مع عودة الحياة الطبيعية نوعاً ما وانتعاش القطاع السياحي بعد ركود دام عامين جراء الجائحة بدأ توافد السياح إلى البحرين مرة أخرى كوجهة مريحة ولطيفة، وخاصة للعوائل التي تقطن المنطقة الشرقية من الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، حيث إن بعض العوائل والأشخاص يعتبرون قدومهم إلى البحرين جزءاً من الروتين الشهري للاسترخاء والاستمتاع بعطلة نهاية أسبوع مريحة.
وفي حوار مع أحد الأصدقاء السعوديين الذين يترددون على البحرين بشكل دائم أخبرته عما يجده في البحرين ولا يجده في السعودية من الناحية الترفيهية، فدور السينما والمقاهي والمطاعم شهدت تطوراً كبيراً في الآونة الأخيرة وأصبحت السعودية هي الوجهة السياحية لما فيها من فعاليات وأنشطة ترفيهية تصلح للعوائل والشباب، فأجابني بأنه بالرغم من كل هذا التطور الذي نشهده فإن للبحرين طعماً خاصاً لدى كل الخليجيين؛ ففيها نشعر بالهدوء والطمأنينة، فالشعب متواضع ويمتاز بالطيبة والناس هنا جميلو المعشر، فلا تجد من يضيق عليك يومك أو ينكد عليك صفو راحتك، بل تجد الجميع متعاوناً معك ولديهم احترام كبير للضيوف فلا تكاد تسأل أحدهم عن شيء إلا وأجابك بما تريد وأكثر وعرض خدماته لك بشكل عفوي جداً.
ولكن بصراحة ما تفتقده البحرين هو المرافق المتكاملة للسياحة العائلية؛ فالمجمعات تكتظ بسرعة والمناطق الترفيهية المخصصة للأطفال صغيرة نسبياً ولا توجد حدائق ترفيهية خارجية كثيرة والتي لم تعد صالحة كما كانت، كذلك لا يوجد وجهات ترفيهية للكبار كمدن الملاهي الموجودة في دبي كعالم فيراري وIMG وغيرها، والغريب أيضاً أن البحرين بالرغم من كونها جزيرة فإنها لا توجد بها شواطئ تصلح للعائلات غير تلك التي في الفنادق الفارهة والتي تكلف كثيراً.
أعجبني الحديث وطرح في بالي تساؤلاً مهماً وهو هل البحرين وجهة عائلية سياحية أم أنها تصلح فقط للأفراد والعائلات الصغيرة؟ لفت انتباهي حديثه حول الفعاليات والأماكن التي تناسب صغار السن وهي فعلاً معدودة جداً، فحتى الحديقة المائية نحن لا نمتلك إلا حديقة واحدة بينما كل المشاريع الجديدة التي نسمع عنها لا يوجد من بينها ما هو موجه إلى هذه الفئات وإنما هو التكرار بشكل دائم، وهو بناء المجمعات التي أصبحت في كل بقعة.