سلَّطت صحيفة الوطن مشكورة الضوء على أهم وأبرز ما تعانيه مدينة سلمان بالمحافظة الشمالية من نقص في الخدمات الأساسية، وذهبت بنفسها هناك لتلقي نظرات واقعية على هذا النقص، كما التقت ببعض أهالي المنطقة الذين عبروا بدورهم عن احتياجاتهم الرئيسية لكثير من الخدمات «المفقودة».

أجمل الأهالي نقص الخدمات الأساسية في عدم وجود مركز صحي للمدينة، وكذلك افتقار المدينة الكبيرة الجديدة لرياض أطفال ومدارس ومساجد ومخابز وبرادات ومطاعم، إضافة إلى عدم وجود أبراج الاتصالات فيها، ما شكل انقطاع أهالي المدينة عن العالم، وتأثر الطلبة بشكل مباشر وبطريقة سلبية خلال الدراسة عن بعد، وذلك لعدم وجود شبكة اتصال تربطهم بمدارسهم وتعليمهم!

هذه النواقص في المدينة كان يجب أن تُشيد قبل بناء المنازل فيها، فلا ينفع أن نبني منزلاً فيه مجموعة من المواطنين، ثم نجبرهم على الخروج بشكل يومي لتوفير أبسط مقومات الحياة، كشراء الخبز والماء. كما يجب أن تحتوي على مركز صحي لتفادي تعرض بعض أصحاب الأمراض المزمنة والحالات الطارئة والحرجة لمخاطر إصابتهم بنوبات قاتلة لو لم يتم إسعافهم وتقديم العلاج لهم بشكل مباشر. وهذا لا يكون إلا بوجود مركز صحي في المدينة.

نعود لنقول ونكرر إن بناء أي مدينة سكنية، لا بد أن يسبقه إنشاء بنية تحتية وخدماتية قوية، وألا تأتي تلكم الخدمات في وقت ضائع أو مُتأخر، أو بعد أن يقوم أهالي المدينة السكنية بمطالبة الجهات المعنية بتوفير كل هذه الامتيازات التي من المفترض أن تكون قائمة قبل سُكْناهم فيها.

نعم، قد تكون هناك مشاريع مستقبلية مهمة مُدرجة على جدول مخططات تلك الجهات، لكننا نتحدث اليوم هنا عن فقدان الخدمات الرئيسية وليس المشاريع المستقبلية. كما كان من المفترض أن توضح وزارة الإسكان أو بعض الوزارات الخدمية هذا الأمر بشكل مريح وصريح قبل أن يلجأ المواطن إلى الإعلام ليوضح لنا الواضحات، ونقص الخدمات.

إن أهالي مدينة سلمان الكرام ينتظرون الردود الرسمية من الجهات المعنية من أجل إعلامهم متى سوف تتوافر الخدمات التي يطالبون بها في مدينتهم، بل إننا توقعنا أن تستفيد الجهات الرسمية من واقع تجاربها الممتدة أكثر من نصف قرن من تفادي سلبيات ونواقص المدن الإسكانية السابقة حتى لا تتكرر في المشاريع الحاضرة، لكنها لم تفعل، إذ كررت ذات الأخطاء الواضحة.