إن الله تعالى حثنا على أن تكون لنا قوة يعتمد عليها، لا لخوض الحروب، أو الاعتداء على غيرنا، وإنما لنحمي وطننا من كل متربص وطامع.

والأمة التي لا تعتمد على ذاتها حين البأس، تعيش ذليلة، وقد تكون رهينة عند من تعتقد أنه سندها حين الخطوب.

هل تبقى بلادنا بلا قوة ذاتية يعتمد عليها في التو واللحظة وبإرادة حرة؟ هنا يأتي دور القيادة الوطنية التي همها وشغلها الشاغل سلامة الوطن والمواطن وحفظ مكتسباته، فحضرة صاحب الجلالة مليكنا المفدى عندما كان ولياً للعهد، وبعد إكمال دراسته العسكرية في بريطانيا وأمريكا، وبدعم من أميرنا الراحل صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، طيب الله ثراه، ومساندة من المغفور له الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، طيب الله ثراه، وتغمدهما الله تعالى بواسع رحمته، كان شغله الشاغل إنشاء قوة عسكرية حديثة بكل ما تعني الحداثة من معنى، إذ أمر بفتح مكاتب في أنحاء البلاد لاستقبال شباب البحرين، والانخراط في خدمة الوطن وبذل النفس والنفيس، وكان الإقبال منقطع النظير، مع إننا في التجربة الأولى، واختار جلالته ذلك الوقت من كانوا عند حسن ظنه بهم، وعين مسؤولية كل واحد منهم بما هو أهل لها، ويأتي في مقدمتهم صاحب السعادة والمعالي المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، الذي قُلد منصب القائد العام لقوة الدفاع الباسلة.

53 عاماً مضت متسارعة منذ أن شاهدنا أول عرض عسكري وطني على أرض القضيبية برعاية كريمة من أميرنا الراحل صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة رحمه الله تعالى، وطيب الله ثراه.

قوة الدفاع التي بُنيت على أساس سليم، أصبح لها وجود مشرف ومرموق في درع الجزيرة التابع لمجلس التعاون لدول الخليج العربي في كل القطاعات العسكرية، تساهم مساهمة كبيرة في بناء الامن الداخلي والخارجي والأمن العربي، ولا أدل على ذلك من وقوفها في خندق واحد للذود عن حياض الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية ضد الانقلاب الحوثي، كما إننا نلاحظ ونلمس لما لقوة الدفاع من يد طولى في الجانب الطبي، وأعني به المستشفى العسكري بجميع تخصصاته، وقد أثبتت قوة الدفاع وجودها في محاربة جائحة فيروس كورونا (كوفيد19) بقيادة صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الأعلى رئيس الوزراء حفظه الله تعالى، لمكافحته، وللحد من انتشاره وتقليل ضحاياه، وفق الله مليكنا المفدى القائد الأعلى وسدد خطاه.