ظهر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون مؤخراً وهو يتفقد طائرة «إف 35» تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني والتي تتعرض سمعتها للانتقاد من المختصين. وبريطانيا شريك في مشروع الطائرة الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية وتشرف عليه شركة لوكهيد مارتن وهي من الدول القليلة جداً التي تمتلك الطائرة التي يفترض أن تعد من أحدث الطائرات الحربية في العالم على الرغم من مرور 20 عاماً على إعطاء الضوء الأخضر لتصنيعها.

وتشير أخبار طازجة نشرتها مجلات متخصصة في المجال العسكري مثل «دفينس ون» و«اير فورس»، أن مشروع طائرة «إف 35» يواجه صعوبات جمة. فالطائرة التي تتميز بخاصية التخفي من الرادارات تكلفة تشغيلها عالية جداً و تصل إلى 36 ألف دولار لكل ساعة طيران وصيانتها معقدة ولا تتم إلا بإشراف مختصين من الشركة المصنعة وقطع غيارها غير متوفرة بالكم المطلوب هذا بالإضافة إلى تعرضها إلى أعطاب متكررة أدت إلى سقوطها عدة مرات. وتبين الأخبار أن المشكلة في مشروع تصنيع الطائرة تكمن في اعتماد وزارة الدفاع الأمريكية المشروع قبل نضوج التكنولوجيا المطلوبة حيث تمت الموافقة على العمل عليها بناء على تصاميم قبل التنفيذ وليس بناء على نموذج فعلي ومجرب. وقد أدى ذلك إلى فترة انتظار طويلة للوصول إلى الطائرة بوضعها الحالي والتي مازالت تحتاج إلى تطوير وتحسين.

الجدير بالذكر أن مشروع الطائرة يتشارك فيه عدة دول ومن ضمنها بريطانيا كشريك أساس وهولندا وإيطاليا والدنمارك ودول أخرى. وتم إخراج تركيا مؤخراً منه نظراً لشرائها المضادات الجوية الروسية «إس 400» مما أزعج الولايات المتحدة. أما الدول التي استطاعت أن تحصل عليها فتضم إسرائيل وسنغافورة.

وكلنا يذكر الأخبار التي تصدرت الصحف وأشارت إلى أن هذه الطائرة موقع خلاف بين الإمارات وإسرائيل خلال توقيع اتفاقية السلام. حيث أكدت الأخبار أن إسرائيل تمانع حصول الإمارات على «إف 35». ونعلم أن الإدارة الأمريكية الجديدة أوقفت مؤقتاً بيع هذه الطائرة للإمارات.

عموماً، تتجه وزارة الدفاع الأمريكية الآن لاتخاذ قرار نهائي حول مواصلة تطوير الطائرة من عدمه. وأغلب التخمينات تميل نحو اعتماد تصنيع الطائرة بدون تطوير إضافي ومن ثم وقف المشروع كلياً والاتجاه إلى خيارات أخرى. فوزارة الدفاع الأمريكية قلقة من وصول الصين إلى قدرة تصنيع طائرات حربية من الجيل السادس قبل أمريكا مما يجعل مشروع طائرة «إف 35» في وضع حرج لأنها تعد من الجيل الخامس الذي سرعان ما قد يصبح قديماً.

أحياناً، «التأخيرة فيها خيرة»، والله أعلم.