الأخونجية الصعاليك في مملكة البحرين بدؤوا في تقسيم البلاد إلى قسمين وهما «مسلم» و «متصهين»، فالمؤيد لاتفاقية السلام والذي جاءت بمنطلقات مملكة البحرين بقائدها حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه وأدام عزه والقائمة على التعايش والتآخي بين جميع الطوائف والأعراق يوصف بأنه «متصهين»، أما من يقف مع رأيهم ويساندهم فيما يقولونه فيقال عنه «مسلم».

إذاً من الذي يقسم المجتمع البحريني ويصنع الفتنة بين الشعب الواحد، أليس تلك المنطلقات نفسها التي تسببت بأزمة لأشقائنا في جمهورية مصر وبالتحديد بعد ثورة ٢٣ يوليو؟ أليس هذا التقسيم نفسه الذي روج إليه «الأخوان المسلمين» في مصر و«القاعدة» و «داعش» بأن حكومات العالم العربي وصفوهم بأنهم ليسوا مسلمين وصهاينة وطغاة وغيرها من التصانيف التي جعلت شبابنا العربي يتسارع للانتماء إلى تلك الجماعات المتطرفة.

هذا واقع اليوم نعيشه في البحرين، ولا نلقى جهة رقابية تحاسب قيادات الأخونج الصعاليك على نشرهم لتلك المفاهيم الخاطئة والتي تقسم شعب مملكة البحرين، أيعقل بأن يقال ذلك في حسابات قيادات أخونجية في بلادنا والجهات المعنية والتي يجب بأن تتخذ إجراءاتها ضد من يروج لهذا التقسيم في وضع «الصامت»!، وهذا يعارض تماماً رؤية سيدي جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه في التصدي للفكر المتطرف والذي لا يعبر عن البحرين وشعبها.

فالبحرين ومنذ تأسيسها قبل ٥ آلاف سنة وهي تضم الجميع وتحتضن كافة الديانات من دون المساس بأي عرق أو طائفة ويمارس بها الشعائر الدينية بحرية، وأننا كمسلمين موحدين لله نؤدي فروض الصلاة ونزكي ونصوم ونؤدي أركان الإسلام، تأتي جماعة إرهابية متطرفة في البحرين وتتهم الكتاب والمؤيدين لاتفاقية السلام بأنهم متصهينون، هذه جريمة ترتكب أمام أعين الجهات ذات العلاقة، وهي من أبشع الجرائم التي جندوا بها إرهابيين ومتطرفين في دول شقيقة وتسببت بتفجيرات واستهداف لرؤساء دول ومصر خير شاهد على ذلك، فالرسالة من الآخر «احكموا قبضتكم عليهم قبل أن يصنعوا الفوضى ويجندوا جيشاً وعتاداً يصعب بعد ذلك السيطرة عليهم، فأحداث ٢٠١١ كانت درساً مؤلماً وعلينا اليوم تطبيق ما تعلمناه».