تصدر وسم «انصفوا عاطلين البحرين» مواقع التواصل الاجتماعي خلال الآونة الأخيرة، والذي شارك فيه شريحة كبيرة من الشباب البحريني العاطل الذي أصبح يعاني من البطالة بالرغم من إنهائه كل مراحله الدراسية، فالعاطل البحريني اليوم ليس من شريحة الأمية أو من الذين تخلفوا عن مقاعد الدراسة، بل العاطل اليوم هو الجامعي حامل شهادة البكالوريوس وآخرون ممن يحملون الماجستير، ومع ذلك يقبعون خلف جدران البيوت يشعرون بأنهم عالة على عائلاتهم التي حرصت على تدريسهم وتجهيزهم للحياة العملية ولكنهم فوجئوا بالواقع المرير وهو طوابير الانتظار في وزارة العمل والتنمية الاجتماعية.
وفي حديث تبادلته مع بعض هؤلاء الشباب المثقف والمتعلم بخصوص عملية التدريب التي يخوضونها من خلال وزارة العمل وهي معدة لتهيئة الموظف لسوق العمل، اكتشفت من خلاله أن بعض المعاهد وأقول بعض لأبتعد عن لغة التعميم لا تفرق بين الخريجين العاطلين في تصميم البرنامج التدريبي، فليس من المعقول أن يكون العاطل حاملاً شهادة البكالوريوس في المحاسبة والمالية والبرنامج التدريبي لتهيئة العاطل لسوق العمل يحتوي مواد أساسية عامة قد تناولها الخريج في سنواته الأولى من دراسته، وآخر من حملة شهادة الماجستير يخبرني أنه قد سجل في أحد المعاهد التي تتلقى الدعم من تمكين لتقديم هذه الدورة، وكانت الدورة عامة بشكل فضفاض والمدربون غير مؤهلين لتقديمها ولو لطلبة الثانوية وليس لخريجي الجامعات.
كذلك تقوم بعض المعاهد بهذا البرنامج للحصول فقط على الأموال من تمكين، ولا يهمها حضور الطالب أو استفادته من البرنامج، بل ما يهمها هو دعوته للتسجيل وتسجيل الحضور فقط وإنهاء البرنامج بشهادة للحصول على رسومه التي ستتكفل بها وزارة العمل بالتعاون مع تمكين، ويخبرني أحد الذين تواصلت معهم أنه سجل في أحد المعاهد بناء على طلب الوزارة وأخبروني في المعهد بوجوب أن أقبل التسجيل في صفحتي الخاصة في البرنامج، بعد ذلك انتظرت قرابة الشهرين لبدء الدورة والعذر هو أن العدد لم يكتمل وبعد أن تضغط على زر القبول لا يمكن أن تتراجع عن ذلك وإن تعذر المعهد بتقديم الدورة إلا عن طريق الوزارة!
تواصلت مع عدد من أصحاب معاهد التدريب حيث أخبروني أن هناك بعض المعاهد تقدم دوراتها بسعر مخفّض، ولكنها ترفع السعر إلى الضعف عندما يتعلق الأمر بالحضور على طلبة مدفوعين ومكفولين من قبل الحكومة بالتعاون مع تمكين، فالدورة التي يقدمها المعهد مستغلاً سعرها 200 دينار وعندما يكون الطالب مكفولاً فهي تقفز إلى 600 دينار على سبيل المثال.
على وزارة العمل والتنمية الاجتماعية أن تحدث رؤيتها وتغيرها تجاه عالم التدريب وتبتعد عن التدريب الكلاسيكي الذي لا يسمن ولا يغني من جوع لتغير شريحة العاطلين من الأمية إلى الجامعيين، والتركيز على تطوير المهارات الشخصية والفنية التي ستساعدهم في الحصول على عمل بسهولة أكبر وإن لم يحصّلوا عملاً تعطيهم تلك المهارات المساحة لبدء نشاطهم الخاص.
* باحث ماجستير - الجامعة الأهلية
{{ article.visit_count }}
وفي حديث تبادلته مع بعض هؤلاء الشباب المثقف والمتعلم بخصوص عملية التدريب التي يخوضونها من خلال وزارة العمل وهي معدة لتهيئة الموظف لسوق العمل، اكتشفت من خلاله أن بعض المعاهد وأقول بعض لأبتعد عن لغة التعميم لا تفرق بين الخريجين العاطلين في تصميم البرنامج التدريبي، فليس من المعقول أن يكون العاطل حاملاً شهادة البكالوريوس في المحاسبة والمالية والبرنامج التدريبي لتهيئة العاطل لسوق العمل يحتوي مواد أساسية عامة قد تناولها الخريج في سنواته الأولى من دراسته، وآخر من حملة شهادة الماجستير يخبرني أنه قد سجل في أحد المعاهد التي تتلقى الدعم من تمكين لتقديم هذه الدورة، وكانت الدورة عامة بشكل فضفاض والمدربون غير مؤهلين لتقديمها ولو لطلبة الثانوية وليس لخريجي الجامعات.
كذلك تقوم بعض المعاهد بهذا البرنامج للحصول فقط على الأموال من تمكين، ولا يهمها حضور الطالب أو استفادته من البرنامج، بل ما يهمها هو دعوته للتسجيل وتسجيل الحضور فقط وإنهاء البرنامج بشهادة للحصول على رسومه التي ستتكفل بها وزارة العمل بالتعاون مع تمكين، ويخبرني أحد الذين تواصلت معهم أنه سجل في أحد المعاهد بناء على طلب الوزارة وأخبروني في المعهد بوجوب أن أقبل التسجيل في صفحتي الخاصة في البرنامج، بعد ذلك انتظرت قرابة الشهرين لبدء الدورة والعذر هو أن العدد لم يكتمل وبعد أن تضغط على زر القبول لا يمكن أن تتراجع عن ذلك وإن تعذر المعهد بتقديم الدورة إلا عن طريق الوزارة!
تواصلت مع عدد من أصحاب معاهد التدريب حيث أخبروني أن هناك بعض المعاهد تقدم دوراتها بسعر مخفّض، ولكنها ترفع السعر إلى الضعف عندما يتعلق الأمر بالحضور على طلبة مدفوعين ومكفولين من قبل الحكومة بالتعاون مع تمكين، فالدورة التي يقدمها المعهد مستغلاً سعرها 200 دينار وعندما يكون الطالب مكفولاً فهي تقفز إلى 600 دينار على سبيل المثال.
على وزارة العمل والتنمية الاجتماعية أن تحدث رؤيتها وتغيرها تجاه عالم التدريب وتبتعد عن التدريب الكلاسيكي الذي لا يسمن ولا يغني من جوع لتغير شريحة العاطلين من الأمية إلى الجامعيين، والتركيز على تطوير المهارات الشخصية والفنية التي ستساعدهم في الحصول على عمل بسهولة أكبر وإن لم يحصّلوا عملاً تعطيهم تلك المهارات المساحة لبدء نشاطهم الخاص.
* باحث ماجستير - الجامعة الأهلية