أكثر نعمة نحمد الله عز وجل عليها هي «الأمن والأمان» في بلادنا البحرين، نعمة فقدتها شعوب ودمر غيابها دولاً وأسقطت بغيابها حضارات، وعليه فإن الدعاء الدائم الذي ندعو به هو أن يديم الله على بلادنا نعمة الأمن والأمان.
ولتحقيق هذه النعمة فإن الله يسخر لك الأسباب ويدفع الناس إلى العمل بجهد لتحقيقها، وهذا ما دأبت عليه بلادنا من خلال قيادة جلالة الملك حفظه الله مؤسس قوة دفاع البحرين ومخطط مسيرتها الناجحة، وبفضل جهود رجال مخلصين لا يتوانون عن التضحية بأنفسهم من أجل هذا الوطن، في مقدمتهم معالي الرجل القوي المشير الشيخ خليفة بن أحمد أعانه الله وسدد خطاه وحفظه مع رجاله البواسل.
تفقد المشير قبل يومين جهوزية وحدات قوة دفاع البحرين، ووقف على تأهب رجالها الأبطال في أداء مهامهم لحفظ البحرين في حال لا قدر الله تربص لنا الأعداء والحاقدون، ومثل هذه الأخبار والصور رسائلها موجهة إلى شعب البحرين ومن يقيم فيها بأن هذا البلد محفوظ ومصون أمنه بإذن الله، وإلى من مازال يحاول الكيد لنا أنه دون هذه الأرض رجال يحمونها.
البحرين مرت عبر العقود بمحاولات استهداف واستنهاض للعداء تجاهها، وكانت كلها من جهات وأطراف لها أطماعها ولها أحقادها تجاه بلادنا، بلادنا هذه التي تأسست وترسخت فيها ثوابت السلام والتعايش والطيبة، وغرس فيها حكامها آل خليفة الكرام شيم الأخلاق الرفيعة والصداقة الصادقة والسعي في الخير مع كل من يبادلنا نفس المشاعر الصادقة؛ فالبحرين لم تكن ولن تكون مبادرة في أذى الآخرين، بل هي التي تحملت كثيراً ما طالها من أذى ومنحت الفرص تلو الأخرى ليعود المعتدي والمتآمر عما يكيده لها.
ولأن هذه هي النوايا البحرينية الصادقة، ولأن هذا هو نهج حكامها، وهذه هي أخلاقيات التسامح ونقاء القلب التي يتميز بها ملكنا الملك حمد حفظه الله وأطال في عمره، وتأصل عليها شعب البحرين الطيب المتسامح كتب الله لبلادنا أن تخرج من كل كيد وعداء سالمة غانمة، محفوظاً أمنها ومفضوحاً من يخطط ضدها.
ينشط الكارهون اليوم ويتعالى صوت من باعوا أوطانهم مقابل الولاء لإيران ليستهدفوا البحرين مجدداً، يعيدون طرح نفس الأمور التي يفبركونها ويضخمونها، يسعون لكسب أصوات متضامنة معهم، لكن المؤسف لهم أن العالم أغلبه انشغل عنهم بأمورهم، إذ هناك من يحاول استعادة توازنه بعد كورونا، في حين ملفات عديدة طرأت باتت تمثل أهمية قصوى لمن كان يدعمهم ويعيرهم جزءاً من وقته؛ فالأوضاع المتفجرة في بعض الأماكن اليوم باتت تداعياتها تفرض أولوياتها عن دعم جماعات تستخدم الإرهاب لتحقيق أجنداتها ضد استقرار وأمن الدول.
اليوم من يحاول أن يستهدفك في أمنك ويهز استقرارك لا رد عليه سوى قول المشير الذي لم ولن ننساه: «وإن عدتم عدنا»، والله الحافظ لبلادنا الغالية.