قبل عشرين عاماً قال الرئيس الأمريكي آنذاك جورج بوش الابن في مؤتمر صحفي شهير إن مرحلة حركة طالبان انتهت، وسوف نعمل -أي الأمريكان- على خلق مجتمع أفغاني يتمتع بالحرية والكرامة.
واليوم اتضح بأن حركة طالبان خسرت معركتها مع الأمريكان آنذاك، لكنها ربحت الحرب على الأمريكان، وذلك بفضل الأمريكان أنفسهم الذين قرروا الانسحاب من البلد الذي فشلوا في خلق مجتمع يتمتع بالحرية والكرامة فيه مثلما وعد بوش.
الولايات المتحدة دخلت أفغانستان تحت ذريعة محاربة الإرهاب ومطاردة أسامة بن لادن، هذا كان الشعار المرفوع، لكن المضامين الخفية كانت الرغبة في وضع يد للسيطرة في هذه المنطقة على مقربة من روسيا وخيرات بحر قزوين، لكنه كان سيناريو مشابهاً تماماً لما فعلوه بالعراق، حينما رفعوا شعارهم بشأن إسقاط صدام حسين وإنقاذ العراقيين، والحقيقة كانت لأجل ابتلاع خيرات العراق ونفطه ثم تركه لإيران لتحوله لولاية تابعة لها ليتشرذم العراقيون وتتحول بلادهم لبؤرة صراع متقدة.
مثلما فشلت أمريكا في فيتنام، هاهي تفشل في العراق وأفغانستان، فشل في تعزيز مواقع بسطت نفوذها عليها، لكنها نجحت في سلب خيراتها وتحويل حياة شعوبها إلى فوضى وتناحر.
حتى الآن المشهد العالمي شبه ضبابي، رغم أن بعض اللاعبين المؤثرين على الساحة الدولية اتجهوا لإعلان مواقفهم الأولية وتضمينها شرط الحفاظ على حياة الشعب الأفغاني وعدم تضرره، مثلما فعلت روسيا التي أعلنت استعدادها للتعاطي مع الحركة المتشددة، وهو موقف مخالف لبريطانيا التي أعلنت مندوبتها في الأمم المتحدة بأن طالبان لن تحصل على الشرعية الدولية، في وقت طالب فيه أمين عام الأمم المتحدة طالبان بـ«ضبط النفس»!
إيران أول المرحبين رسمياً بسقوط الدولة الأفغانية في يد طالبان، وهذا بحد ذاته مؤشر يستوجب البحث عما وراءه، إذ كشفت تقارير إخبارية أن حركة طالبان أخلت السجون التي تحتوي عناصر من تنظيمي داعش والقاعدة، وهما حركتان بعض قياداتهما موجودة في طهران رغم النفي الرسمي لذلك، في حين رحبت حركة حماس الفلسطينية بانتصار طالبان على «الاحتلال الأمريكي».
وبمناسبة ذكر الأمريكان، فحتى المشهد هناك غريب، إذ خرج دونالد ترامب لينتقد جو بايدن لإضعافه هيبة ونفوذ أمريكا، بينما بايدن نفذ الاتفاق الذي تم في عهد ترامب بسحب القوات الأمريكية! في مقابل تحذير قيادي سابق في الاستخبارات الأمريكية من «كارثة» في المنطقة إن ابتلعت طالبان أفغانستان، في ظل دعوات أوروبية تتزايد بشأن مخاوف تضييق طالبان على الحريات بالأخص حقوق المرأة، مستذكرين شواهد عديدة هاجمت فيها طالبان حتى الثقافة المخالفة لها كتفجيرها لتماثيل بوذا خلال الحرب مع الأمريكان.
الحركة المتشددة -والتي عودتها ستعيد معها حكم الغرب على الإسلام بأنه دين تشدد وتطرف- تعهدت بسلامة الشعب وممتلكاته في حين كشفت بعض اللقطات عن أعمال غير إنسانية بحق أفراد، وهو ما فسر التدافع الكبير للأفغانيين باتجاه الهرب مثلما كشفت لقطات الفيديو لسقوط أفغانيين تعلقا بطائرة أمريكية وسط احتشاد كثيف من الراغبين في الفرار.
الانسحاب الأمريكي العسكري فتح كل هذه الأبواب، بعد سنوات من الفشل في إعادة أفغانستان دولةً متكاملةً، خرج بايدن وكأنما لا يعنيه ما يحصل، وبعد بدء الفوضى عاد ليتحدث عن عودة أمريكية بأسلوب آخر!
العنوان الرئيسي للمشهد يقول بأن ”طالبان عادت“، والسؤال بشأن ماهية تداعيات هذه العودة على الجميع.
الحديث يطول وله بقية.
واليوم اتضح بأن حركة طالبان خسرت معركتها مع الأمريكان آنذاك، لكنها ربحت الحرب على الأمريكان، وذلك بفضل الأمريكان أنفسهم الذين قرروا الانسحاب من البلد الذي فشلوا في خلق مجتمع يتمتع بالحرية والكرامة فيه مثلما وعد بوش.
الولايات المتحدة دخلت أفغانستان تحت ذريعة محاربة الإرهاب ومطاردة أسامة بن لادن، هذا كان الشعار المرفوع، لكن المضامين الخفية كانت الرغبة في وضع يد للسيطرة في هذه المنطقة على مقربة من روسيا وخيرات بحر قزوين، لكنه كان سيناريو مشابهاً تماماً لما فعلوه بالعراق، حينما رفعوا شعارهم بشأن إسقاط صدام حسين وإنقاذ العراقيين، والحقيقة كانت لأجل ابتلاع خيرات العراق ونفطه ثم تركه لإيران لتحوله لولاية تابعة لها ليتشرذم العراقيون وتتحول بلادهم لبؤرة صراع متقدة.
مثلما فشلت أمريكا في فيتنام، هاهي تفشل في العراق وأفغانستان، فشل في تعزيز مواقع بسطت نفوذها عليها، لكنها نجحت في سلب خيراتها وتحويل حياة شعوبها إلى فوضى وتناحر.
حتى الآن المشهد العالمي شبه ضبابي، رغم أن بعض اللاعبين المؤثرين على الساحة الدولية اتجهوا لإعلان مواقفهم الأولية وتضمينها شرط الحفاظ على حياة الشعب الأفغاني وعدم تضرره، مثلما فعلت روسيا التي أعلنت استعدادها للتعاطي مع الحركة المتشددة، وهو موقف مخالف لبريطانيا التي أعلنت مندوبتها في الأمم المتحدة بأن طالبان لن تحصل على الشرعية الدولية، في وقت طالب فيه أمين عام الأمم المتحدة طالبان بـ«ضبط النفس»!
إيران أول المرحبين رسمياً بسقوط الدولة الأفغانية في يد طالبان، وهذا بحد ذاته مؤشر يستوجب البحث عما وراءه، إذ كشفت تقارير إخبارية أن حركة طالبان أخلت السجون التي تحتوي عناصر من تنظيمي داعش والقاعدة، وهما حركتان بعض قياداتهما موجودة في طهران رغم النفي الرسمي لذلك، في حين رحبت حركة حماس الفلسطينية بانتصار طالبان على «الاحتلال الأمريكي».
وبمناسبة ذكر الأمريكان، فحتى المشهد هناك غريب، إذ خرج دونالد ترامب لينتقد جو بايدن لإضعافه هيبة ونفوذ أمريكا، بينما بايدن نفذ الاتفاق الذي تم في عهد ترامب بسحب القوات الأمريكية! في مقابل تحذير قيادي سابق في الاستخبارات الأمريكية من «كارثة» في المنطقة إن ابتلعت طالبان أفغانستان، في ظل دعوات أوروبية تتزايد بشأن مخاوف تضييق طالبان على الحريات بالأخص حقوق المرأة، مستذكرين شواهد عديدة هاجمت فيها طالبان حتى الثقافة المخالفة لها كتفجيرها لتماثيل بوذا خلال الحرب مع الأمريكان.
الحركة المتشددة -والتي عودتها ستعيد معها حكم الغرب على الإسلام بأنه دين تشدد وتطرف- تعهدت بسلامة الشعب وممتلكاته في حين كشفت بعض اللقطات عن أعمال غير إنسانية بحق أفراد، وهو ما فسر التدافع الكبير للأفغانيين باتجاه الهرب مثلما كشفت لقطات الفيديو لسقوط أفغانيين تعلقا بطائرة أمريكية وسط احتشاد كثيف من الراغبين في الفرار.
الانسحاب الأمريكي العسكري فتح كل هذه الأبواب، بعد سنوات من الفشل في إعادة أفغانستان دولةً متكاملةً، خرج بايدن وكأنما لا يعنيه ما يحصل، وبعد بدء الفوضى عاد ليتحدث عن عودة أمريكية بأسلوب آخر!
العنوان الرئيسي للمشهد يقول بأن ”طالبان عادت“، والسؤال بشأن ماهية تداعيات هذه العودة على الجميع.
الحديث يطول وله بقية.