سبحانك اللهم كيف تدبر الأمور وكيف تدور الدوائر وكيف يُسقى الناس بذات الكؤوس التي سقوها لغيرهم، وكيف يُكشف زيف الادعاءات ووهم الشعارات، كل تلك العبر نراها الآن في الأحداث في قطر.
قد يقول قائل لا تستعجلون غداً تهدأ الأمور ويتصالحون مع المعترضين، نجيب بنعم ذلك وارد، إنما لا يهمنا ما تؤول إليه الأمور، ما يهمنا هو لحظة سقوط القناع الكبرى وانكشاف التشوه الخلقي.
سبحان الله كيف نجحت دولة طوال عقدين من الزمان بلا دستور ولا أي شكل من المشاركة الشعبية أن تسوق نفسها حامي حمى الديمقراطية في العالم العربي، ونصيرة الثورات وحقوق الشعوب المظلومة؟
كيف تغاضى من يلجأ لها ولإعلامها عن واقعها المتناقض مع دعواها؟ قد نلتمس له عذراً لأن القطريين كانوا راضين أن لا يكون لهم دور بالمشاركة في القرار، وأنه ليس هناك ما يستوجب الاعتراض لتكون لهم معارضة، وليس هناك حاجة لمشاركة ولاعتراض ولرأي آخر.
إنما الأمر أصبح محرجاً للغرب المساند أصبح الأمر يفتح باب الأسئلة خاصة مع قدوم هذه الإدارة الأمريكية الداعمة أن يكون "حليفاً" غير ديمقراطي ولا يتشارك معهم في قيمهم وعلى رأسها الديمقراطية والمساواة وعدم التمييز والعدالة والإنصاف وحق التعبير.
لذلك ثم حين قرر النظام القطري الاستجابة ومنح شعبه حق المشاركة في صناعة القرار بعد إخلافه للوعود لما يقارب العشرين عاماً، كشف عن وجهه الحقيقي وعلاقته بالعدالة والإنصاف والمساواة وعدم التميز وحق التعبير وحق المشاركة في إدارة شؤون الدولة، فسقط القناع سقوطاً مدوياً وكشف عن حجم التشوهات التي لا تتفق بأي صورة من الصور مع قيم غربية طالما صدعوا رؤسنا بها.
كشف النظام من خلال قرار داخلي واحد عن حقيقة لا يتخللها الشك بأنه نظام لا يؤمن لا بديمقراطية ولا بمساواة ولا عدالة ولا إنصاف ولا مشاركة ولا حقوق ولا يؤمن بحق الاعتراض أو الاختلاف، تلك الحجة التي حرض بها شعوب العالم على الانتفاضة والثورة وقلب الأنظمة وسقوط الدول، اليوم ينكشف وجهه الحقيقي هو وأدواته وعلى رأسهم جزيرته التي صمتت ولم تنقل الاحتجاجات التي يتحدث بها العالم أجمع والتي تجري على بُعد أمتار منه.
أين مَن كان يلبس البدلة العسكرية ويجلس في قاعة كلها شاشات تنقل له مطاردة القذافي في أنحاء ليبيا مقنعاً نفسه أنه قائد عسكري يدير معركته الخاصة لمجرد أنه حرض ومول الانقلاب بحجة الدفاع عن الديمقراطية؟ أين مَن هدد مصر وسحب مبلغاً أودعه في بنوكها حتى يتراجع السيسي عن قراره ويذل به الشعب المصري بحجة الدفاع عن حقوق الأقليات؟ أين مَن قال إن السعودية لن تكون موجودة بعد عشرة أعوام؟ أين مَن قال للإرهابيين البحرينيين نريد دماءً في الشوارع حتى ننقل الأحداث؟ أين مَن مول الأخوان في تونس ونصح قيس بن سعيد قبل أيام بأن يعود للديمقراطية ويتمسك بها؟ أين مَن تحرك شمالاً وجنوباً دفاعاً عن حق الشعوب في المشاركة في الحكم؟ تعتقدون أن له عيناً أن يتحدث الآن عن عدالة ومساواة وحقوق ومشاركة؟ تصدقون أن الجواب هو نعم، إذ حين يعلق حمد بن جاسم عراب الثورات وانتفاضات الشعوب وفيلسوف المنطق والحكمة على أحداث قطر "إن طاعة ولي الأمر واجب" ناسفاً كل ما دعى وتفلسف به!! نعم بكل عين وقحة يستطيع أن يكذب ويزور ويكيل بألف مكيال دون أن يرف له جفن وعينه مفتوحة!!
الأمر الآخر فيما يخص الأحداث في قطر سألني أحدهم دعوا عنكم "الجزيرة" بل أين السي أن أن؟ أين البي بي سي؟ أين رويتر أين وكالات الأنباء الغربية؟ لا أحد ينقل الأحداث هناك، لماذا يا تُرى؟ أجبته لأنه باختصار مازال في الضرع حليب لم يُحلب بعد، لا يريدون إيقاع الضرر بضرعهم الذي يحلبونه حتى يجف إلى آخر قطرة، سيغضون الطرف ويتصنعون عدم الاهتمام بل وسيحاولون إنقاذه قدر المستطاع لأن هناك مشاريع هنا وهناك لم تنتهِ تحتاج لتمويل وهو حاضر لا يرد لهم طلباً.
ليس الأمر إذاً ما ستؤول إليه أحداث قطر، ربما يُلغى القانون ربما يتم الصلح بينهم وبين آل مرة، ربما تتصاعد الأحداث وتخرج عن السيطرة، ما يهم أن العالم كله شاهد التشوهات الخلقية لحظة سقوط القناع.
{{ article.visit_count }}
قد يقول قائل لا تستعجلون غداً تهدأ الأمور ويتصالحون مع المعترضين، نجيب بنعم ذلك وارد، إنما لا يهمنا ما تؤول إليه الأمور، ما يهمنا هو لحظة سقوط القناع الكبرى وانكشاف التشوه الخلقي.
سبحان الله كيف نجحت دولة طوال عقدين من الزمان بلا دستور ولا أي شكل من المشاركة الشعبية أن تسوق نفسها حامي حمى الديمقراطية في العالم العربي، ونصيرة الثورات وحقوق الشعوب المظلومة؟
كيف تغاضى من يلجأ لها ولإعلامها عن واقعها المتناقض مع دعواها؟ قد نلتمس له عذراً لأن القطريين كانوا راضين أن لا يكون لهم دور بالمشاركة في القرار، وأنه ليس هناك ما يستوجب الاعتراض لتكون لهم معارضة، وليس هناك حاجة لمشاركة ولاعتراض ولرأي آخر.
إنما الأمر أصبح محرجاً للغرب المساند أصبح الأمر يفتح باب الأسئلة خاصة مع قدوم هذه الإدارة الأمريكية الداعمة أن يكون "حليفاً" غير ديمقراطي ولا يتشارك معهم في قيمهم وعلى رأسها الديمقراطية والمساواة وعدم التمييز والعدالة والإنصاف وحق التعبير.
لذلك ثم حين قرر النظام القطري الاستجابة ومنح شعبه حق المشاركة في صناعة القرار بعد إخلافه للوعود لما يقارب العشرين عاماً، كشف عن وجهه الحقيقي وعلاقته بالعدالة والإنصاف والمساواة وعدم التميز وحق التعبير وحق المشاركة في إدارة شؤون الدولة، فسقط القناع سقوطاً مدوياً وكشف عن حجم التشوهات التي لا تتفق بأي صورة من الصور مع قيم غربية طالما صدعوا رؤسنا بها.
كشف النظام من خلال قرار داخلي واحد عن حقيقة لا يتخللها الشك بأنه نظام لا يؤمن لا بديمقراطية ولا بمساواة ولا عدالة ولا إنصاف ولا مشاركة ولا حقوق ولا يؤمن بحق الاعتراض أو الاختلاف، تلك الحجة التي حرض بها شعوب العالم على الانتفاضة والثورة وقلب الأنظمة وسقوط الدول، اليوم ينكشف وجهه الحقيقي هو وأدواته وعلى رأسهم جزيرته التي صمتت ولم تنقل الاحتجاجات التي يتحدث بها العالم أجمع والتي تجري على بُعد أمتار منه.
أين مَن كان يلبس البدلة العسكرية ويجلس في قاعة كلها شاشات تنقل له مطاردة القذافي في أنحاء ليبيا مقنعاً نفسه أنه قائد عسكري يدير معركته الخاصة لمجرد أنه حرض ومول الانقلاب بحجة الدفاع عن الديمقراطية؟ أين مَن هدد مصر وسحب مبلغاً أودعه في بنوكها حتى يتراجع السيسي عن قراره ويذل به الشعب المصري بحجة الدفاع عن حقوق الأقليات؟ أين مَن قال إن السعودية لن تكون موجودة بعد عشرة أعوام؟ أين مَن قال للإرهابيين البحرينيين نريد دماءً في الشوارع حتى ننقل الأحداث؟ أين مَن مول الأخوان في تونس ونصح قيس بن سعيد قبل أيام بأن يعود للديمقراطية ويتمسك بها؟ أين مَن تحرك شمالاً وجنوباً دفاعاً عن حق الشعوب في المشاركة في الحكم؟ تعتقدون أن له عيناً أن يتحدث الآن عن عدالة ومساواة وحقوق ومشاركة؟ تصدقون أن الجواب هو نعم، إذ حين يعلق حمد بن جاسم عراب الثورات وانتفاضات الشعوب وفيلسوف المنطق والحكمة على أحداث قطر "إن طاعة ولي الأمر واجب" ناسفاً كل ما دعى وتفلسف به!! نعم بكل عين وقحة يستطيع أن يكذب ويزور ويكيل بألف مكيال دون أن يرف له جفن وعينه مفتوحة!!
الأمر الآخر فيما يخص الأحداث في قطر سألني أحدهم دعوا عنكم "الجزيرة" بل أين السي أن أن؟ أين البي بي سي؟ أين رويتر أين وكالات الأنباء الغربية؟ لا أحد ينقل الأحداث هناك، لماذا يا تُرى؟ أجبته لأنه باختصار مازال في الضرع حليب لم يُحلب بعد، لا يريدون إيقاع الضرر بضرعهم الذي يحلبونه حتى يجف إلى آخر قطرة، سيغضون الطرف ويتصنعون عدم الاهتمام بل وسيحاولون إنقاذه قدر المستطاع لأن هناك مشاريع هنا وهناك لم تنتهِ تحتاج لتمويل وهو حاضر لا يرد لهم طلباً.
ليس الأمر إذاً ما ستؤول إليه أحداث قطر، ربما يُلغى القانون ربما يتم الصلح بينهم وبين آل مرة، ربما تتصاعد الأحداث وتخرج عن السيطرة، ما يهم أن العالم كله شاهد التشوهات الخلقية لحظة سقوط القناع.