منذ مدة انجرفت في متابعة عدة لقاءات إعلامية قديمة مع الفنانة القديرة الراحلة مريم فخرالدين. وكنت مندهشة أن السيدة التي تتحدث في اللقاء التلفزيوني لا علاقة لها بالصورة التي شكلتها أفلامها القديمة عنها. نحن تعلقنا بصورة الفتاة الأرستقراطية والرومانسية. ومريم فخرالدين في حقيقتها سيدة بسيطة جداً وعفوية وشعبية للغاية رغم عروقها المتعددة ووالدتها مجرية الأصل. مقابلاتها مليئة بالقصص المدهشة وسردها لسيرة حياتها بأسلوب تلقائي وكوميدي يصعب عليك أن تتمالك نفسك من الضحك.
ما يميز مريم فخر الدين، رحمها الله، أنها قادرة على تسمية الأشياء بأسمائها بخفة وسلاسة يصعب على غيرها فعل ذلك. ولذلك، سببت تصريحاتها، في حينها، الكثير من ردات الفعل السلبية، وأحياناً، الاستهجان. لفت نظري كثيراً طريقة حديث مريم فخرالدين عن الراحلة القديرة فاتن حمامة. هي تنتقص منها كثيراً. ترفض تسميتها بسيدة الشاشة. «يعني هي ستنا واحنا قاعدين كدا حواليها جواري مثلاً»!!. هكذا علقت مريم. واعتبرتها ممثلة درجة متأخرة. فوجهها فلاحي. ولا تؤدي إلا أدواراً محدودة وتكرر نفسها في جميع الأفلام.
في البدء اعتبرت الموضوع «غيرة فنية» بين أصحاب «الكار» الواحد. لكن بعد أن ألفت طريقة مريم فخرالدين في الطرح. اقتنعت بوجهة نظرها. فأجمل انطباع في مخيلتنا عن فاتن هو صورة «التمثال» الجميل. فاتن جامدة. تمثل دائماً دور البنت المثالية الجميلة. الحزينة غالباً. على عكس شادية، حسب رأي مريم فخرالدين، التي مثلت وغنت، وأدت أدواراً مسرحية. ومثلت شخصيات عديدة. وقالت إن أفضلهن هي الراحلة سعاد حسني. لأنها أدت الاستعراض ومثلت شخصيات مركبة. وهذا تفسيرها الموضوعي لرفض لقب سيدة الشاشة. لأن فاتن حمامة كانت محبوسة في شخصيات محدودة لا تتجاوزها.
في كثير من الأحكام نحن مرهونون إلى الصورة النمطية أو الصورة المهيمنة. ومن شدة تأثرنا بها قد يتعطل عقلنا عن قبول رأي آخر حتى لو كان وجيهاً. هناك نماذج تفرض علينا. ويفترض أن نتقبلها ونعتبرها متفردة أو متميزة. في حين قد لا تكون كذلك في حقيقتها. وفي المجال الفني على سبيل المثال، تعمل شركات الإنتاج وشركات الدعايا على صنع النجم. فيروج له بصورة لا تعكس حقيقته. فيطلق عليه فنان/ فنانة العرب. في الوقت الذي يغني فيه أغاني محدودة بمكان وثقافة محددة. ونجم الشاشة أو الفنان الأول، أو العظيم. وتكون هذه الألقاب وهذه الصور مصنوعة وغير حقيقية. آخر الصناعات في هذا المجال: فنان شبه شعبي يلقبه جمهوره وشركات الدعايا بالأسطورة. يمثل ويغني بطريقة سطحية. ويستعرض حياته وثرواته بأسلوب رديء. ويقدم نموذجا سيئاً للفن والفنانين. فكيف صار أسطورة؟
هذه واحدة من نواتج غياب النقد الفني الرصين. وغياب المعايير والأسس التي تصنف الفنانين. فتحضر شركات الترويج والإعلان، وتتولى هي عملية صناعة الأفكار والصور والترويج لها. والترسيخ لها باعتبارها حقائق.
وعود على بدء.. أما فيما يتعلق بفاتن حمامة، فأنا مازلت أحبها، وأحب هدوءها وجمالها «البلدي» المتعصرن، ورومانسيتها الحزينة ونظرتها المنكسرة. وأما عن مريم فخرالدين فقد صرت أحبها أكثر. وأحب شخصيتها الممتلئة بالحيوية والطاقة الإيجابية، واندفاعها وعفويتها ودمها الخفيف.
ما يميز مريم فخر الدين، رحمها الله، أنها قادرة على تسمية الأشياء بأسمائها بخفة وسلاسة يصعب على غيرها فعل ذلك. ولذلك، سببت تصريحاتها، في حينها، الكثير من ردات الفعل السلبية، وأحياناً، الاستهجان. لفت نظري كثيراً طريقة حديث مريم فخرالدين عن الراحلة القديرة فاتن حمامة. هي تنتقص منها كثيراً. ترفض تسميتها بسيدة الشاشة. «يعني هي ستنا واحنا قاعدين كدا حواليها جواري مثلاً»!!. هكذا علقت مريم. واعتبرتها ممثلة درجة متأخرة. فوجهها فلاحي. ولا تؤدي إلا أدواراً محدودة وتكرر نفسها في جميع الأفلام.
في البدء اعتبرت الموضوع «غيرة فنية» بين أصحاب «الكار» الواحد. لكن بعد أن ألفت طريقة مريم فخرالدين في الطرح. اقتنعت بوجهة نظرها. فأجمل انطباع في مخيلتنا عن فاتن هو صورة «التمثال» الجميل. فاتن جامدة. تمثل دائماً دور البنت المثالية الجميلة. الحزينة غالباً. على عكس شادية، حسب رأي مريم فخرالدين، التي مثلت وغنت، وأدت أدواراً مسرحية. ومثلت شخصيات عديدة. وقالت إن أفضلهن هي الراحلة سعاد حسني. لأنها أدت الاستعراض ومثلت شخصيات مركبة. وهذا تفسيرها الموضوعي لرفض لقب سيدة الشاشة. لأن فاتن حمامة كانت محبوسة في شخصيات محدودة لا تتجاوزها.
في كثير من الأحكام نحن مرهونون إلى الصورة النمطية أو الصورة المهيمنة. ومن شدة تأثرنا بها قد يتعطل عقلنا عن قبول رأي آخر حتى لو كان وجيهاً. هناك نماذج تفرض علينا. ويفترض أن نتقبلها ونعتبرها متفردة أو متميزة. في حين قد لا تكون كذلك في حقيقتها. وفي المجال الفني على سبيل المثال، تعمل شركات الإنتاج وشركات الدعايا على صنع النجم. فيروج له بصورة لا تعكس حقيقته. فيطلق عليه فنان/ فنانة العرب. في الوقت الذي يغني فيه أغاني محدودة بمكان وثقافة محددة. ونجم الشاشة أو الفنان الأول، أو العظيم. وتكون هذه الألقاب وهذه الصور مصنوعة وغير حقيقية. آخر الصناعات في هذا المجال: فنان شبه شعبي يلقبه جمهوره وشركات الدعايا بالأسطورة. يمثل ويغني بطريقة سطحية. ويستعرض حياته وثرواته بأسلوب رديء. ويقدم نموذجا سيئاً للفن والفنانين. فكيف صار أسطورة؟
هذه واحدة من نواتج غياب النقد الفني الرصين. وغياب المعايير والأسس التي تصنف الفنانين. فتحضر شركات الترويج والإعلان، وتتولى هي عملية صناعة الأفكار والصور والترويج لها. والترسيخ لها باعتبارها حقائق.
وعود على بدء.. أما فيما يتعلق بفاتن حمامة، فأنا مازلت أحبها، وأحب هدوءها وجمالها «البلدي» المتعصرن، ورومانسيتها الحزينة ونظرتها المنكسرة. وأما عن مريم فخرالدين فقد صرت أحبها أكثر. وأحب شخصيتها الممتلئة بالحيوية والطاقة الإيجابية، واندفاعها وعفويتها ودمها الخفيف.