هناك مبادرات تنطلق يكون الهدف منها خدمة فئة أو فئات من المجتمع، وتستطيع أن تحقق مثل هذه المبادرات نتائج شاملة لأكبر عدد من المستهدفين فيها، لكن هناك نوعية من المبادرات التي تشمل المجتمع بأكمله وتتجاوز الزمن لتقدم خدمات للأجيال القادمة، وتعتبر خارطة طريق لحماية البيئة ومواجهة تحديات التغير المناخي، وتحقق الأمن للأجيال القادمة.
فقد انطلقت مؤخراً حملة وطنية للتشجير تحت رعاية كريمة من صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الاستشاري للمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي، تحت عنوان «دُمتِ خضراء»، وهي المبادرة التي يمكن وصفها بالمستدامة والتي يجب أن يحرص على تفعيلها الصغير والكبير والمواطن والمقيم.
ولا يمكن وصف مبادرة التشجير بأنها تقتصر على مكافحة التغير المناخي الذي بات يمثل خطورة كبيرة على كوكبنا، ويهدد الصحة العامة للمجتمع، بل إنها تمثل أمناً غذائياً للأجيال القادمة وحماية لهم من مخاطر توفير الغذاء، خاصة مع تنامي مشكلة الإمدادات والشحن على مستوى العالم.
اليوم نرى بأنفسنا حجم الارتفاعات التي تشهدها أسعار السلع بسبب مشكلة الشحن، ولذلك كان من الواجب أن نبدأ وبقوة في تحقيق الرؤية المستنيرة لسمو الأميرة سبيكة، بالاستدامة الخضراء للبحرين، وأن تكون الزراعة هي محور ارتكاز الاستراتيجية الوطنية، لأن الزراعة تحقق لأي دولة أمنها الاستراتيجي، لذلك أعتبر الزراعة هي أحد مرتكزات الأمن الاستراتيجي لبلدنا.
ولله الحمد فقد استطاعت التكنولوجيا الحديثة أن تسهم في تعزيز الإنتاج الزراعي، سواء على مستوى زيادة الإنتاجية للأرض أو باستخدام وسائل ري حديثة بأقل إمكانيات من الموارد المائية، هذا بالإضافة إلى تكنولوجيا الأكوابونيك التي هي المستقبل الواعد لمملكتنا خاصة مع طبيعة مناخها وندرة المياه والأرض الزراعية المناسبة للزراعة الأفقية.
ومن هذا المنبر أوجه للمصارف الوطنية نداءً لتقديم دعم لتنفيذ الحملة الوطنية للتشجير والزراعة وبما يحقق عوائد مناسبة لكافة الأطراف، فما زالت الزراعة الرأسية في حاجة لدعم فني ومادي، وهو ما يمكن للمصارف أن توفره الجزء الثاني منه.
ويبقى أن نتقدم بالشكر والعرفان إلى سمو الأميرة سبيكة لحرصها على تحقيق أحد أوجه الأمان لحاضر ومستقبل البحرين، وتضمين هذا العمل هوية البحرين في زراعة النخيل، فالنخلة هي هويتنا ومصدر غذاء أجدادنا وستبقى كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
{{ article.visit_count }}
فقد انطلقت مؤخراً حملة وطنية للتشجير تحت رعاية كريمة من صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الاستشاري للمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي، تحت عنوان «دُمتِ خضراء»، وهي المبادرة التي يمكن وصفها بالمستدامة والتي يجب أن يحرص على تفعيلها الصغير والكبير والمواطن والمقيم.
ولا يمكن وصف مبادرة التشجير بأنها تقتصر على مكافحة التغير المناخي الذي بات يمثل خطورة كبيرة على كوكبنا، ويهدد الصحة العامة للمجتمع، بل إنها تمثل أمناً غذائياً للأجيال القادمة وحماية لهم من مخاطر توفير الغذاء، خاصة مع تنامي مشكلة الإمدادات والشحن على مستوى العالم.
اليوم نرى بأنفسنا حجم الارتفاعات التي تشهدها أسعار السلع بسبب مشكلة الشحن، ولذلك كان من الواجب أن نبدأ وبقوة في تحقيق الرؤية المستنيرة لسمو الأميرة سبيكة، بالاستدامة الخضراء للبحرين، وأن تكون الزراعة هي محور ارتكاز الاستراتيجية الوطنية، لأن الزراعة تحقق لأي دولة أمنها الاستراتيجي، لذلك أعتبر الزراعة هي أحد مرتكزات الأمن الاستراتيجي لبلدنا.
ولله الحمد فقد استطاعت التكنولوجيا الحديثة أن تسهم في تعزيز الإنتاج الزراعي، سواء على مستوى زيادة الإنتاجية للأرض أو باستخدام وسائل ري حديثة بأقل إمكانيات من الموارد المائية، هذا بالإضافة إلى تكنولوجيا الأكوابونيك التي هي المستقبل الواعد لمملكتنا خاصة مع طبيعة مناخها وندرة المياه والأرض الزراعية المناسبة للزراعة الأفقية.
ومن هذا المنبر أوجه للمصارف الوطنية نداءً لتقديم دعم لتنفيذ الحملة الوطنية للتشجير والزراعة وبما يحقق عوائد مناسبة لكافة الأطراف، فما زالت الزراعة الرأسية في حاجة لدعم فني ومادي، وهو ما يمكن للمصارف أن توفره الجزء الثاني منه.
ويبقى أن نتقدم بالشكر والعرفان إلى سمو الأميرة سبيكة لحرصها على تحقيق أحد أوجه الأمان لحاضر ومستقبل البحرين، وتضمين هذا العمل هوية البحرين في زراعة النخيل، فالنخلة هي هويتنا ومصدر غذاء أجدادنا وستبقى كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.