منذ بداية الجائحة، والجميع يتحدث عن الخطوات المتميزة التي نفذها فريق البحرين بقيادة سمو ولي العهد رئيس الوزراء للتصدي لها والقضاء عليها.

والجميع شاهد، وعايش، وعمل ضمن هذا الفريق، كل من موقعه، وحقق إنجازاً كبيراً، واستطاع أن يقدم الكثير، وحفظ البحرين وشعبها وساعد بتقليل الخسائر قدر المستطاع.

البعض وكعادته شكك بهذه المنجزات، ولكن الشمس التي لا يغطيها «غربال» كانت ساطعة لتلجم أفواههم، وترفع من اسم البحرين عالياً.

شاهدت المؤتمر الصحافي الذي حضره مدير عام منظمة الصحة العالمية، وسمعت حديثه بعد الترجمة، ثم عدت مرة أخرى للاستماع إليه باللغة الأصلية، وكانت نبرة صوته وتعابير وجهه تتحدث وتسابق كلمات الانبهار التي ينطق بها.

ما فعله مدير عام الصحة العالمية، له بعدين، داخلي وخارجي، وسأبدأ بالداخلي أولاً، حيث ذكرنا بأن ما نعيشه واعتدنا عليه يومياً خلال هذه الفترة، ليس متوافراً في كل الدول، وأنه منجز عظيم يستحق الإشادة.

أما خارجياً، فلتصريحاته صدى كبير حول جزيرة صغيرة في وسط العالم، حققت ما لم تحققه الدول العظمى، وأن قيادتها وضعت صحة شعبها بمواطنيه ومقيميه نصب أعينها وأولى أولوياتها.

وتعجبت أنا شخصياً عندما عرفت أن البحرين قدمت 19 بحثاً علمياً حول الجائحة، وهو رقم لم يتم الإعلان عنه سابقاً، فالمملكة لم تكتف بخدمة شعبها، بل بتصدير معرفتها وخطواتها وعلمها إلى الخارج.

النعمة التي اعتدنا عليها، يتمنى غيرنا ربعها، يتمنى أن يجد اللقاح على الأقل، أو علاج، أو سرير عناية مشددة، وربما حتى يتمنى أن يجد من يدفنه حال وفاته.

وأتذكر جيداً في بدايات الجائحة، عندما كنا نكتب عن عظمة إنجازات البحرين، اتهمنا البعض بالتطبيل والمبالغة، ومحاولة صرف النظر عن بعض الهفوات التي لا تكاد تذكر، واليوم أتمنى أن أسمع أصواتهم بعد الإشادة الدولية الكبيرة، هل سيستمرون على موقفهم أم عادوا إلى رشدهم؟.

البحرين نعمة، دائماً ما يجب أن نضع هذه العبارة نصب أعيننا، والأجمل لو أننا استطعنا أن نكون جزءاً من هذه النعمة، نقدم لها كل ما نستطيع شكراً وعرفاناً ومساهمة برفعتها وسموها.

آخر لمحة

الوباء لم ينته، وإن تم تخفيف التدابير والاحترازات، إلا أن الحذر المطلوب، كي لا نعود لمربع شهر مايو لا قدر الله.