مع اقتراب عودة الطلبة للمدارس وعودة الحياة للعجلة الدراسية، فالبعض ينتقل من مرحلة أكاديمية إلى أخرى وهناك أخيراً انتقال طلاب المرحلة الثانوية إلى مرحلة جديدة في حياتهم وهي المرحلة الجامعية التي تعد المحطة الرئيسة قبيل انتقالهم للحياة الحقيقية وميادين العمل.
هذه الشريحة بالذات هي الشريحة الرئيسة التي يجب التركيز عليها خلال اختيارهم لتخصصاتهم الجامعية، ولنضع «اختيارهم» بين قوسين لأهمية هذا المصطلح في حديثي اليوم، حيث أن هذا الخيار هو ما سيحدد مستقبل الطالب وسيشكل مسيرة حياته بناء على هذا الخيار.
فكثير من الناس تصل نسبتهم إلى أكثر من ٦٠٪ حسب دراسة إحدى الجامعات الأمريكية يعملون في غير تخصصاتهم الدراسية، ومجال حياتهم مختلف تماماً عن تخصصاتهم الدراسية ! ولذلك يحاول الكثيرون منهم التعويض في دراساتهم العليا وقليل من يفعل ذلك ليوازن بين مجال حياته وتخصصه الجامعي ليحقق المعادلة المثالية للنجاح.
ولأهمية هذا الأمر فإن على أولياء الأمور والطلبة ذاتهم أن يحرصوا على اختيار تخصصهم الجامعي حسب ميولهم وقدرتهم وحبهم للتخصص، وليس لغرض العمل فقط أو الحصول على شهادة تعلقها في الغرفة كنوع من البرستيج والديكور، فمن يعمل فيما لا يحب تجده عديم الشغف بما يعمل ولذلك تجده يذهب إلى العمل كنوع من الروتين فقط.
ولذلك على أولياء الأمور أن لا يحققوا أحلامهم الشخصية باختيار تخصصات أبنائهم نيابة عنهم، بل أن يفسحوا لهم المجال بالعثور على ميولهم وشغفهم لاختيار التخصص الذي يناسبهم وبذلك يكون مجال حياتهم كتخصصهم الجامعي الذي سيكون نتيجته الإبداع والعمل بشغف بعيداً عن التملل والروتين.