نبارك لجميع الخريجين وذويهم متمنين لهم مزيداً من التوفيق في حياتهم الجامعية والعملية، سنتان استثنائيتان في تاريخ التعليم في البحرين، حيث كانت المنظومة التعليمية تمارس التعليم عن بُعد مع تطور ملحوظ منذ بداية الجائحة في النظام، إلا أن عجلة التعليم استمرت بالرغم من ظروف الجائحة التي مازالت تعصف بكل دول العالم.

سيفتقد الكثير من الطلاب المهارات الشخصية والحياة الاجتماعية التي حرموا منها جراء هذه الجائحة، والتي كانت من المكونات الرئيسة لتبلور الشخصية في ساحات المدارس وأروقتها من خلال الالتحام والاحتكاك والتعامل المباشر مع المختلفين عنهم، فالتعليم عن بُعد قد سلب كل هذه المميزات التي حصلت عليها الأجيال التي سبقت هذه الجائحة.

في الجانب المقابل استطاع هذا الجيل خوض هذه التجربة في الدراسة عن بُعد، والابتعاد عن الساعات الطويلة في الصفوف، والدراسة بنظام الجامعات منذ المرحلة الثانوية وذلك بالدراسة الذاتية في معظم الوقت، إلا أنه بطبيعة الحال وبالأخص للمرحلة الابتدائية فإن أولياء الأمور هم من يستحقون الإشادة والتقدير جراء انهماكهم في أداء الفروض المنزلية وحضور الحصص الدراسية نيابة عن أبنائهم.

وبالنظر إلى عدد المتفوقين الكبير في هذا العام نتيجة الاختبارات النهائية التي أقيمت عن بُعد كذلك، فهل سيكون كل هؤلاء الطلبة مؤهلين للحياة الجامعية وصعوبتها، وهل ستكون خامات هؤلاء الطلبة كمن سبقوهم أم لا؟

المهارات الشخصية هي جزء لا يتجزأ من تركيبة الفرد، وهي تمشي بطريق متوازٍ مع الشهادة الجامعية، ولذلك فإن تنمية وتطوير مهارات الأبناء الشخصية من خلال تنويع مصادر التعلم والخوض في التجارب وغيرها هي ما سيكون العلامة الفارقة للفرد، فالجميع يحمل شهادة جامعية في عصرنا الحالي، ولكن القليل منهم من يمتازون وسط الزحام وذلك بسبب مهاراتهم الشخصية من ذكاء اجتماعي ومهارات فنية متنوعة، وذلك ما على أولياء الأمور الالتفات إليه خلال هذه الإجازة الصيفية والتركيز على مهارات أبنائهم الشخصية بعيداً عن الحلم الأكاديمي منفرداً.