بجهود مشكورة ومباركة من إدارة الفحص والمقاييس في وزارة الصناعة والتجارة والسياحة وبهدف الحفاظ على صحة المستهلك تمكنت الإدارة من تنفيذ حملة تفتيشية على محال بيع حافظات الشاي والقهوة، وسحب المنتجات الضارة، نظراً لأن عملية الفحص على مستوى مملكة البحرين تعتبر ذات أهمية استراتيجية كبرى على نطاق عمل الإدارة وذلك لتعزيز سلامة المستخدم النهائي لمنتجات حافظات الشاي والقهوة، وذلك بعد رصد مجموعة من التقارير على المستوى الخليجي تفيد بحمل بعض الحافظات لمادة الأسبستوس المسرطنة.

والجدير بالذكر أن مادة الاسبستوس من المواد الضارة لصحة الإنسان، فيما تحظر مملكة البحرين استيراد هذه المواد بشكل مطلق، سواء أكانت مواد أولية، أو منتجات مصنّعه تحتوي على مادة الاسبستوس، حيث تعتبر جميع أنواع مادة الأسبستوس مسببة لسرطان الرئة، والأورام، وسرطانات الحنجرة والمبيض، وداء الأسبستوس المسبب لـ«تليف الرئتين».

ومن هذا المنطلق، وتفعيلاً لمتطلبات القرار الوزاري رقم «3» لسنة «1996» المعني بحظر استيراد وتصنيع وتداول مادة الأسبستوس والمنتجات التي تحتوي على هذه المادة، شرع قسم تطبيق المواصفات وضمان الجودة في الوزارة على إعداد خطة لسحب مجموعة من حافظات الشاي والقهوة من الأسواق المحلية، بالتعاون مع كلية العلوم بجامعة البحرين، حيث تم الاتفاق على اختبار وفحص العينات من جانبهم.

ونتيجة لما سبق، نفذت إدارة الفحص والمقاييس بالوزارة مسحاً ميدانياً على محلات بيع ترامس الشاي وحافظات القهوة المتداولة في الأسواق المحلية بمملكة البحرين، وذلك بهدف سحب عينات منها لفحصها واختبارها في المختبرات التقنية لقسم العلوم بجامعة البحرين وذلك للتحقق من خلو العينات من مادة الأسبستوس الخطيرة والمسرطنة.

وبحسب البيانات الرسمية الصادرة عن الوزارة، تم سحب 84 عينة على 3 مراحل من حافظات الشاي والقهوة من الأسواق، لاسيما وأن آلية عمل الفحوصات المختبرية، كانت بحسب المنهجية الدولية والمنصوص عليها في المواصفة الأسترالية – AS 4964، من خلال 3 مراحل تتابعية اختبارية، حيث شملت المرحلة الاختبارية الأولى، الفحص الظاهري عبر الكشط والتكسير، والمرحلة الاختبارية الثانية، الفحص عبر تقنيات المايكروسكوب «Microscope»، والمرحلة الاختبارية الثالثة والأخيرة، الفحص عبر تقنيات حيود الأشعة السينية «XRD».

وقد كشفت النتائج أن النسبة الأكبر من الحافظات المسحوبة تعتبر أمنة وسليمة ولا تحتوي على مادة الأسبستوس «96.5%»، في حين أن 3 عينات فقط كانت تحتوي على مادة الأسبستوس «3.5%».

وقد أسفرت جهود إدارة الفحص والمقاييس عن حجز ومصادرة كميات من ترامس الشاي وحافظات القهوة المخالفة من المحال التجارية كما تم اتخاذ الإجراءات الإدارية والقانونية بحق المحال المخالفة، وبالفعل تم توجيه أصحاب المحلات التجارية بضرورة التقيد باستيراد المنتجات المطابقة والتي تخلو من مادة الأسبستوس المسرطنة، خاصة وأن الالتزام باللوائح الفنية وإجراءات تقويم المطابقة الصادرة بالقرارات الوزارية تسهم في توافر منتجات أكثر أماناً وكفاءة في السوق البحرينية، الأمر الذي يؤدي إلى الحفاظ على صحة المستهلك من الأضرار الصحية المختلفة نتيجة استخدام منتجات غير مطابقة للمواصفات الصحية.

وواصلت إدارة الفحص والمقاييس في الوزارة، جهودها الطيبة والمباركة بالتوعية الشاملة للمستهلك والتأكيد على ضرورة متابعة الحساب الرسمي للوزارة على مواقع التواصل الاجتماعي لمعرفة بيانات المنتجات غير المطابقة، وصور المنتجات الضارة وطرازاتها، بغرض التخلص من تلك المنتجات المخالفة في حال توافرها داخل المنازل، مع التنويه إلى ضرورة الإبلاغ عن المنتجات الضارة في حال توافرها في نقاط البيع، لكي تقوم الإدارة المعنية بعمل اللازم.

ولذلك ندعو كافة الهيئات والمؤسسات العاملة في المملكة إلى أن تحذو حذو إدارة الفحص والمقاييس في وزارة الصناعة والتجارة والسياحة في خدمة المواطن وأن يكون هدفها الأسمى الأول والأخير.