ودعنا فجأة قبل أيام محمد الشروقي أحد أبرز الإعلاميين الذين أنجبتهم البحرين في العقدين الماضيين. ودعنا بطلاً لا يهاب لومة لائم ومحارباً بالحجة السليمة والكلمة الجريئة.
الشروقي، الشرس في ردوده على من يخطىء في حق بلاده، عرف بقدراته اللغوية الفائقة تحدثاً وكتابة وبتمكنه التام من اللغة العربية وقواعدها مما جعله أحد أفضل قراء نشرات الأخبار ومقدمي برامج الحوارات الجادة وساعده في ذلك اطلاعه المكثف على الشأن السياسي سواء المحلي أو الإقليمي واهتمامه بالتاريخ العربي والإسلامي والأدب.
وشهدت بداية الألفية الجديدة تنقل الشروقي بين عدة محطات كمراسل أخبار وكمقدم نشرات أخبار ليكون من أوائل الإعلاميين المحليين الذين طلوا على شاشات خليجية وكان من ضمنها شاشة تلفزيون أبوظبي التي قرأ فيها نشرة الأخبار. وفي العقد الثاني من الألفية وبعد رجوعه للبحرين ابتعد الشروقي عن الإعلام التقليدي ليؤسس لنفسه حضوراً إعلامياً طاغياً في منصات التواصل وليكون من الأكثر مشاهدة ومن الأكثر تأثيراً في ساحتنا المحلية.
فسلسلة حلقاته على منصة «يوتيوب» التي طرحت مواضيع جريئة للغاية وناقشت قضايا الساحتين المحلية والعربية بكل مصداقية وجرأة حصدت جمهوراً وفياً كان ينتظر إطلالته أسبوعياً ويتفاعل معه تفاعلاً عجيباً. فالشروقي لم يكن يظهر ليجامل أو ليتملق أو ليتكلم بدبلوماسية بل كان سيفاً مسلطاً على المتمردين والمنافقين والجبناء. وكان هدفه الأول كشف الحقائق والتصدي بكل الحجج والبراهين لمروجي الكذب والحاقدين على الخليج بشكل عام والكارهين للبحرين بشكل خاص.
تصدى الشروقي لجميع المؤذين و لم يترك أي وقح بدون أن يلقنه درساً موجعاً. وأذكر عندما سألته قبل بضعة شهور في إحدى جلساتي معه عن الحافز الذي يجعله يرد على الجميع دون أن يترك أحداً من المتطاولين فأجاب بكلمة واحدة وهي «القصاص»! وعندما استرسل، فهمت أنه يؤمن بمبدأ القصاص - أي أن يتلقى المخطىء عقابه بمثل ما فعل - ويؤمن كثيراً باسترداد الحق وكشف الحقيقة خاصة إذا كان الأمر يتعلق بالوطن مما يجعله لا يتواني حتى وهو في حالة صحية معقدة نظراً لمشاكل الظهر والعظام التي كان يعاني منها من أن يجلس أمام الكاميرا ليسجل فيها حلقة مطولة يرد فيها على محترفي الكذب والتدليس بالأدلة الجازمة المقنعة و بأسلوب فيه الكثير من الشجاعة.
ونظراً لكاريزمته الطاغية أمام العدسة وقدراته الكبيرة في الحوار استعانت به قنوات عريقة ليكون محللاً للشأن السياسي وضيفاً في برامجها المهمة وأبرزها قناة «بي بي سي عربي» التي تبث من لندن.
وعلى الرغم أن تواصلي معه كان غير منتظم لظروف الحياة لكن شاء الرحمن أن أستلم منه مكالمة قبل يومين فقط من وفاته حدثني فيها عن أمور إعلامية وكان الوعد أن نلتقي في نهاية الأسبوع. وهذه المكالمة لم أكن أتوقعها لكن أشعر الآن أنها كانت طريقته ليقول فيها وداعاً وكأنه كان يعلم أنه مغادر قريباً!
رحمك الله يا محمد وغفر لك، سأفتقدك وسيفتقدك جمهورك الكبير كثيراً وسيفتقدك كل من أحب البحرين حباً مخلصاً.
الشروقي، الشرس في ردوده على من يخطىء في حق بلاده، عرف بقدراته اللغوية الفائقة تحدثاً وكتابة وبتمكنه التام من اللغة العربية وقواعدها مما جعله أحد أفضل قراء نشرات الأخبار ومقدمي برامج الحوارات الجادة وساعده في ذلك اطلاعه المكثف على الشأن السياسي سواء المحلي أو الإقليمي واهتمامه بالتاريخ العربي والإسلامي والأدب.
وشهدت بداية الألفية الجديدة تنقل الشروقي بين عدة محطات كمراسل أخبار وكمقدم نشرات أخبار ليكون من أوائل الإعلاميين المحليين الذين طلوا على شاشات خليجية وكان من ضمنها شاشة تلفزيون أبوظبي التي قرأ فيها نشرة الأخبار. وفي العقد الثاني من الألفية وبعد رجوعه للبحرين ابتعد الشروقي عن الإعلام التقليدي ليؤسس لنفسه حضوراً إعلامياً طاغياً في منصات التواصل وليكون من الأكثر مشاهدة ومن الأكثر تأثيراً في ساحتنا المحلية.
فسلسلة حلقاته على منصة «يوتيوب» التي طرحت مواضيع جريئة للغاية وناقشت قضايا الساحتين المحلية والعربية بكل مصداقية وجرأة حصدت جمهوراً وفياً كان ينتظر إطلالته أسبوعياً ويتفاعل معه تفاعلاً عجيباً. فالشروقي لم يكن يظهر ليجامل أو ليتملق أو ليتكلم بدبلوماسية بل كان سيفاً مسلطاً على المتمردين والمنافقين والجبناء. وكان هدفه الأول كشف الحقائق والتصدي بكل الحجج والبراهين لمروجي الكذب والحاقدين على الخليج بشكل عام والكارهين للبحرين بشكل خاص.
تصدى الشروقي لجميع المؤذين و لم يترك أي وقح بدون أن يلقنه درساً موجعاً. وأذكر عندما سألته قبل بضعة شهور في إحدى جلساتي معه عن الحافز الذي يجعله يرد على الجميع دون أن يترك أحداً من المتطاولين فأجاب بكلمة واحدة وهي «القصاص»! وعندما استرسل، فهمت أنه يؤمن بمبدأ القصاص - أي أن يتلقى المخطىء عقابه بمثل ما فعل - ويؤمن كثيراً باسترداد الحق وكشف الحقيقة خاصة إذا كان الأمر يتعلق بالوطن مما يجعله لا يتواني حتى وهو في حالة صحية معقدة نظراً لمشاكل الظهر والعظام التي كان يعاني منها من أن يجلس أمام الكاميرا ليسجل فيها حلقة مطولة يرد فيها على محترفي الكذب والتدليس بالأدلة الجازمة المقنعة و بأسلوب فيه الكثير من الشجاعة.
ونظراً لكاريزمته الطاغية أمام العدسة وقدراته الكبيرة في الحوار استعانت به قنوات عريقة ليكون محللاً للشأن السياسي وضيفاً في برامجها المهمة وأبرزها قناة «بي بي سي عربي» التي تبث من لندن.
وعلى الرغم أن تواصلي معه كان غير منتظم لظروف الحياة لكن شاء الرحمن أن أستلم منه مكالمة قبل يومين فقط من وفاته حدثني فيها عن أمور إعلامية وكان الوعد أن نلتقي في نهاية الأسبوع. وهذه المكالمة لم أكن أتوقعها لكن أشعر الآن أنها كانت طريقته ليقول فيها وداعاً وكأنه كان يعلم أنه مغادر قريباً!
رحمك الله يا محمد وغفر لك، سأفتقدك وسيفتقدك جمهورك الكبير كثيراً وسيفتقدك كل من أحب البحرين حباً مخلصاً.