كلنا يدرك مدى التحدي الذي تواجهه كافة مؤسسات الدولة بسبب جائحة كورونا وما خلفته من تبعات ثقيلة على طبيعة الحياة بشكل عام، وعلى إدارة الدولة بشكل خاص. ونحن نقول لكل العاملين في مؤسساتنا «عساكم ع القوة»، كما نطالبهم بالمزيد من قبول التحدي.

وزارة التربية والتعليم، هي إحدى أهم المؤسسات التي واجهت وتواجه هذه التحديات الحاضرة، وبما أن التعليم المستمر والطبيعي في ظل الجائحة ليس بالأمر السهل، سيكون التحدي في مجال التعليم هو أحد أهم قضايا الدولة المعاصرة. ومن هنا، وجب أن يخرج هذا التحدي بأكبر انتصاراته وأقل خسائره في قضايا التعليم، وأن لا تكون الجائحة حجَّة لتراجع العملية التعليمية، بل يجب أن تكون دافعاً لكل المشتغلين في التعليم لإبراز مقدرة البحرين على أن تكون بين الدول المتقدمة في هذا المجال.

نحن نؤكد، على الرغم من وجود جنبات مضيئة في العملية التعليمية في ظل الجائحة، وهذا ما تُشكر عليه وزارة التربية والتعليم، فإن لدينا بعض الملاحظات المهمة، نتمنى من المسؤولين في الوزارة أن يكون صدرهم رحباً لسماعها.

إنه وبما تفرضه الالتزامات الطبية على كل مدارس البحرين باتباع كافة الاحترازات الخاصة بـ (كوفيد19)، ومتحوراته، فلابد أن تتغير بعض القوانين الخاصة بالتعليم. فلا يعقل مثلاً، أن تظل ساعات التمدرس التي هي في الأوضاع الطبيعية لا تناسب مناخ البحرين أصلاً، كما هي دون تغيير في ظل كورونا. إذ لا يعقل أن يلبس الطلبة الصغار كماماتهم في ظل هذا الحر الشديد منذ الصباح الباكر وحتى الساعة الثانية والربع عصراً كبقية موظفي الدولة، فقط لتحقق التربية ساعات التمدرس ولو على سلامة وصحة الطلبة. فنحن حين نأخذ صغارنا نهاية الدوام المدرسي، فإننا نأخذهم وهم في حالة يُرثى لها!

الحل في غاية البساطة، هو تقليل ساعات الحصص، وتدريب المعلمين على أن ينهوا حصصهم بشكل مكثف ومختصر، وبدل أن يكون وقت الحصة 45 دقيقة «والذي يكفي هذا الوقت لإلقاء محاضرة تخصصية مهمة في أرقى جامعات العالم» ليكون 20 دقيقة أو «بالكثير» 30 دقيقة فقط. وهذا ما نقصده هنا بتبني الابتكار الذي يجب أن يكون خلال الجائحة.

من التحديات أيضاً، هو نقص المعلمين، وعدم جاهزية بعض الفصول الدراسية وعدم صيانتها، وتكدس بعض الطلبة في الفصل الواحد، وغيرها من التحديات الني يجب على الوزارة معالجتها قبل فوات الأوان.