دائماً ما تتضمن الخطابات الملكية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، رسائل قيمة وحكيمة، تحمل في طياتها خارطة طريق للمستقبل المشرق الذي تعيشه مملكة البحرين في العهد الزاهر لجلالته حفظه الله ورعاه، حيث حمل الخطاب الملكي السامي لجلالته أمس، خلال افتتاح دور الانعقاد الرابع من الفصل التشريعي الخامس لمجلسي الشورى والنواب‬‬، مجموعة من الرسائل للداخل والخارج، تشير إلى النظرة الثاقبة والرؤية الحكيمة لجلالته فيما يتعلق بأمن المجتمع البحريني وسلامته واستقراره ورفاهيته في المملكة الرشيدة.

لقد حرص جلالة الملك المفدى على التأكيد على بناء مرحلة جديدة من العمل الجاد والمثمر ضمن المسيرة المباركة والنهضة المتميزة التي وضع بذورها الأجداد والآباء في مملكة البحرين، مع ضرورة التمسك بالدستور والقانون وترسيخ العادات والتقاليد حيث تحظى التجربة الديمقراطية في البحرين بمستوى حضاري راقٍ يؤكد النظرة الثاقبة لجلالة الملك في إقرار المشروع الإصلاحي من خلال ميثاق العمل الوطني.

ومن إنصاف جلالته دائماً تقدير الجهود الكبيرة والمتواصلة لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله ورعاه، من خلال قيادته الحكيمة لرئاسة الحكومة، وإدارته الفذة لأزمة جائحة «كورونا» (كوفيد19)، حيث استطاع بجدارة منقطعة النظير قيادة فريق البحرين، والإشراف على جهود الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس «كورونا»، وهو ما أتى ثماره بتصنيف مملكة البحرين في المركز الأول عربياً، والثاني عالمياً، من حيث التعامل مع الجائحة وعدد الحالات القائمة للفيروس، ومعدل تغطية التطعيمات للأفراد في البلاد ومدى العودة إلى الحياة الطبيعية، بحسب مؤشر «نيكاي» الياباني للتعافي من الفيروس، حيث تفوقت البحرين على دول مثل أمريكا وروسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا وسويسرا والسويد وهولندا.

ولعل ما يلفت انتباهنا هو تركيز حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى في خطابه السامي أمس على الأداء الاقتصادي القوي لمملكة البحرين والذي يبعث روحاً من التفاؤل والارتياح والعودة إلى مسارات النمو وفقاً لرؤية البحرين الاقتصادية 2030، حيث استطاعت مملكة البحرين خلال الفترة الماضية التعامل بشكل احترافي مع التحولات العالمية المتسارعة، لذلك جاءت الإشارة إلى وجاهة وفعالية البرامج الحكومية لتحقيق التوازن المالي.

ولا شك في أن التنمية الاقتصادية مشتملة الأبعاد تحتاج إلى التركيز على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وهو الأمر الذي تناوله جلالة الملك المفدى مع ضرورة الاهتمام بمجال الصناعة وعلوم المستقبل.

ودائماً ما يكون لشباب البحرين نصيب كبير من اهتمام جلالة الملك المفدى، وهو ما حرص على التأكيد عليه بضرورة الاهتمام والارتقاء بالكوادر الوطنية، والعناية بقضايا الشباب البحريني، كما أن الخطاب الملكي السامي دائماً ما يدعم تقدم المرأة البحرينية، مباركاً عطاءها وسعيها الكريم لنهضة البلاد.

ولأن منظومة حقوق الإنسان في فكر جلالة الملك المفدى، فقد جاءت الإشارة إلى برنامج العقوبات البديلة، حيث تميزت البحرين بوضع الآليات التنفيذية والبُنى التحتية اللازمة لمراكز الإصلاح والسجون المفتوحة، وفق الضوابط المحددة، من أجل دمج المستفيدين من هذا البرنامج في المجتمع، وهو ما يؤكد على نشر ثقافة الأمان والاستقرار وتحقيق الترابط الأسري وتعزيز النسيج المجتمعي في المملكة. وعلى المستوى الخارجي، دائماً ما يؤكد جلالة الملك المفدى على نهج البحرين الداعي إلى نشر ثقافة السلام ونبذ التطرف والعنف، لذلك كانت الدعوة الملكية للأطراف الدولية بضرورة الاهتمام بخطوط الملاحة الدولية وحماية السفن التجارية في الخليج العربي وبحر العرب من الهجمات العدائية، من خلال التنسيق والتشاور لمكافحة آفة الإرهاب.

ودائما ما تكون جهود رجال قوة الدفاع ووزارة الداخلية محل تقدير واعتزاز من القيادة الرشيدة، لذلك فإن تلك الجهود من القوات المسلحة في برامج التصنيع الحربي المتقدم محل فخر واعتزاز من جلالة الملك المفدى من أجل تحقيق القوة الدفاعية لدعم المنطقة واستقرارها.

إن الرسائل البليغة والحكيمة والقيمة من جلالة الملك المفدى في خطابه السامي أمس تضع خارطة طريق لمرحلة جديدة من الاستقرار والأمن والأمان والنهوض الاقتصادي تلي مرحلة الانتصار على جائحة «كورونا» والتعافي من آثار الأزمة وهو ما ينعكس بشكل إيجابي على اقتصاد المملكة.