أدى سقوط الاتحاد السوفيتي في بداية التسعينيات من القرن الماضي إلى بروز دول بما يعرف حالياً بدول آسيا الوسطى أو كما أسماها المسلمون الأوائل بلاد ما وراء النهر وهي طاجيكستان وأوزبكستان وقيرغيزستان وتركمانستان وكازاخستان.
وتستمد أهميتها بسبب موقعها الجغرافي الاستراتيجي من خلال ما كان يعرف بطريق الحرير الممتد من الصين إلى البحر المتوسط، وهي تدخل ضمن النطاق الجيوسياسي والاستراتيجي لمنطقة أورآسيا، وفي الوقت نفسه تشكل منطقة عازلة تحد من الاحتكاك المباشر بين هذه القوى الآسيوية الإقليمية، وتطل معظم هذه الدول على بحر قزوين الغني بالنفط والغاز، إذ تتعدى احتياطاته أكثر من 150 مليار برميل من النفط، وتقدر احتياطاته من الغاز الطبيعي بأكثر من 75 ألف مليار متر مكعب. كما يوجد بها مصادر تعدينية أخرى مثل الذهب والحديد واليورانيوم، وتبلغ مساحة الدول مجتمعة حوالي 4 ملايين كم2، وتسكنها شعوب ولغات وأعراق متنوعة.
وبرزت الدوافع الرئيسية للقوى الدولية والإقليمية، من حيث وجود منافع ومصالح لها داخل منطقة آسيا الوسطى، وكان أكثر الدول اهتماماً هي الولايات المتحدة الأمريكية وذلك بقصد تطويق وحصار روسيا والصين ضمن النطاق الجغرافي لهما، وحتى لا يكون لهم أدوار عالمية مؤثرة في المستقبل، وبالتالي إشغالهم بأمورهم الإقليمية، وقد اتخذت الولايات المتحدة التواجد العسكري في آسيا الوسطى كأسلوب للتأثير في العمق الاستراتيجي لروسيا والصين. أما بخصوص روسيا، فكانت دوافعها كثيرة ومتنوعة وعلى رأسها أعادة السيطرة الإقليمية لها، كون تلك الجمهوريات كانت جزء من إرثها التاريخي إبان الاتحاد السوفيتي السابق، والسبب الثاني هو السيطرة على مصادر الطاقة العالمية «النفط والغاز»، كونها تتحكم في مناطق العبور، وهي على يقين بأن فقدان السيطرة على هذه المنطقة سيؤثر بشكل سلبي، ويقلل من دورها الإقليمي كقوة مؤثرة.
أما بالنسبة للصين، فقد وجدت في تلك الجمهوريات غايتها السهلة في تزويدها بالطاقة اللازمة لمواكبة نهضتها المتصاعدة، أما السبب الثاني هو القرب الجغرافي، والخطر المتمثل في القواعد العسكرية والتواجد الأمريكي في تلك الجمهوريات، ومن هنا سعت الصين وعبر الاتفاقيات من خلال منظمة شنعهاي للتعاون، التي كان لها دور كبير في التنسيق الأمني بين تلك الجمهوريات والصين، أما السبب الآخر هو استغلال الموقع الجغرافي والاستراتيجي من حيث الربط بين آسيا وأوروبا، ويظهر ذلك جلياً في الاستثمارات الضخمة المقدمة في مجالات البنية التحتية لتسهيل سرعة وصول البضائع الصينية واستغلال تلك الجمهوريات كأسواق اقتصادية مهمة لها انعكاسات ايجابية على الاقتصاد الصيني المتنامي.
وكذلك الحال بالنسبة لتركيا: فلها هدفان أساسيان: الأول هو إيجاد تجمع اقتصادي قادر على احتواء هذه الجمهوريات، والثاني، هو إيجاد أرضية اقتصادية فاعلة تبرز فيها كقوة اقتصادية مؤثرة في آسيا الوسطى، وتهدف إلى عزل غريمتها التقليدية إيران بقدر المستطاع ومنع تغلغلها.
وبخصوص إيران فهنالك العديد من العوامل والمبررات التي دفعت إيران للاهتمام بآسيا الوسطى، ويمكن إجمالها بالأخطار المحيطة بها، وعلى رأسها الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، وخاصة في ظل العقوبات الاقتصادية المفروض عليها، ومن هنا تجد إيران فرصتها في تطوير وبناء علاقاتها بـجمهوريات آسيا الوسطى، وأيضاً بما تتمتع به هذه الدول من موارد يفتح الطريق أمام إيران لتعزيز موقفها في السوق الدولية للنفط والغاز، والعامل الآخر متعلق بـ روسيا من خلال تعزيز التعاون المشترك لتحقيق المصالح خصوصاً في مجال الطاقة والأمن.
أما بخصوص الاتحاد الأوروبي فإنه يعتمد بشكل أساسي على ضمان استمرار إمداد الطاقة إليها، والذي يعد أولوية قصوى في سياستها تجاه دول آسيا الوسطى، ومن ثم الجانب الأمني الذي تتشارك فيه مع الولايات المتحدة الأمريكية ومن خلال حلف الناتو، للحفاظ على استقرار الإقليم المجاور لها.
وعلى ضوء اهتمام الدول العظمى والأقليمية لمنطقة آسيا الوسطى يتضح لنا أهميتها الاستراتيجية والتي مكنها من لعب دور هام في تحقيق توازن سياسي بين القوى الدولية والإقليمية التي لديها اهتمام مشترك في المنطقة، وكذلك استفادت تلك الدول من موقعها الاستراتيجي الذي هو حلقة وصل بين قارتي آسيا وأوروبا من أجل تعزيز اقتصادها واستخدام مواردها بما يعود عليها وعلى شعوبها بالخير والمنفعة.
وتستمد أهميتها بسبب موقعها الجغرافي الاستراتيجي من خلال ما كان يعرف بطريق الحرير الممتد من الصين إلى البحر المتوسط، وهي تدخل ضمن النطاق الجيوسياسي والاستراتيجي لمنطقة أورآسيا، وفي الوقت نفسه تشكل منطقة عازلة تحد من الاحتكاك المباشر بين هذه القوى الآسيوية الإقليمية، وتطل معظم هذه الدول على بحر قزوين الغني بالنفط والغاز، إذ تتعدى احتياطاته أكثر من 150 مليار برميل من النفط، وتقدر احتياطاته من الغاز الطبيعي بأكثر من 75 ألف مليار متر مكعب. كما يوجد بها مصادر تعدينية أخرى مثل الذهب والحديد واليورانيوم، وتبلغ مساحة الدول مجتمعة حوالي 4 ملايين كم2، وتسكنها شعوب ولغات وأعراق متنوعة.
وبرزت الدوافع الرئيسية للقوى الدولية والإقليمية، من حيث وجود منافع ومصالح لها داخل منطقة آسيا الوسطى، وكان أكثر الدول اهتماماً هي الولايات المتحدة الأمريكية وذلك بقصد تطويق وحصار روسيا والصين ضمن النطاق الجغرافي لهما، وحتى لا يكون لهم أدوار عالمية مؤثرة في المستقبل، وبالتالي إشغالهم بأمورهم الإقليمية، وقد اتخذت الولايات المتحدة التواجد العسكري في آسيا الوسطى كأسلوب للتأثير في العمق الاستراتيجي لروسيا والصين. أما بخصوص روسيا، فكانت دوافعها كثيرة ومتنوعة وعلى رأسها أعادة السيطرة الإقليمية لها، كون تلك الجمهوريات كانت جزء من إرثها التاريخي إبان الاتحاد السوفيتي السابق، والسبب الثاني هو السيطرة على مصادر الطاقة العالمية «النفط والغاز»، كونها تتحكم في مناطق العبور، وهي على يقين بأن فقدان السيطرة على هذه المنطقة سيؤثر بشكل سلبي، ويقلل من دورها الإقليمي كقوة مؤثرة.
أما بالنسبة للصين، فقد وجدت في تلك الجمهوريات غايتها السهلة في تزويدها بالطاقة اللازمة لمواكبة نهضتها المتصاعدة، أما السبب الثاني هو القرب الجغرافي، والخطر المتمثل في القواعد العسكرية والتواجد الأمريكي في تلك الجمهوريات، ومن هنا سعت الصين وعبر الاتفاقيات من خلال منظمة شنعهاي للتعاون، التي كان لها دور كبير في التنسيق الأمني بين تلك الجمهوريات والصين، أما السبب الآخر هو استغلال الموقع الجغرافي والاستراتيجي من حيث الربط بين آسيا وأوروبا، ويظهر ذلك جلياً في الاستثمارات الضخمة المقدمة في مجالات البنية التحتية لتسهيل سرعة وصول البضائع الصينية واستغلال تلك الجمهوريات كأسواق اقتصادية مهمة لها انعكاسات ايجابية على الاقتصاد الصيني المتنامي.
وكذلك الحال بالنسبة لتركيا: فلها هدفان أساسيان: الأول هو إيجاد تجمع اقتصادي قادر على احتواء هذه الجمهوريات، والثاني، هو إيجاد أرضية اقتصادية فاعلة تبرز فيها كقوة اقتصادية مؤثرة في آسيا الوسطى، وتهدف إلى عزل غريمتها التقليدية إيران بقدر المستطاع ومنع تغلغلها.
وبخصوص إيران فهنالك العديد من العوامل والمبررات التي دفعت إيران للاهتمام بآسيا الوسطى، ويمكن إجمالها بالأخطار المحيطة بها، وعلى رأسها الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، وخاصة في ظل العقوبات الاقتصادية المفروض عليها، ومن هنا تجد إيران فرصتها في تطوير وبناء علاقاتها بـجمهوريات آسيا الوسطى، وأيضاً بما تتمتع به هذه الدول من موارد يفتح الطريق أمام إيران لتعزيز موقفها في السوق الدولية للنفط والغاز، والعامل الآخر متعلق بـ روسيا من خلال تعزيز التعاون المشترك لتحقيق المصالح خصوصاً في مجال الطاقة والأمن.
أما بخصوص الاتحاد الأوروبي فإنه يعتمد بشكل أساسي على ضمان استمرار إمداد الطاقة إليها، والذي يعد أولوية قصوى في سياستها تجاه دول آسيا الوسطى، ومن ثم الجانب الأمني الذي تتشارك فيه مع الولايات المتحدة الأمريكية ومن خلال حلف الناتو، للحفاظ على استقرار الإقليم المجاور لها.
وعلى ضوء اهتمام الدول العظمى والأقليمية لمنطقة آسيا الوسطى يتضح لنا أهميتها الاستراتيجية والتي مكنها من لعب دور هام في تحقيق توازن سياسي بين القوى الدولية والإقليمية التي لديها اهتمام مشترك في المنطقة، وكذلك استفادت تلك الدول من موقعها الاستراتيجي الذي هو حلقة وصل بين قارتي آسيا وأوروبا من أجل تعزيز اقتصادها واستخدام مواردها بما يعود عليها وعلى شعوبها بالخير والمنفعة.