يندرج «التسامح» في خطابنا ضمن نسيج ثقافي واجتماعي وديني، ولكن تبقى الدولة هي اللاعب الأساس في هذا المجال. إذ إن التسامح بمعناه الديني والاجتماعي، لا يزال أقل أهمية وصلابة. فالمجتمع والدين يمكن أن يكونا متسامحين في جانب، وغير متسامحين في جوانب أخرى، خصوصاً أن مفهوم التسامح لا يزال عندنا يحمل معنى المنة أو التنازل أو الهامش الذي نسمح به للآخر، أن يعبر عن ذاته بشكل مختلف عنا، أو عما نعتقده، بعكس معناه في المنظور الإنساني كواجب الاعتراف بالذات والآخر من دون حجب لحق الاختلاف. بل والنظر للاختلاف كمصدر ثراء، بما يوفر الحريّة للجميع والمساواة بين الجميع. ولذلك فمن المهم هنا هو تنزيل التسامح منزلة الغاية السياسية والأخلاقية والثقافية، بما يؤمِّن علاقة سوية بين الثقافة الوطنية من جهة، وبين الثقافة والقيم الإنسانية من جهة ثانية. وتبرز مهمّة الدّولة في النظر إلى التسامح كهدف وطني، لتأمين الداخل ضد النعرات والانقسامات العرقية والطائفية، التي تمس بالوحدة الوطنية. فيكون التسامح مؤمناً للتعايش في سياق المواطنة المتساوية، والحق في الاختلاف، كعنصر غنى وليس كعنصر إقصاء، وهذا يستوجب القيم الديمقراطيّة المكرّسة لسلوك الإصغاء والحوار.
أما التسامح في بعده الإنساني، فيقوم على استبعاد عناصر المواجهة، وفي المقابل تعظيم العناصر الجامعة، في إطار جدل العلاقة الخصبة بين الثقافة الوطنية والثقافة الإنسانية، في اتجاه القبول والتقبل، ويعني ذلك أنّ القيم التي تحملها ثقافة التسامح بالضرورة، تجعل المناداة بها ذات بعد كوني، وتحوّل مضمونها إلى نضال إنساني يومي ومشترك، ليكون أقرب إلى بناء عقلية متسامحة منفتحة، ومبدئية، لتصبح المرجع الذي تصدر عنه الأفعال الاجتماعية والثقافية والدينية المختلفة، بما يؤلف نوعاً من نمط الحياة ووحدة السلوك. ولذلك فإن مهمّة الدولة في هذا الجانب، تتمثل في بناء ثقافة يتمثلها المجتمع في إطار تصور أخلاقي للسّياسة، لتظهر بمظهر الفاعل الثقافي في أرقى معاني الفعل والإنجاز، وهو معنى تجسيم الحياة المدنية كحياة إنسانية حرة مفتوحة أمام الجميع، كميثاق خلقي ينظم العلاقات والأفعال، وبما يجعل حوار الناس اليومي مع الداخل ومع الآخر الخارج حوار تسامح، ضمن علاقة حرية واختيار، وضمن وجود سياسي عاقل، مع السيطرة على نزعات التعصب والإقصاء والتحقير والازدراء بسبب الاختلاف، لذلك فإن ثقافة التسامح، في منظور الخطاب السياسي يجب أن تكون بناء يومياً، يجتمع فيه تحقيق شروطها المادية والثقافية في آن، ويعني ذلك أن تكون برنامجاً سياسياً ذا أولوية قصوى.
* همس:
تضيع الأحلام كل مساء
مع الهجعة الأخيرة.
أنشر روائح الشوق القديمة.
تعانق السنين الراحلات ببطء،
تطرق على باب الغيمة البيضاء،
كعصفور
يتعلمُ الطيران على نوافذِ النخلة،
يسقط في كل مرة،
ليقطف شقائق النعمان
وآخر وردة حائرة.
{{ article.visit_count }}
أما التسامح في بعده الإنساني، فيقوم على استبعاد عناصر المواجهة، وفي المقابل تعظيم العناصر الجامعة، في إطار جدل العلاقة الخصبة بين الثقافة الوطنية والثقافة الإنسانية، في اتجاه القبول والتقبل، ويعني ذلك أنّ القيم التي تحملها ثقافة التسامح بالضرورة، تجعل المناداة بها ذات بعد كوني، وتحوّل مضمونها إلى نضال إنساني يومي ومشترك، ليكون أقرب إلى بناء عقلية متسامحة منفتحة، ومبدئية، لتصبح المرجع الذي تصدر عنه الأفعال الاجتماعية والثقافية والدينية المختلفة، بما يؤلف نوعاً من نمط الحياة ووحدة السلوك. ولذلك فإن مهمّة الدولة في هذا الجانب، تتمثل في بناء ثقافة يتمثلها المجتمع في إطار تصور أخلاقي للسّياسة، لتظهر بمظهر الفاعل الثقافي في أرقى معاني الفعل والإنجاز، وهو معنى تجسيم الحياة المدنية كحياة إنسانية حرة مفتوحة أمام الجميع، كميثاق خلقي ينظم العلاقات والأفعال، وبما يجعل حوار الناس اليومي مع الداخل ومع الآخر الخارج حوار تسامح، ضمن علاقة حرية واختيار، وضمن وجود سياسي عاقل، مع السيطرة على نزعات التعصب والإقصاء والتحقير والازدراء بسبب الاختلاف، لذلك فإن ثقافة التسامح، في منظور الخطاب السياسي يجب أن تكون بناء يومياً، يجتمع فيه تحقيق شروطها المادية والثقافية في آن، ويعني ذلك أن تكون برنامجاً سياسياً ذا أولوية قصوى.
* همس:
تضيع الأحلام كل مساء
مع الهجعة الأخيرة.
أنشر روائح الشوق القديمة.
تعانق السنين الراحلات ببطء،
تطرق على باب الغيمة البيضاء،
كعصفور
يتعلمُ الطيران على نوافذِ النخلة،
يسقط في كل مرة،
ليقطف شقائق النعمان
وآخر وردة حائرة.