كما توقعنا، أنه سيتم فرض إغلاق جزئي للحد من تفشي فيروس كورونا (كوفيد19)، الأمر الذي أعادنا من جديد إلى الإغلاق الجزئي مع بداية ظهور الأزمة قبل قرابة عام و4 أشهر، حيث عدنا إلى نقطة الصفر.. تلك الإغلاقات التي طالت معظم الأنشطة التجارية، بما فيها دور السينما، التي كانت من أكثر القطاعات التي عانت الأمرين جراء الإغلاق الطويل والخسائر المتواصلة، لكنها ما لبثت أن فتحت أبوابها قبل نحو أسبوعين لتعاود الإغلاق من جديد و«يا فرحة ما تمت».

الإجراءات التي أقرها الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد19)، كانت حاسمة لوقف نزف الزيادات في الحالات القائمة والوفيات التي حدثت خلال الفترة الماضية كما يقال في المثل «تجري الرياح بما لا تشتهي السفن»، لتأتي مضامين الرسالة الملكية السامية التي تفضل بها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، للمواطنين والمقيمين لتطمئن الجميع بأن المملكة ستتجاوز المحنة إلى بر الأمان، الأمر الذي يتطلب الالتزام التام بالإجراءات الاحترازية كل في موقعه لعودة الحياة والأنشطة التجارية والاقتصادية إلى طبيعتها.

هذا الإغلاق يعيد إلى الإذهان الخسائر التي تعرض لها التجار وخاصة الصغار منهم، وما عانوه خلال فترة الإغلاق منذ مارس 2020 والتي استمرت قرابة 6 أشهر ونيف، حيث جاءت حزمة الدعم المالية والاقتصادية بقيمة 4.3 مليارات دينار لإنقاذهم من الإفلاس، وقد تكون درساً لبعضهم في تنويع محافظهم الاستثمارية، ولكن مع الإغلاق الحالي يمكن أن يتعرض التجار لخسائر أكبر، فهل يا ترى استفاد التجار من الأزمة في بداياتها للتفكير جلياً في خطط استثمارية بديلة؟!

إن القرارات التي اتخذها فريق البحرين بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء حفظه الله ورعاه، مدروسة وحكيمة وجاء توقيتها مناسباً في ظل الوضع الراهن، لتجاوز الظروف الاستثنائية، وخصوصاً أن معظم إصابات «كورونا» كان سببها التجمعات.

كلي أمل أن تزول الجائحة في أقرب وقت ممكن؛ حتى نتحاشى الخسائر التي شهدناها في الفترة الماضية، إذا ما رأينا أن معظم القطاعات بدأت للتو تتنفس الصعداء، وقد استبشرنا خيراً ببدء تدفق الأشقاء السعوديين إلى البحرين لإنعاش القطاع السياحي والتجاري. إن ذلك يعتمد على وعي أفراد المجتمع والتزامهم بتطبيق الإجراءات الاحترازية.. وكل ذلك من أجل مصلحة البحرين.

* سيدة أعمال ومحللة اقتصادية