضية التخصصية من مواقع العمل في الاتحادات والأندية؟

لماذا الإضرار على تغليب المصالح الشخصية على المصلحة العامة وتنصيب من ليس له شأن بالرياضة وعلومها في مواقع صناعة القرار؟

أين أصحاب المؤهلات العلمية الرياضية العليا من مواقع التشريع والتنفيذ في مؤسساتنا الرياضية؟

لا نريد أن يكون دور هذه الكفاءات صورياً أو هامشيا لمجرد الاستهلاك الإعلامي إنما نريد أن يكون لتوصياتهم ترجمة عملية فعلية على أرض الواقع فنحن اليوم في أمس الحاجة لتسريع وتيرة عجلتنا الرياضية للحاق بالركب المتقدم رياضياً.

لانريد أن نتمادى في نهج التطبيل والتزمير والضرب على وتر الإعلام وتهويل ما لا يستحق التهويل وإهمال كل ما يستحق الاهتمام، بل نريد أن نركز على الدفع باتجاه ترسيخ العمل المؤسساتي القائم على البحث العلمي والاستراتيجيات والخطط المدروسة واستثمار كل طاقاتنا وكفاءاتنا العلمية استثماراً عملياً في مواقع العمل وصناعة القرار الرياضي.

الوقت يمضي سريعاً والأموال العامة تذهب سدى والاجتهادات الشخصية تواصل التخبط والكفاءات العلمية المتخصصة مغيبة وعجلتنا الرياضية تدور ببطء في سباق التطوير الفعلي.. المطبلون والمزمرون هم المستفيدون والرياضة البحرينية هي الخاسر الأكبر.. والله المستعان.