منذ إعلان دخول البحرين في الإشارة الخضراء التي تعني عودة شبه كاملة إلى نمط الحياة الطبيعي، كان أكثر ما يلفت الانتباه هو عودة الزحام التقليدي إلى شوارع البحرين. وخصوصاً فترات الذروة الصباحية وبعد الظهر. وهو ما منحنا شعوراً مختلفاً أثناء تواجدنا في الشوارع، كنا على وشك أن ننساه.

أن تخرج من منزلك في حدود السابعة صباحاً وتُفاجأ بعودة انغلاق مخارج المدن والأحياء. أن تقف أكثر من مرة أمام إشارة المرور الواحدة. أن تتعطل أثناء دخولك أو مغادرتك مخارج وبوابات مقر عملك. أن ترى هذا الكم الكبير من السيارات والأشخاص يحيطون بك ويرافقونك في مشوارك الصباحي وما بعد الدوام. أن تخطط، كما كان سابقاً، لموعد خروجك من المنزل قياساً للمسافة وحجم الزحام، كي تصل باكراً. كلها مظاهر افتقدناها لأشهر طويلة، ونشعر تجاهها بالحنين والسعادة.

عودة الحياة إلى طبيعتها، عودة «الروتين» نعمة كبيرة لم نكن ندري عنها، ولم نقدر ثمنها. إنها تعني أن كل شيء على ما يرام. وأن غالبية الناس بخير. وأن المجتمع حيوي ومتعاف. وأن أمور الدولة تسير في اتجاه منضبط. وفي الغالب نحن نحيل الازدحامات الاعتيادية إلى قرب مواسم الأعياد والمناسبات الدينية، أو، وهو من باب التندر، أن الزحام يزيد في الأيام الأولى لنزول الرواتب، مما يعني قدرة جيدة لدى الأفراد على الشراء والتمتع بالحياة. وكلها جوانب إيجابية. فالازدحامات مؤشرات جيدة في كثير من الأحيان.

البحرين تتعافى من آثار الوباء، وتعود إلى سابق أحوالها الطبيعية في مختلف المجالات الرسمية والرياضية والثقافية. والناس صارت تشعر بالأمان والاطمئنان استناداً إلى الإجراءات العديدة التي اتخذتها الدولة. مع محافظة الجميع على التعليمات والإرشادات الضابطة لاستمرار مكافحة عودة تفشي الوباء. إن الخطط والجهود الجبارة التي بذلتها اللجنة التنسيقية برئاسة سمو ولي العهد رئيس الوزراء، وفريق البحرين، والفريق الوطني الطبي، مكنت البحرين من اجتياز فترة الجائحة بإجراءات صارمة لكنها أقل قساوة على المواطن البحريني. ونحن في هذه المرحلة نحتفي بكافة إنجازات الفريق الوطني الطبي ونقول بكل سعادة «أهلاً بالزحمة».