دعونا نتكلم «اقتصاد». بعد الطفرة النفطية الهائلة لدول مجلس التعاون الخليجي، وبعد الوفرة الاقتصادية الكبيرة التي حصلت خلال نصف القرن الأخير، أخذ المواطن الخليجي على عاتقه العيش بطريقة استهلاكية محضة. فعاش المتعة بكل تفاصيلها الترفية، ولم يفكر بطريقة عميقة لما قد يحصل له في المستقبل، وخاصة أن الاقتصاد الثابت والمستقر لا يمكن الإمساك به طيلة الدهر؛ فهو الوحش المخادع.
إن نمط الحياة الاستهلاكية للمواطن الخليجي، والانغماس فيها بشكل مرعب، جعلاه يغفل عمَّا يمكن للزمن أن يخلقهُ من تغيّرات وانتكاسات اقتصادية مفاجئة خطيرة. فمن الحلم الترفي الشخصي، إلى الاعتقاد الاقتصادي الأعرج بريعية الدولة أو بما قد نسميه «بالدولة المعيلة»، خلقت في وعينا العيش بطريقة ترفية واستهلاكية خاطئة، حتى دون النظر في ما قد تجرُّه تلكم الأفكار والرؤى السطحية، فتحيلهُ إلى أوضاع قلقة تمنعنا من البقاء في المستقبل!
خلال العقدين الأخيرين تحديداً باتت أرصدة بعض الفاشينستات مثلاً تتضخم، ودخلت الحياة الاستهلاكية لغالبيتهم جهة تبييض الأموال، وأخذ النمط المعيشي طريقة استهلاكية خطيرة جداً عند غالبيتنا. ونحن بصورة أو بأخرى تركنا قراءة الكتب واقتنينا أغلى «الماركات»، وتخلينا عن عشاء المنزل الدافئ مع العائلة، بمطاعم تحلب جيوبنا بشكل بشع، وبدل أن تكون السيارة وسيلة للمواصلات صارت وسيلة «للفشخرة» والتباهي، وحتى الملابس التي هي أداة لستر الأجساد صارت مناسبة مهمة لاستعراض مهاراتنا الاستهلاكية السطحية. ولأن «النعِّم» لا تدوم، ولأن «الاقتصاد» ليس في جيوبنا طيلة العمر، ولأن حياتنا المادية كخليجيين رهينة بأسعار النفط، ولأن تقلبات الأوضاع الاقتصادية مرتبطة بألف «حاجة وحاجة»، سنعرف بعد فوات الأوان أن حياتنا الاستهلاكية خلال نصف قرنٍ لم تكن صحيحة أبداً، حيث مع كل هزَّة اقتصادية ممكنة قد تنهار أحلامنا المادية، وقد تتحول كل كمالياتنا إلى كومة قش قد تحترق في أي وقت. نحن نعتقد أن السلوك الاىستهلاكي الصحيح للإنسان البحريني أو الخليجي، هو ما قد يجنبه مفاجآت الاقتصاد وتقلباته، وخاصة وقت انهيار أسعار النفط، أو في حال فرض أي نوع من الضرائب، أو في أي إجراء تقوم به الدول، من شأنه فرملة تهاوي اقتصاداتها، وإعادتها إلى المنطقة الآمنة. من الآن وصاعداً علينا تغيير أنماط حياتنا السوقية، وعلينا الاعتراف بخطأ أفعالنا الاستهلاكية، والأهم عدم رمي كل هذه الممارسات الخاطئة على مناطق قد تكون بريئة منها. إن التصحيح الاستهلاكي هو الحل، وليس المطالبة باستمرارية هذه الممارسات.
إن نمط الحياة الاستهلاكية للمواطن الخليجي، والانغماس فيها بشكل مرعب، جعلاه يغفل عمَّا يمكن للزمن أن يخلقهُ من تغيّرات وانتكاسات اقتصادية مفاجئة خطيرة. فمن الحلم الترفي الشخصي، إلى الاعتقاد الاقتصادي الأعرج بريعية الدولة أو بما قد نسميه «بالدولة المعيلة»، خلقت في وعينا العيش بطريقة ترفية واستهلاكية خاطئة، حتى دون النظر في ما قد تجرُّه تلكم الأفكار والرؤى السطحية، فتحيلهُ إلى أوضاع قلقة تمنعنا من البقاء في المستقبل!
خلال العقدين الأخيرين تحديداً باتت أرصدة بعض الفاشينستات مثلاً تتضخم، ودخلت الحياة الاستهلاكية لغالبيتهم جهة تبييض الأموال، وأخذ النمط المعيشي طريقة استهلاكية خطيرة جداً عند غالبيتنا. ونحن بصورة أو بأخرى تركنا قراءة الكتب واقتنينا أغلى «الماركات»، وتخلينا عن عشاء المنزل الدافئ مع العائلة، بمطاعم تحلب جيوبنا بشكل بشع، وبدل أن تكون السيارة وسيلة للمواصلات صارت وسيلة «للفشخرة» والتباهي، وحتى الملابس التي هي أداة لستر الأجساد صارت مناسبة مهمة لاستعراض مهاراتنا الاستهلاكية السطحية. ولأن «النعِّم» لا تدوم، ولأن «الاقتصاد» ليس في جيوبنا طيلة العمر، ولأن حياتنا المادية كخليجيين رهينة بأسعار النفط، ولأن تقلبات الأوضاع الاقتصادية مرتبطة بألف «حاجة وحاجة»، سنعرف بعد فوات الأوان أن حياتنا الاستهلاكية خلال نصف قرنٍ لم تكن صحيحة أبداً، حيث مع كل هزَّة اقتصادية ممكنة قد تنهار أحلامنا المادية، وقد تتحول كل كمالياتنا إلى كومة قش قد تحترق في أي وقت. نحن نعتقد أن السلوك الاىستهلاكي الصحيح للإنسان البحريني أو الخليجي، هو ما قد يجنبه مفاجآت الاقتصاد وتقلباته، وخاصة وقت انهيار أسعار النفط، أو في حال فرض أي نوع من الضرائب، أو في أي إجراء تقوم به الدول، من شأنه فرملة تهاوي اقتصاداتها، وإعادتها إلى المنطقة الآمنة. من الآن وصاعداً علينا تغيير أنماط حياتنا السوقية، وعلينا الاعتراف بخطأ أفعالنا الاستهلاكية، والأهم عدم رمي كل هذه الممارسات الخاطئة على مناطق قد تكون بريئة منها. إن التصحيح الاستهلاكي هو الحل، وليس المطالبة باستمرارية هذه الممارسات.