«الكلمة نور، وبعض الكلمات قبور»، والسياسي المحنك هو من يقيم تصريحاته قبل أن يطلقها، وربما تلك هي الخطيئة الكبرى التي ارتكبها وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، سواء بقصد أو بغير قصد، حتى وإن كانت قبل توليه حقيبة وزارة الإعلام، بتصريحاته المسيئة للمملكة العربية السعودية، ودول الإمارات العربية المتحدة، عن حرب اليمن، لكونه اصطف في معسكر إيران و«حزب الله» و«التيار الوطني الحر»، ضارباً عرض الحائط بمصلحة بلاده كون تلك التصريحات تؤثر بشكل سلبي كبير على العلاقات مع الحلفاء والأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي، وكون تلك الدول مشهود لها بالوقوف مع الدولة اللبنانية في السراء والضراء.
وللأسف، التصريحات المسيئة وغير المسؤولة من بعض المسؤولين في لبنان دائماً متكررة، وتأتي في توقيتات صعبة على لبنان، فقبل سنوات، رفض وزير الخارجية اللبناني السابق جبران باسيل، «صهر الرئيس اللبناني ميشال عون»، التوقيع والموافقة على إدانة تدخلات «حزب الله» في شؤون البحرين، في البيان الختامي لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري بدورته غير العادية الذي عقد في القاهرة، في يناير 2016، بناء على طلب الرياض، والذي أكد «التضامن الكامل مع السعودية في مواجهة الأعمال العدائية والاستفزازات الإيرانية، وإدانة الاعتداء على البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران، وإدانة استمرار تدخلات طهران في الشؤون الداخلية للبحرين ودعمها للجماعات التي تشكل تهديداً لأمنها واستقرارها، ورفض تدخلات «حزب الله» اللبناني الإرهابي في شؤون البحرين»، زاعماً أن «الحزب هو حزب وطني لبناني ويشارك في الحكومة»، مبرراً ذلك بقوله «رفضنا ربط اسم «حزب الله» بالأعمال الإرهابية»، وهو الحزب التابع لإيران جملة وتفصيلاً، والذراع العسكري لطهران في لبنان والمنطقة، والمصنف على قائمات الإرهاب البحرينية والخليجية والعربية والأوروبية والأمريكية.
وفي مايو الماضي، أعلنت الرئاسة اللبنانية أن وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال، شربل وهبة، طلب من الرئيس ميشال عون الإعفاء من مهام منصبه، بعد تصريحات أدلى بها خلال مقابلة تلفزيونية أدت إلى توتر العلاقات مع دول مجلس التعاون الخليجي عندما زعم دعم الأخيرة لتنظيم الدولة «داعش».
وأخيراً جاء وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي ليصب الزيت على النار، ويفجر أزمة دبلوماسية كبيرة بين بلاده ودول المجلس، لكن الغريب في منطق قرداحي هو تصريحاته الأخيرة التي ذكرها أمس، في حديث مع قناة «الجديد»، حيث أعلن أن «استقالته من الحكومة غير واردة»، وكأنه بسذاجة منقطعة النظير يعتقد أن استقالته ربما تصلح ما أفسده بتصريحاته المسيئة لدول الخليج.
ربما اختلف الوضع قليلاً مع قرداحي، وأثارت تصريحاته استنكارً كبيراً، كونه كان يعمل في قناة «إم بي سي» السعودية، وكذلك ابنته، حيث تعد القناة صاحبة فضل كبير عليه، فيما وصل إليه من شهرة، وما حصّل من أموال، وربما صدق من قال أنه «لولا الإعلام السعودي لكان قرداحي مقدماً للنشرة الجوية في قناة «المنار»!».
إن بعض السياسيين والقائمين على صناعة القرار في لبنان يعانون من ضيق أفق سياسي، وسذاجة في الطرح، وسذاجة في التبرير، ومنهم بطبيعة الحال، وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، لذلك اعتقدوا عبثاً أن تقديم الأخير استقالته ربما يكون حلاً للأزمة الدبلوماسية المعقدة مع دول الخليج، والتي فجرها بتصريحاته قبل توليه حقيبة الإعلام.
إن قرداحي بعدما أطلق النيران على حكومة نجيب ميقاتي بتصريحاته المسيئة للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة حول حرب اليمن، وضع ميقاتي في موقف لا يحسد عليه، بل إنه يتبين لنا جلياً أنه من يجب أن يقدم استقالته هو رئيس الوزراء اللبناني نفسه، كي ينأى بنفسه، ويهرب من جحيم تسلط قوى «حزب الله» و«التيار الوطني الحر»، لأنه ببساطة كيف سيعمل رئيس الوزراء اللبناني في حكومة بها معسكر يشعل النار في يديه، ويطلق النار على قدميه، بينما البلاد تواجه أزمات على كافة المستويات؟!
لقد آن الآوان للشعب اللبناني أن يحاكم الطغمة السياسية الحاكمة في البلاد، بتهمة الغباء السياسي، وينتفض ضد تصريحاتهم وتصرفاتهم الرعناء التي يعاني منها هو أولاً وأخيراً، فهو المتضرر الوحيد على أرض الواقع، على كافة المستويات والأصعدة، لاسيما من الناحية الاقتصادية.
وللأسف، التصريحات المسيئة وغير المسؤولة من بعض المسؤولين في لبنان دائماً متكررة، وتأتي في توقيتات صعبة على لبنان، فقبل سنوات، رفض وزير الخارجية اللبناني السابق جبران باسيل، «صهر الرئيس اللبناني ميشال عون»، التوقيع والموافقة على إدانة تدخلات «حزب الله» في شؤون البحرين، في البيان الختامي لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري بدورته غير العادية الذي عقد في القاهرة، في يناير 2016، بناء على طلب الرياض، والذي أكد «التضامن الكامل مع السعودية في مواجهة الأعمال العدائية والاستفزازات الإيرانية، وإدانة الاعتداء على البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران، وإدانة استمرار تدخلات طهران في الشؤون الداخلية للبحرين ودعمها للجماعات التي تشكل تهديداً لأمنها واستقرارها، ورفض تدخلات «حزب الله» اللبناني الإرهابي في شؤون البحرين»، زاعماً أن «الحزب هو حزب وطني لبناني ويشارك في الحكومة»، مبرراً ذلك بقوله «رفضنا ربط اسم «حزب الله» بالأعمال الإرهابية»، وهو الحزب التابع لإيران جملة وتفصيلاً، والذراع العسكري لطهران في لبنان والمنطقة، والمصنف على قائمات الإرهاب البحرينية والخليجية والعربية والأوروبية والأمريكية.
وفي مايو الماضي، أعلنت الرئاسة اللبنانية أن وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال، شربل وهبة، طلب من الرئيس ميشال عون الإعفاء من مهام منصبه، بعد تصريحات أدلى بها خلال مقابلة تلفزيونية أدت إلى توتر العلاقات مع دول مجلس التعاون الخليجي عندما زعم دعم الأخيرة لتنظيم الدولة «داعش».
وأخيراً جاء وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي ليصب الزيت على النار، ويفجر أزمة دبلوماسية كبيرة بين بلاده ودول المجلس، لكن الغريب في منطق قرداحي هو تصريحاته الأخيرة التي ذكرها أمس، في حديث مع قناة «الجديد»، حيث أعلن أن «استقالته من الحكومة غير واردة»، وكأنه بسذاجة منقطعة النظير يعتقد أن استقالته ربما تصلح ما أفسده بتصريحاته المسيئة لدول الخليج.
ربما اختلف الوضع قليلاً مع قرداحي، وأثارت تصريحاته استنكارً كبيراً، كونه كان يعمل في قناة «إم بي سي» السعودية، وكذلك ابنته، حيث تعد القناة صاحبة فضل كبير عليه، فيما وصل إليه من شهرة، وما حصّل من أموال، وربما صدق من قال أنه «لولا الإعلام السعودي لكان قرداحي مقدماً للنشرة الجوية في قناة «المنار»!».
إن بعض السياسيين والقائمين على صناعة القرار في لبنان يعانون من ضيق أفق سياسي، وسذاجة في الطرح، وسذاجة في التبرير، ومنهم بطبيعة الحال، وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، لذلك اعتقدوا عبثاً أن تقديم الأخير استقالته ربما يكون حلاً للأزمة الدبلوماسية المعقدة مع دول الخليج، والتي فجرها بتصريحاته قبل توليه حقيبة الإعلام.
إن قرداحي بعدما أطلق النيران على حكومة نجيب ميقاتي بتصريحاته المسيئة للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة حول حرب اليمن، وضع ميقاتي في موقف لا يحسد عليه، بل إنه يتبين لنا جلياً أنه من يجب أن يقدم استقالته هو رئيس الوزراء اللبناني نفسه، كي ينأى بنفسه، ويهرب من جحيم تسلط قوى «حزب الله» و«التيار الوطني الحر»، لأنه ببساطة كيف سيعمل رئيس الوزراء اللبناني في حكومة بها معسكر يشعل النار في يديه، ويطلق النار على قدميه، بينما البلاد تواجه أزمات على كافة المستويات؟!
لقد آن الآوان للشعب اللبناني أن يحاكم الطغمة السياسية الحاكمة في البلاد، بتهمة الغباء السياسي، وينتفض ضد تصريحاتهم وتصرفاتهم الرعناء التي يعاني منها هو أولاً وأخيراً، فهو المتضرر الوحيد على أرض الواقع، على كافة المستويات والأصعدة، لاسيما من الناحية الاقتصادية.