العمل الدبلوماسي يعتبر من الأعمال التي لا يمكن أن تغفو عينك أو تتغافل عنه أو الاعتماد على أشخاص لا يمكن الوثوق بهم كونه عمل حساس ويتطلب التزاماً كلياً من جميع الجوانب سواء على المستوى الشخصي أو العملي لأنه يعبر عن موقف الدولة وقيادتها وشعبها.

ولله الحمد في مملكة البحرين نتابع تحركات الخارجية البحرينية وهي في أبهى صورها من التعاون والتنسيق مع المجتمع الدولي وهي تنخرط وسط هذه المنازعات والمفاوضات وتبرز دورها كدولة تسعى لتحقيق السلام والتعايش وهذا ليس بمستغرب على اعتباره منهج رئيس يدرس في وزارة الخارجية بقيادة سعادة الوزير الدكتور عبداللطيف الزياني.

أكتب هذا المقال وإننا على إدراك بأن رجال هذه الوزارة لا ينامون ولا يغفل لهم طرف عين في متابعتهم لجميع الأحداث الإقليمية والدولية وهمهم الأساسي الحفاظ على مكتسبات الوطن، فهم جنودنا بالخارج، لما لمهامهم أهمية بالغة في توفير البيئة المناسبة والسمعة الطيبة عن مملكة البحرين وشعبها وتوجه قيادتها في نشر الرسالة التي ترتكز على نشر ثقافة السلام والتآخي والتكامل لتحقيق الغاية الأكبر وهي خلق مجتمع دولي خالي من الحروب.

فسعادة الوزير الزياني ورجاله لا يمكن أن يمر يوم من دون أن نراهم يدافعون عن مصالح مملكة البحرين في المناسبات والمحافل الدولية، أو الاجتماعات الدورية للمؤسسات الدولية التي تتجاذب وجهات النظر، فالعمل الذي يقومون به ليس بالأمر السهل فهو مبني على الإعداد والتحضير الجيد والثقافة الواسعة والجراءة في الطرح والثبات على الموقف في ظل ما يشهده العالم من تغيرات مستمرة في السياسات والتجاذبات السياسية.

فشكراً لسعادة الوزير ووكيل الوزارة للشؤون السياسية الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة ورجالهم العاملين في السلك الدبلوماسي، فهم رجال رهنوا حياتهم من أجل الدفاع عن مصالح البحرين في جميع المحافل ونشر الرسالة السامية التي كلفهم بها سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه والمتمثلة بنشر قيم التسامح والتعايش والتأكيد على وقوف مملكة البحرين مع الأشقاء في قضاياهم العادلة وهذا نهج الدبلوماسية البحرينية القائم على الإرث التاريخي المنبثق من «دلمون» و«أوال» عندما كانت ملتقى الحضارات والشعوب وهم خير من يحافظ عليه، فلهم منا كل التحية والتقدير.