دجاجة واحدة مقابل كل جرعة لقاح!.. الخبر ليس خيالاً أو عبارة عن نكتة حديثة، بل هو حقيقة تم رصدها وإعلانها حتى من خلال وسائل الإعلام الرسمية في إحدى الدول، كحل أمثل لمحاربة الفقر وللحث على أخذ اللقاح المضاد لفيروس كورونا وسلالاته المتحورة.الخبر الذي انتشر بسرعة، أثار سخرية الكثير على ما يبدو من مجتمعاتنا واستهوان البعض بثقافة المجتمعات الأخرى والتي تتسم بقلة التحضر وقلة التعليم والصحة، بالإضافة إلى اعتبارها من الدول الفقيرة جداً مقابل كثافة تعدادها السكاني العالي وخاصة دول شرق آسيا على اعتبار أن منهجهم في محاربة أزمة كوفيد يثير الاستغراب، وهو أمر لا أتفق معهم على الرغم من وصولنا إلى صفر% من نسبة عديمي التعليم.ولأنني بالأساس سيدة أرقام واقتصاد، فإن منتسبي الجهل لا يعنوني مطلقاً، خصوصاً بعد تجاربي الشخصية بأخذ التطعيمات 3 مرات لأسباب خاصة وقناعتي الشخصية مع إدراكي لضحل معلوماتي الطبية بسبب أنني لست من أهل الاختصاص الطبي مطلقاً وأترك هذا الأمر لفريقنا الطبي الوطني مع كل الشكر والتقدير على ما يقدمونه من توضيح بما يتناسب مع قناعات المجتمع.لكن وجب التنويه على مدى الخسارة التي لحقت بالبحرين أيضاًَ جراء أزمة كورونا، والتي تعد جزءاً من خسارتنا الاقتصادية جميعاً بسبب هذه الثقافة، حيث لم يخلُ بيت كريم لمواطن أو مقيم في مملكة البحرين الغالية، إلا وأصابته خسارة مادية أو اجتماعية أو فقدان حبيب وغالٍ أو معيل جراء هذه الأزمة الصحية العابرة، وهو أمر ليس سهلاً علاجه على مدى سنين على أقل تقدير!.حسابياً، وبمراجعة سريعة للتذكير، كنا بصدد احتواء أزمة الدين العام خلال 5 سنوات منذ العام 2019 خلال خطة الخماسية كما كتبت مسبقاً بمقدار 12 مليار دينار من خلال تخفيض المصاريف ورفع اشتراكات القطاع الخاص والاستثماري واعتماد نهج اقتصادي بديل عن النفط، والآن نحن في خطة طوارىء قصوى وحالة استنفار بسبب الوضع الاقتصادي والصحي بضخ سيولة لإنقاذ ما تبقى من شكل المؤسسات والشركات بمبالغ تفوق 4,5 مليار دينار وهي الحزمة المالية والاقتصادية التي أقرت بهدف الإنعاش الاقتصادي، علماً بأني أكاد أجزم أنه لايوجد شخص يستطيع إقناعي بأنه يعيش حالة ربحية ممتازة حتى المطاعم النشطة.الآن ونحن على وشك الخروج من عنق زجاجة «كورونا» من خلال تدني الحالات بشكل كبير صرفت خلالها الدولة مشكورة ميزانية ضخمة ومفتوحة من فحوصات وعلاج وأطباء وتوفير اللقاحات بشتى أنواعها لإنقاذ البلاد من الأزمة الصحية الاستثنائية، ونتفاجأ بخروج المشككين في الفريق الوطني الطبي، بشتى أنواع فرضياتهم وهو أمر غير مقبول على الإطلاق، فهم نفسهم من لا يختلفون عن من يجب إقناعم بدجاجة مقابل اللقاح على ما يبدو.* سيدة أعمال ومحللة اقتصادية